رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"4 مخاوف".. كيف يؤثر تمرد "فاجنر" فى روسيا على إسرائيل؟

فاغنر
فاغنر

انتهى الانقلاب المحتمل الذي هز العالم من قبل مجموعة فاجنر الروسية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكنه لا يزال يعتبر نقلة نوعية وسيكون له العديد من التداعيات على روسيا وبالتالي على إسرائيل من حيث التهديدات من إيران. 

تغير الوضع في روسيا سيكون له العديد من التداعيات على إسرائيل إقليميًا ويسبب لها بعض المخاوف.. كيف؟

إيران

الحرب الأوكرانية التي بدأت في فبراير 2022 كانت قد أخرت إبرام صفقة نووية إيرانية، لأن بسبب الخلاف بين بوتين مع إدارة بايدن والغرب؛ كان هذا وضعًا مريحًا لإسرائيل لكن في ذلك الوقت كانت هناك مخاوف في إسرائيل من أن روسيا ستنهي العمليات الجوية الإسرائيلية ضد وكلاء إيران في سوريا (لكن هذا لم يحدث).

ثم تم تأجيل الصفقة النووية الإيرانية مرة أخرى في أكتوبر الماضي، عندما تم الكشف عن أن طهران قدمت طائرات بدون طيار لبوتين وتسبب في مخاوف في إسرائيل من أن روسيا ستقدم أسلحة خطيرة جديدة للجمهورية الإسلامية مقابل بيع طائرات بدون طيار. 

في الوقت الحالي لا شيء قد يتغير بالنسبة لإسرائيل. قد يظل بوتين في السلطة ويواصل الحرب مع أوكرانيا على الرغم من أن انقلاب فاجنر كاد يضعف موقفه، وقد تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في تأجيل أي صفقة محتملة بين إيران والغرب، وهو ما يرضي إسرائيل، ولكن لو أدى ضعف بوتين إلى إنهاء حرب أوكرانيا أو حتى تلاشيها دون نتيجة رسمية. قد تبدأ روسيا في العمل بشكل أكثر تعاونًا مرة أخرى مع الولايات المتحدة بشأن الصفقة النووية مع إيران، وهو ما يخيف إسرائيل.

هناك أيضًا بعض السيناريوهات الجامحة. يخشى البعض أنه في حالة الإطاحة ببوتين، يمكن أن تقع بعض الأسلحة النووية الروسية في أيدي الإرهابيين أو الدول أو الجماعات المارقة. سيكون هذا هو السيناريو الأسوأ لإسرائيل والغرب.

سوريا

البعد الثاني هو سوريا، فعدم الاستقرار الداخلي في روسيا سيؤثر على سياساتها في سوريا. على الرغم من أن موسكو قد خفضت وجودها في سوريا بسبب الحرب الأوكرانية، إلا أنها لا تزال تتمتع بوجود كبير داخل الجارة الشمالية لإسرائيل وتتمتع بنفوذ كبير هناك.

من المرجح أن يؤدي الصراع الداخلي في روسيا إلى مزيد من تقليص القوات في سوريا- تمتلك مجموعة فاجنر أيضًا قوات هناك- مما سيخلق فراغًا، وهو ما يشكل مخاوف لإسرائيل حول من سيملأ هذا الفراغ، بالطبع ليس الولايات المتحدة.

الصين

إذا ضعفت قوة روسيا في المنطقة خلال الفترة المقبلة بسبب توتراتها الداخلية، فإن هناك فرصة لأن تحاول الصين أن تملأ هذا الفراغ، ومن المتوقع أن تحاول إيران أيضًا التقرب من الصين والتي بإمكانها أن يزداد نفوذها في المنطقة على حسب الولايات المتحدة وروسيا، وبإمكانها أيضًا أن تقدم دعمًا قد يقوي إيران في مواجهة إسرائيل.

المهاجرون

في عام 2022، استوعبت إسرائيل ما يقرب من 70000 مهاجر جديد. جاء أكثر من نصفهم من روسيا (37364)، ووصل 14680 آخرون من أوكرانيا. إن احتمال حدوث انقلاب أو حرب أهلية هناك يلوح في الأفق مثل الزلزال الجيوسياسي الذي من شأنه أن يخلق توابع بعيدة المدى، وقد يؤدي إلى المزيد من المهاجرين إلى إسرائيل.