رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة التونسية تبخر الأضحية وتأخذ "حق الملح".. والعصبان والكسكسي يزين المائدة بالعيد

عيد الأضحي
عيد الأضحي

تستقبل العديد من الدول العربية والإسلامية عيد الأضحي المبارك، غدا، ولكل دولة طقوسها وعاداتها خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.

ومن تونس الخضراء، قالت ضحى طليق خلافا لعيد الفطر الذي يتميز بانطلاق التزاور بين العائلات مباشرة بعد صلاة العيد، فإن العائلات التونسية يوم عيد الأضحى ومباشرة بعد صلاة العيد على ذبح الأضحية والانطلاق في إعداد الأطعمة المتعارف عليها يوم العيد.

وأضافت طليق في تصريحات لـ"الدستور"، خلال مساء نفس اليوم أو اليوم الموالي بعد الانتهاء من الذبح والطبخ والتنظيف تبدأ صلة الأرحام والتزاور. 

وتابعت طليق يسبق يوم العيد الكثير من العادات وأيضًا المهن الصغرى على غرار  برد السكاكين، كما تنتشر خلال يوم عرفة المعروف بيوم الوقفة  لدى التونسيين نسبة إلى وقوف الحجيج على جبل عرفة، المراجيح والألعاب خاصة في الأحياء الشعبية حيث يقبل عليها الأطفال بشكل غير مسبوق.

وأضافت أنه قبل يوم العيد تكون السيدة التونسية قد أعدت كل مكونات الطبخ ولوازمها خاصة تلك المتعلقة بأكلة العصبان  المتكونة أساسا من أمعاء الخروف الكبيرة والمعدة والكرشة التي يتم تنظيفها جيدا ثم تحشى بالخضار المتبلة وقد أضيفت لها الكبدة والقلب مقطعة قطعا صغيرة، علما ان عملية تنظيف المرسى تعد من أصعب المهام الموكولة لنساء العائلة يوم العيد. 

وأشارت إلى أن هذا الطبق هناك من يعده خلال اليوم الاول، وهناك من يتركه لليوم الموالي ويقتصر على عمليات الشواء فقط مباشرة بعد ذبح الخروف وسلخه.

وأوضحت أن عملية ذبح اضحية العيد لها هي الأخرى طقوس خاصة بها، حيث لا يتم إعطاء الاكل الأضحية ليلة العيد وعندما يقدم للذبح تكون سيدة البيت قد رافقته بالبخور إلى مكان الذبح.

وأكدت طليق أن هذه العادات تحافظ عليها غالبية العائلات التونسية حيث تحرص على اعداد غداء يوم العيد من لحم الاضحية وهو اما طبق الكسكسي أو المرق لكن الكثير من العائلات تفضل شواء اللحم بدل الأطباق الثقيلة، كما تقوم بالتصدق بجزء من الخروف على المحتاجين. 

وتابعت، كما أن الكثير من العائلات ونظرا لغلاء أسعار الأضحية خلال السنوات الأخيرة وأيضا لظروف السكن في شقق صغيرة لا يسمح فيها بالذبح، تقتصر على شراء كميات من اللحم لزرع الفرحة في نفوس الأطفال، وعائلات أخرى تستغل حرارة الطقس لإقامة حفلات شواء على الشاطىء".

حق الملح للسيدات حفاظا علي العشرة والوفاء..والمهبة للأطفال الصغار

وفي السياق ذاته، مصطفي عطية الباحث السياسي التونسي، أن مظاهر العيد في تونس متعددة الأشكال الدينية والإجتماعية والاقتصادية والسلوكية، فالأشكال الدينية تبدأ بصلاة العيد ثم زيارة المقابر للترحم على الموتى والدعاء لهم، بعد ذلك مباشرة تنطلق طقوس الأضاحي، فالرجال يتولون ذبح خرفان العيد على إيقاع التكبير وزغاريد النسوة اللاتي يهرعن إلى رش الملح على الدماء المسالة تبركا ودرئا للحسد والشر، ثم يضعن الأواني المختلفة لملئها باللحم وأحشاء الخروف وبقية أطرافه، وكل إناء يأخذ مكانه في الثلاجة ليبدأ التصنيف اللحم الطري يأخذ مكانه إلى نيران المشاوي المنصوبة، والأحشاء تدخل عملية التنظيف ليتم حشوها بالخضر الطرية وطبخها كوحدات صغيرة مربوطة بإحكام تسمى بالعامية التونسية "عصبان".

وأضاف عطية في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن في هذه الأثناء يبدأ حفل تقبل التهاني ويكون الأطفال أكبر المستفيدين منه بالحصول على الهدايا والأموال التي تسمى "المهبة" وهي تحريف لكلمة "الهبة"، وبعد الإنتهاء من عمليات الطبخ يجلس أفراد العائلة الموسعة لتناول الغذاء قبل الخروج لزيارة الأقارب حسب هرم الأعمار، أي البدء بأكبر الأقارب سنا والنزول تدريجيا إلى الأصغر.

وتابع عطية "عادة ما يكون غذاء العيد متنوعا المشاوي بمختلف أنواعها، والمقبلات الخضراء لتيسير الهضم، واللحوم المطبوخة في القدر، والمصلية في الأفران، والكسكسي أو الثريد بالإضافة لكؤوس مليئة باللبن والحليب الرائب.

وأضاف عطية في الليل تكون السهرة عائلية أمام أنواع شتى من غلال الفصل والمكسرات والفواكه الجافة، وكؤوس الشاي بالنعناع ويتقدم الأزواج إلى زوجاتهم محملين بالهدايا تسمى "حق الملح" أي حق العشرة والوفاء.