رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كسوة الكعبة.. قصة "الحُلة" التى أصبحت مصر صاحبة الامتياز فى صنعها

كسوة الكعبة
كسوة الكعبة

يعد تغيير كسوة الكعبة من الشعائر الإسلامية العظيمة التي يترقبها الكثير من المسلمين كل عام، إذ اعتادت المملكة العربية السعودية، على تغييرها في يوم عرفات الذي يوافق التاسع من شهر ذي الحجة، والذي سيوافق يوم الثلاثاء 27 يونيو 2023.

ويستعرض "الدستور" في السطور التالية؛ تاريخ كسوة الكعبة، وكيف كانت، وإلى أين وصلت، وسبب صناعتها في مصر وإرسالها إلى مكة المكرمة.
 
في التاريخ الإسلامي؛ أول من صنع للكعبة كسوة، تبع أبوكرب- ملك اليمن- وجعل لها بابًا ومفتاحًا، وصار ذلك سنة طوال أيام الجاهلية قبل الإسلام، وتسلمت مفتاح الكعبة قريش، ولما جاء الإسلام بأنوار الهداية وبعث الله نبيه بالهدى ودين الحق خاتمًا للرسالات السماوية كسيت الكعبة بالثياب اليمنية.

كما كسيت بالقباطي في عهده صلي الله عليه وسلم، حيث أهداه مقوقس مصر قطع قماش مرسومًا عليها بخيوط من الحرير بديعة الألوان، وحملت إلى مكة مع الجارية مارية القبطية التي تزوجها صلى الله عليه وسلم وصارت نسبًا وصهرًا بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مصر التي أوصانا بهم النبي الكريم خيرًا.

وفي عهد أبي بكر الصديق، رضى الله عنه، صارت هذه القياطي سنة لكسوة الكعبة وتنقل من مصر، وفي عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه كذلك، حيث كان يكتب والى مصر عمرو بن العاص بإعداد الكسوة في العام مرتين، وفي عهد عثمان بن عفان، رضى الله عنه، أضاف إلى كسوة الكعبة كسوة يمنية، وكان كسوتها في عاشوراء، ثم تمت كسوتها في شهر رمضان، والأخرى يوم التروية أيام الحج.

بعد ذلك؛ بدأت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود صناعة كسوة الكعبة عبر دار خاصة بمكة المكرمة، وذلك في عام 1346هـ، وبهذه تعد أول حلة سعودية تصنع في مكة.

وعن اختصاص كسوة الكعبة، فقد أصبحت مصر صاحبة الامتياز في صنعها، حيث أرسلت الكسوة في عهد الدولة الأموية ثم في عهد الدولة العباسية، وفي عام 661 هـ في عهد السلطان الظاهر بيبرس صارت سنة على عهد المماليك الذين تشرفوا بكسوة الكعبة، بل كان بعضهم يوقف أوقافًا للإنفاق على صناعتها "البدور الزاهرة".