رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بعيد القديس توما الرسول

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية بعيد القدّيس توما الرسول، واشتهر توما بين الرسل بعدم إيمانه. ولكنه آمن لما شاهد الرب القائم من بين الأموات، فهتف قائلاً مع إيمان الكنيسة الفصحي: "ربّي والهي". لا نعرف الشيء الكثير عن حياته، سوى ما ورد في الإنجيل. ينسب اليه التبشير بالانجيل في بلاد الهند. يُحتفل منذ القرن السادس بعيد نقل رفاته الى مدينة الرها في اليوم الثالث من شهر يوليو.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما قرّر الربّ يسوع، في مرحلةٍ دقيقة من حياته، أن يذهب إلى بيت عنيا ليُقيم لعازر من الموت، مقتربًا هكذا بخطورة من اورشليم قال توما لزملائه الرُّسل: "فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضاً لِنَموتَ معَه!". كان تصميمه على اتّباع المعلّم مثاليًّا حقًّا ويُعطينا تعليمًا ثمينًا: كما كشف تصميمه عن مدى استعداده الكامل للانضمام إلى الرّب يسوع، إلى حد أن يتطابق مصيره مع مصير الرّب يسوع، وأن تكون لديه الإرادة ليتشارك معه محنة الموت الكبرى. في الواقع..، عندما يستعمل الإنجيليّون الفعل "تبع"، فَلِكَي يعنوا أنّه حيث يتوجّه الرّب يسوع، يتوجّه أيضًا تلميذه. تُعرف الحياة المسيحيّة بحياةٍ مع الرّب يسوع المسيح...: أن نموت معًا، أن نحيا معًا، أن نكون في قلبه كما هو في قلبنا. 

ينقل إلينا الإنجيليّ تدخّلا ثانٍيًا لتوما وقت العشاء الأخير. فالرب يسوع، حين أنبأ برحيله الوشيك، أَعلن أنّه سيحضّر لتلاميذه مكانًا ليكونوا حيث يوجد. وقال لهم: "أَنتُم تَعرِفونَ الطَّريقَ إِلى حَيثُ أَنا ذاهِب" فحينها تدخّل توما قائلاً: "يا ربّ، إِنَّنا لا نَعرِفُ إِلى أَينَ تَذهَب، فكَيفَ نَعرِفُ الطَّريق؟".. أعطت كلماته الفرصة للرّب يسوع لكي يقول كلامه الشّهير: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي". إنّ توما هو أوّل مَن كُشِف له هذا الأمر، ولكنّه يصلح لنا جميعًا ولجميع الأوقات...

في نفس الوقت، يعطينا سؤاله أيضًا الحقّ، إذا صحّ القول، لكي نطلب شروحًا من الرّب يسوع، فنحن غالبًا ما لا نفهمه. لتكن لنا الشجاعة لنقول: "أنا لا أفهمك، يا ربّ، أَصغِ إليّ، ساعدني لأفهم". هكذا، مع هذه الشفافيّة الّتي هي الطريقة الحقيقيّة للصلاة، وللتكلّم مع الرّب يسوع، نعبّر عن قدرتنا الضعيفة على الفهم، وفي الوقت نفسه نضع ذواتنا في موقف ثقة أولئك الّذين ينتظرون النور والقوّة من قِبَل ذاك الّذي يستطيع أن يعطيهما.