رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح أبوسيف يكشف سر شغفه بالتصوير فى الأماكن الشعبية

صلاح أبوسيف
صلاح أبوسيف

يكشف صلاح أبوسيف عن سر شغفه بالتصوير في الأماكن الشعبية الفقيرة، وذلك في الحوار الذي سجلته معه مجلة الكواكب الفنية، ونشر بعددها الـ86 بتاريخ 24 مارس من العام 1953. 

وفي مستهل حديثه يشير صلاح أبوسيف، رائد الواقعية في السينما المصرية، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1996، إلى بداياته وتعليمه: ولدت في حي بولاق، هذا الحي الشعبي الذي لم يفقد شعبيته منذ أجيال، ولن يفقدها، وقد حصلت على دبلوم التجارة المتوسطة، ولم أكن أعرف شيئًا عن التمثيل أو عن السينما، بل كنت متفرجًا مواظبًا في حدود إمكانيات مصروفي الذي كنت أتقاضاه من أهلي، وأحسست أن ثقافتي الفنية قد بدأت تتكون عندما التهمت كل الكتب التي كانت تبحث في صناعة السينما، وكنت أطبق ما أقرأه على ما أشاهده من أفلام البطولة، ورعاة البقر، ورأيت أن أبرز هذه الثقافة عن طريق الصحف، فعملت ناقدًا ومحررًا للفن في مجلات: "الصباح"، و"أبوالهول"، و"العروسة".

ــ صلاح أبوسيف ناقدًا سينمائيًا

ويمضي صلاح أبوسيف في حديثه للكواكب: ثم تخرجت فعملت محررًا فنيًا بالأجر، ولكن الأجر الضئيل لم يشبع معدتي فعدلت عن العمل الصحفي وبحثت عن وظيفة، ووجدت ضالتي المنشودة في سكرتارية شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة الكبري، فسافرت إليها ورحت أقضي أوقات فراغي في التهام الكتب والمجلات التي تكتب في شئون وصناعة السينما، حتى استوعبت الكثير منها.

وحول بدايته الفنية، قال صلاح أبوسيف: حدث أن عدت في إجازة إلى القاهرة، فوجدت أصدقائي من محرري باب الفن في جميع الصحف يعملون بهمة ونشاط في إعداد وإخراج فيلم للسيدة "أمينة محمد" اسمه "تيتا ونج"، فأردت أن أجرب مواهبي العملية التي تكونت من قراءاتي، فاشتركت معهم في هذا الفيلم، وقضينا الأيام والليالي في عمل متواصل حتى أعد الفيلم للعرض، وسقط الفيلم بالطبع سقوطًا كبيرًا؛ لأنه لم يتكلف سوي 17 جنيهًا ونصف الجنيه هي كل ما أنفق عليه، وكانت هذه هي تجربتي الأولي.

ــ صلاح أبوسيف: "العمر واحد" أول أفلامي

وحول أول أفلامه تابع صلاح أبوسيف: كان الأستاذ نيازي مصطفي قد قدم إلى المحلة لإخراج فيلم عن مصانعها فاتصلت به وساعدته داخل المصنع وخارجه حتى أتم عمله على ما يرام، وانتهزتها فرصة فرجوته أن يلحقني باستديو مصر ففعل، ونقلت من سكرتارية مصانع المحلة إلى استديو مصر في وظيفة مساعد في قسم المونتاج ورقيت بعدها إلى وظيفة رئيس قسم المونتاج، وفي هذا القسم تعلمت كل شىء عن الإخراج والسينما ودقائق هذه الصناعة.

أخرجت أول فيلم لي في عام 1943 وقام بالدور الأول فيه إسماعيل ياسين، وقد بدأت به ظاهرة جديدة في صناعة الأفلام وهي الاستغناء عن الجنس اللطيف، فلم تظهر في الفيلم ممثلة واحدة، وكان اسم الفيلم "العمر واحد"، إلا أن نصيب الفيلم كان المصادرة للأسف الشديد، ولم أتقاضَ مليمًا في هذا الفيلم، بل كان تجربة.

ثم بدأت في إخراج أفلام قصيرة ناجحة، أما أول فيلم أخرجته - بمعني الإخراج الكامل - فكان فيلم "قلبي دليلي"، بطولة عقيلة راتب وعماد حمدي، الذي أنتجه استديو مصر عام 1945، وكنت موظفًا في الاستديو بمرتب قدره ستون جنيهًا، وقد تقاضيت في إخراجه مرتب عامين علاوة على 500 جنيه مكافأة.

وعن الصعوبات التي واجهها خلال تصوير أفلامه شدد صلاح أبوسيف على: أنني من هواة الأحياء الفقيرة، أصورها للجمهور على حقيقتها وبلا تزييف، وقد عرضت قصة "لك يوم يا ظالم" على المنتجين فرفضوها بالإجمال، وقالوا إن الجمهور يحب الأفلام ذات المظهر الأرستقراطي، فكيف تخرج فيلمًا في حمام سوق، ولما كنت واثقًا من نجاح الفكرة فقد اضطررت إلى بيع ما ورائي وما أمامي وأنتجت هذا الفيلم لحسابي، ونجح نجاحًا كبيرًا.