رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكى يكشف الهندسة المعمارية الرائعة فى مصر القديمة والتكنولوجيا الهيدروليكية

الفراعنة
الفراعنة

أكد موقع "تيتش تايمز" الأمريكي أن الباحثين اكتشفوا مؤخرًا شيئًا رائعًا على طول نهر النيل في مصر والسودان.

وتابع أن الخبراء اكتشفوا شبكة واسعة من الجدران الحجرية التي تلقي الضوء على شكل استثنائي طويل العمر من الهندسة الهيدروليكية في وادي النيل وتكشف عن روابط بين النوبة القديمة ومصر.

روعة الهندسة المصرية القديمة

وأفاد الموقع الأمريكي بأن الفريق استخدم مجموعة من التقنيات المتقدمة لتحديد هذه الهياكل القديمة، كما استخدموا صور الأقمار الصناعية، ومسوح الطائرات بدون طيار، والمسوحات الأرضية، والمصادر التاريخية مثل يوميات المسافرين في القرن التاسع عشر، وخريطة عمرها 200 عام، وأرشيفات الصور الجوية.

وتابع أنه من بين الأخدود النهرية البالغ عددها 1300 تقريبًا، كما تُعرف هذه الجدران الحجرية، ويوجد الكثير منها الآن مغمورًا تحت خزان السد العالي في أسوان، ومع ذلك، قدمت روايات من القرن التاسع عشر وصور أرشيفية معلومات قيمة عن مواقعها الأصلية.

وأضاف أنه تم اكتشاف أن عددًا كبيرًا من هذه الأربية تقع في الصحراء، داخل قنوات النيل القديمة الجافة، حيث أوضح الباحثون أن هذه القنوات كانت نشطة مرة واحدة خلال فترة الهولوسين ولكنها جفت في النهاية بسبب تغير المناخ وانخفاض تدفقات الأنهار.

وأشار إلى أنه تم استخدام تقنيات التأريخ بالكربون المشع والتألق لتحديد عمر الجدران في القنوات القديمة، والمثير للدهشة أن عمر بعض هذه الجدران يزيد على 3 آلاف عام، حيث تم بناؤها لحبس الطمي الخصب الذي يحمله الفيضان السنوي لنهر النيل، ما يخلق أراضي مستصلحة يمكن زراعة المحاصيل عليها دون ري صناعي.

وكشفت الدراسة، التي نُشرت في Geo archaeology، عن أن هذا الشكل من هندسة المناظر الطبيعية قد تم تنفيذه في البداية من قبل المجتمعات النوبية الأصلية ثم تبنته الدولة المصرية القديمة لاحقًا.

وأضاف الموقع أن الأكثر إثارة للإعجاب هي الجدران الحجرية الأكبر التي تم تحديدها داخل النيل نفسه، حيث كانت هذه الهياكل الضخمة، التي يصل سمكها إلى خمسة أمتار وطولها 200 متر، بمثابة قناطر.

وتابع أن المصريين القدماء وجهوا مجرى النهر وساعدوا الملاحة عبر منحدرات النيل الغادرة، ما سمح بحركة الموارد والجيوش والأشخاص والأفكار بين مصر القديمة والنوبة.

رؤى الخبراء

يسلط الدكتور ماثيو دالتون من جامعة غرب أستراليا، المؤلف الرئيسي للدراسة، الضوء على طول عمر هذه التكنولوجيا الهيدروليكية وأهميتها، حيث يوضح أن أخدود الأنهار استمرت في البناء حتى وقت قريب في السبعينيات، ولا تزال بعض الأراضي المستصلحة تُزرع حتى اليوم.

وتابع أن هذه الأعجوبة الهندسية القديمة لعبت دورًا مهمًا في تمكين المجتمعات من الازدهار وزراعة الغذاء في المناظر الطبيعية الصعبة في النوبة لأكثر من 3000 عام.