رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تتهم واشنطن.. كيف تتعامل إسرائيل مع المصالحة الإقليمية لـ"إيران"؟

ايران
ايران

التحركات الإقليمية الأخيرة لإيران حول تقاربها من الدول العربية والمحور السني على وجه الخصوص لاقى صدى واسعًا داخل إسرائيل، حيث أصبح ملف "عزلة إيران" الذي سعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، خلال العقد الماضي محل شك. 

تراقب إسرائيل بحذر ذوبان الجليد بين إيران والدول العربية، فيما علقت رئيسة إدارة إيران في معهد دراسات الأمن القومي، سيما شاين: هناك عملية واسعة جدًا لمصالحة إيرانية إقليمية، وأعتقد أن إسرائيل غير قادرة على وقف هذه العملية، لأنها تعكس مصالح جميع الأطراف فيها. 

وأشارت "شاين" إلى عدم وجود تحسُّن في العلاقات بحد ذاتها، وفي حميمية هذه العلاقات النقطة الأساسية، ولكن السبب الرئيسي في هذا التحرك هو خيبة الأمل بالأمريكيين وتخوّف دول الإقليم من أن السبيل الوحيد للحفاظ على مصالحها هو استئناف العلاقات مع الإيرانيين لتحييدها أفضل من مواجهتها.

وأضافت سيما شاين: "على الرغم من العزلة الدولية، فإن الإيرانيين نجحوا في أن يبرهنوا أنهم يعرفون كيف يستغلون الفرص. مَن يفحص مكانة إيران وقدرتها على استئناف العلاقات مع السعودية والإمارات، بالإضافة إلى مفاوضات تجريها مع الأردن ومصر، يرى الإنجازات المهمة التي تحققت. لكن على الرغم من ذلك، فإن المصريين لن يعطوا أهمية لإيران أكثر من الأهمية التي يولونها لاتفاق السلام معنا. إن المعسكر السّني المعادي لإيران، الذي تشارك فيه إسرائيل، لا يزال مهمًا، ونحن هناك بفضل الولايات المتحدة".

اتهام لـ"واشنطن"

يرى المراقبون في تل أبيب أن السبب الوحيد في التحركات الإقليمية لإيران ونجاحها هو تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، حيث يرى مئير بن شابات الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي، وضمن إطاره أجرى حوارًا استراتيجيًا مع الولايات المتحدة. إن أصابع الاتهام تتوجه إلى إدارة بايدن ويقول: "القيادة في إيران لم تكن تأمل بفترة مريحة مثل الفترة الحالية، من أجل الاستمرار قدمًا في تعزيز مكانتها السياسية وجهودها في المجال النووي".

وأضاف: "يمكننا أن نرى التراجع في مكانة الولايات المتحدة، وفي تأثيرها في الشرق الأوسط، أيضًا من خلال سلوك السعودية ودول الخليج التي امتنعت من الوقوف مع الولايات المتحدة ضد موسكو، ووطّدت علاقاتها مع الصين ضمن إطار بحثها عن دعم مختلف آخر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، أو كبديل منها. وهذا شجّع عملية استئناف العلاقات بين إيران ودول الخليج، على الرغم من العداء العميق بينها".

كيف تتحرك إسرائيل؟

على الرغم من التخوف في إسرائيل من استراتيجية توحيد الساحات، فإن إسرائيل لا ترى في الشبكة الإيرانية حولها تهديدًا استراتيجيًا. يقول مصدر سياسي: "في إمكان إسرائيل مواجهة هذا التهديد بسهولة. تحاول إيران محاصرتنا كما نفعل نحن من حولها، لكن هذا لن يحدث". وأشار إلى أن الأنشطة الإيرانية مع التنظيمات على المستوى التكتيكي فقط، ولكن إذا وصل النظام الإيراني إلى قدرة دولة على عتبة النووي، فسننتقل إلى مرحلة أُخرى".

نشر الشبكة الإسرائيلية حول إيران والسعي لتوسيع اتفاقات أبراهام هما الهدف المركزي في سياسة وزارة الخارجية الإسرائيلية في هذه المرحلة، مع حقيقة أن هناك اعترافًا في إسرائيل أن إيران نجحت في الأشهر الأخيرة في إلحاق الضرر بالمساعي الإسرائيلية حول عزلها إقليميًا، حيث تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلي حسب "جيروزاليم بوست": "لقد ربحت إيران المعركة، ليس فقط في هذا الإطار، بل نجحت في تحسين مكانتها بصورة كبيرة جدًا، وتشعر بتبدُّل التوجه في مواجهة الدول السّنية".