رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخلفات الأضاحي.. خطر بيئي وصحي يحتاج إلى تخلص آمن ورقابة شديدة

أضاحي العيد
أضاحي العيد

في عيد الأضحى المبارك، تزداد المخاوف من تراكم مخلفات الأضاحي في الشوارع والمناطق السكنية، والتي تشكل خطرا بيئيا وصحيا على المواطنين والحيوانات؛ لأنه مع كل ذبحة تقطع رقاب الأضاحي، تتراكم مخلفات لا نعرف كيفية التعامل معها.

دماء وأحشاء وأعضاء تنثر في الشوارع والمجاري، تنبعث منها روائح كريهة، وتنتشر فيها جراثيم وأمراض، وتستنزف فيها الأكسجين من الماء، وتجذب فيها الفئران والديدان، هذه هي مخلفات الأضاحي التي تشوه صورة العيد، وتضر بالبيئة والصحة،  لذا أصدرت وزارات البيئة  توجيهات ونصائح للتعامل مع هذه المخلفات بطريقة آمنة ومستدامة.

ووفقًا لتوجيهات وزارة البيئة، بشأن رفع درجة الاستعداد بالوزارة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك للتأهب والتدخل السريع لمواجهة المشكلات أو الحوادث البيئية الطارئة، يتم رصد مخلفات الأضاحي والعمل على الحد من انتشارها والتنسيق مع الأحياء لرفعها أولًا بأول.

وناشدت الوزارة المواطنين بضرورة التخلص الآمن من مخلفات الأضاحي في الأماكن المخصصة لذلك بالمحطات الوسيطة ومواقع التخلص الآمن، وإبلاغ غرفة العمليات المركزية بالوزارة في حالة وجود بؤر لانتشار مخلفات الأضاحي.

 

ومن بعض النصائح التي وجهتها الحكومة للمواطنين بشأن التخلص الآمن من مخلفات الأضاحي:

 

  • عدم إلقاء أي من مخلفات الذبح في شبكات الصرف الصحي أو المجاري أو الشوارع أو المناطق المفتوحة.

 

  • تسليم جلود الأضاحي للجمعيات الأهلية أو وضعها في أكياس محكمة الإغلاق داخل حاويات القمامة.

 

  • تسليم مخلفات الذبح (الدماء والأحشاء والأعضاء) للجهات المختصة أو وضعها في أكياس محكمة الإغلاق داخل حاويات خاصة.

 

  • ذبح الأضاحي داخل المجازر المرخصة والمجهزة بالشروط الصحية والبيئية.

 

  • التأكد من خلو الأضاحي من أي أمراض قبل وبعد عملية الذبح عن طريق طبيب بيطري.

 

تداعيات بيئية

ومن جانبه، يوضح المهندس أشرف مختار، الخبير الزراعي أن مخلفات الأضاحي هي كل ما يتبقى من الأضحية بعد ذبحها وتقطيعها وتوزيعها، مثل الدماء والأحشاء والأعضاء والجلود والأظافر والشعر، وتشكل هذه المخلفات خطرا بيئيا وصحيا إذا لم يتم التخلص منها بطريقة آمنة ومستدامة.

ويستكمل "مختار" حديثه مع "الدستور": "مخلفات الأضاحي تكون مصدرا للتلوث البيولوجي، حيث تحتوي على بكتيريا وفيروسات وطفيليات قد تنتقل إلى الإنسان أو الحيوان عن طريق الاتصال المباشر أو الغذاء أو الماء، مسببة أمراض مثل التهاب الكبد والسالمونيل أو الإشريكية القولية".

ويشير الخبير الزراعي إلى تسبب مخلفات الأضاحي في التلوث الكيميائي، حيث تحتوي على مواد سامة مثل الهرمونات والمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة التي قد تتراكم في الجسم وتؤثر على الأعضاء الحيوية أو تسبب التسمم أو السرطان.

ويضيف: "تشكل هذه المخلفات أيضا مصدرا للتلوث الفيزيائي، حيث تعطل سير المرور وتشكل عائقا للمارة وتؤدي إلى حوادث، كما تؤثر على جودة الماء، فهي تقلل من مستوى الأكسجين المذاب فيه وتزيد من مستوى المواد العضوية والغير عضوية فيه، مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الماء على استيعاب الحياة البحرية".

أما عن تأثير مخلفات الأضاحي على جودة الهواء، يقول "مختار" إنها تنبعث منها روائح كريهة وغازات ضارة مثل ثاني أكسيد الكبريت والأمونيا والميثان، مما يؤدي إلى ازدياد التلوث الجوي وظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى تأثيرها على جودة التربة، حيث تغير من خصائصها الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية، مما يؤدي إلى انخفاض خصوبتها وقدرتها على دعم الزراعة.

 

حلول رشيدة

وعن الحلول الممكنة لمواجهة هذه الأزمة، يؤكد الخبير الزراعي أن الحكومة المصرية تعمل طوال الوقت على توفير أماكن مخصصة لذبح الأضاحي بشروط صحية وبيئية ملائمة، وتشجع المواطنين على استخدامها بدلا من الذبح في الشوارع أو المنازل.

ويستكمل: "يتم أيضًا توفير خدمات جمع ونقل المخلفات بشكل فوري وفعال، وتجهيز سيارات مبردة لنقل الأحشاء والأعضاء التي يمكن استغلالها في صناعات أخرى، فضلا عن توفير حاويات كبيرة لرمي المخلفات التي لا يمكن استغلالها، وتغطيتها بطبقة من التربة أو الجير لتقليل رائحتها وانبعاث غازاتها".

ويناشد "مختار" بضرورة توفير مصانع لإعادة تدوير المخلفات، مثل مصانع دقيق الدم أو دهون الحيوانات أو الجيلاتين أو السماد العضوي أو الغاز الحيوي، وتشجيع المستثمرين على دخول هذا المجال، بجانب تثقيف المجتمع عن أهمية حسن التصرف في مخلفات الأضاحي، وتحذيره من المخاطر الصحية والبيئية التي قد تنتج عن إهمالها أو رميها في غير محلها.

ويرى "مختار" أن مخلفات الأضاحي يمكن استغلالها في شيء مفيد، إذا تم التعامل معها بشكل سليم، وذلك من خلال تحويل الأحشاء والأعضاء إلى دهون حيوانية تستخدم في صناعة الصابون والشموع والدهانات، بالإضافة إلى الجلود التي يمكن تسليمها للجمعيات الأهلية أو المصانع لتصنيعها وتحويلها إلى منتجات جلدية.

ويتابع: "الأظافر والشعر أيضا يمكن تحويلهما إلى جيلاتين يستخدم في صناعة الأدوية والحلويات والمستحضرات التجميلية، فضلا عن المخلفات العضوية بشكل عام التي يمكن تحويلها إلى سماد عضوي أو غاز حيوي يستخدم في الزراعة والطاقة".

ونوّه في ختام حديثه، إلى أنه يجب تشجيع المبادرات التطوعية لتنظيف المدينة من المخلفات، وتكريم المشاركين فيها وإبراز دورهم في خدمة المجتمع، وذلك بجانب تطبيق غرامات مالية على المخالفين لقوانين حماية البيئة، وإجبارهم على تصحيح مخالفاتهم أو إزالة مخلفاتهم.