رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. محطات من حياة إكزوبيري صاحب "الأمير الصغير"

سانت إكزوبيري
سانت إكزوبيري

نشأ الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري في عائلة أرستقراطية ووقع في حب الطيران في سن مبكر بعد أن أخذ أول رحلة طيران له في سن الثانية عشرة، وفي 1922، بدأ في الكتابة، كانت مغامراته كطيار مصدر إلهام للكثير من أعماله الأدبية، والتي بلغت ذروتها مع نشر كتابه الأمير الصغير، عام 1943.

وفي ذكرى ميلاد المؤلف الفرنسي اليوم الذي يوافق 29 يونيو 1900، نستعرض محطات من صاحب "الأمير الصغير".

النشأة

وُلِد أنطوان دو سان إكزوبيري في ليون بفرنسا في 29 يونيو، وتوفي والده عندما كان صبيًا صغيرًا، وانتقلت والدته وإخوته الأربعة إلى قصر أحد أقاربه في الشرق، تمتع بحياة مميزة وخالية من الهموم في الغالب، وفي عام 1912، قام بأول رحلة له على متن طائرة، وهي تجربة كان لها انطباعًا عميقًا ودائمًا عليه.

تلقى سانت إكزوبيري تعليمه المبكر في المدارس الكاثوليكية في فرنسا، وتم إرساله بعيدًا إلى مدرسة داخلية في سويسرا بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى فرنسا في عام 1917، ودرس لفترة وجيزة مدرسة إعدادية جامعية في باريس قبل محاولة الدخول الأكاديمية البحرية ورغم ذلك فلم يوفق سانت إكزوبيري، في الامتحان وبدلًا منها، درس الهندسة المعمارية في مدرسة الفنون الجميلة بدلاً من ذلك.

بدايته في وظائف الطيران والكتابة

على الرغم من رفضه المخيب للآمال من الأكاديمية البحرية في 1921، مُنح سان إكزوبيري الفرصة لتحقيق أحلامه بالطيران خلال خدمته الإجبارية في الجيش، في البداية عمل ميكانيكيًا في الجيش، ثم تعلم الطيران، فأصبح سانت إكزوبيري، طيارًا في سلاح الجو في العام التالي، ومقره في شمال إفريقيا، وحينها احتل في قلبه شغفًا جديدًا ألا وهوالكتابة.

أثناء عمله في وظائف مختلفة، بدأ في كتابة قصص مستوحاة من تجاربه كطيار، ونُشر أول أعماله، "الطيار" في عام 1926، وهو نفس العام الذي عاد فيه للعمل بالطيران، كطيار بريد مع شركة الطيران Aéropostale في تولوز، حيث تنقل في السفر ما بين فرنسا وإسبانيا وشمال إفريقيا. 

أهم مؤلفاته

في 1927، تم تعيين سان إكزوبيري، مسؤولاً عن مطار في الصحراء، وأوضحت تجربته هذه في روايته الأولى، بعنوان "البريد الجنوبي"، التي احتفلت بشجاعة الطيارين ، وتم نشرها في عام 1929.

كما نُشر كتابه Night Flight في عام 1931 بعد عودته من وظيفة لمدة عامين في الأرجنتين، ويعد هذا الكتاب أول نجاح أدبي حقيقي له، حيث حصل بسببه على جائزة Prix Femina الأدبية ثم تم إخراجه لاحقًا في فيلم هوليوود عام 1933 من بطولة جون باريمور وهيلين هايز وكلارك جابل .

ومن بين أكثر هذه الرحلات حافل بالأحداث كانت محاولته عام 1935 لتحطيم الرقم القياسي لسرعة الطيران في الهواء بين باريس وسايجون، وقد تحطمت طائرته في الصحراء، وتجول هو ومساعده في الصحراء لأيام، وكاد يموت من الجفاف قبل أن ينقذه بدو متجولون.

وتجاوزت مذكرات سان إكزوبيري التي نشرها عام 1939، بعنوان Wind Sand and Stars التي تتضمن سردًا لمغامراته في الطيران، نجاح أعماله السابقة، حيث فازت روايته بالجائزة الكبرى المرموقة لكتابة الروايات من الأكاديمية الفرنسية وجائزة الكتاب الوطني في الولايات المتحدة.

الأمير الصغير

عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، أصبح إكزربيري طيارًا عسكريًا حتى أجبره الاحتلال الألماني على الفرار من فرنسا، وبانتقاله إلى مدينة نيويورك، استمر أيضًا في توثيق مغامراته، ونشر رحلته إلى أراس، بعنوان Flight to Arras في 1942 وكتابه Letter to a Hostage في عام 1943.

كانت أهم أعماله خلال هذه الفترة هو حكاية الأطفال للكبار، التي جاءت بعنوان "الأمير الصغير" وهي حكاية شعرية وصوفية لطيار تقطعت به السبل في الصحراء، وتدور حول اكتشاف أمير شاب من كوكب آخر لعوالم كثيرة، كتبها ورسمها الكاتب ونشرت باللغتين الفرنسية والإنجليزية في الولايات المتحدة عام 1943، وبعد ذلك تُرجمت إلى أكثر من 200 لغة أخرى حول العالم، ويُعد هذا الكتاب من أهم الكتب في القرن العشرين وهو أحد الكتب الأكثر مبيعًا في كل العصور.

لم تكن نهاية حياته معلومة حتى الآن، فكانت تشبه حكايات، فعندنا عاد إكزوبيري إلى فرنسا ورجع لوطنه، أصر على الطيران على الرغم من كبر سنه وضعفه، في 31 يوليو 1944، غادر كورسيكا في مهمة استطلاع فوق فرنسا المحتلة، ولم يعد أبدًا، وحين لم يتم العثور عليه ولا طائرته، تم اعتباره مقتولًا أثناء القتال، كما أثار اختفاءه الغامض أخبارًا دولية وكان سببًا للكثير من التكهنات.