رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مقبرة الخالدين".. حمدى البطران: قرار يشكل منعطفًا تاريخيًا للحفاظ على رموز مصر

حمدى البطران
حمدى البطران

قال الكاتب والروائي حمدي البطران، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل لجنة لتقييم موقف نقل المقابر الموجودة منطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، من القرارات الهامة التي تشكل منعطفا تاريخيا في الحفاظ على ذكرى علماء مصر، فكانت هناك اعتراضات المثقفين وأهالي أصحاب المقابر والأضرحة على قرارات حكومية بإزالة مقابر شخصيات عامة بارزة.

 وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أمر الرئيس السيسي، بإنشاء ما يسمى بـ"مقبرة الخالدين"، لتكون صرحًا يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضًا متحفا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، ونعتقد أنها ستكون على غرار مقبرة الخالدين في فرنسا، أو ما يعرف بـ "البانثيون".          

-  الموت فى مصر له قدسية أيًا كانت ديانتهم من قديم الزمان

وأضاف "البطران" أن الموت في مصر له قدسية أيًا كانت ديانتهم من قديم الزمان، لأجل ذلك انفرد المصريون بالاهتمام بالمقابر الخاصة بملوكهم وأبدعوا فيها، وزودوها بكل سبل الحياة المحتملة لاعتقادهم أن الحياة ستعود في آخر الزمان، فلم يكن من المستغرب أن تكون كل آثار المصريين القدماء هي المقابر على اختلاف أنواعها، ولا شك أن الهرم الأكبر بكل عظمته وجلاله هو مقبرة خاصة بالملك، فالمقابر موروث تفردت به مصر. 

وواصل: عندما جاء العرب لمصر كانوا لا يهتمون بالمقابر، ولم يترك المسلمون الأوائل آثارا سوى بعض المقابر البسيطة في أماكن معاركهم في منطقة البهنسا التابعة للمنيا، وجاء بعدهم الأتراك فلم يتركوا شيئا ولا أي آثار، وعندما جاء المماليك اهتموا بمقابرهم، وشجعهم المصريون على تشييد مقابر فخمة وكذلك علماء المسلمين في تلك الفترة، والحكام من أسرة محمد على ومن قبله من الممالك شيدوا لهم مقابر في مناطق شرق القاهرة، وهي التي تشهد بعظمتهم في البناء والتشييد والتي ظلت باقية على حالها رغم الزلازل.

وتمنى "البطران" أن تكون اللجنة التي وجه بتشكيلها الرئيس السيسي تستطيع تقدير قيمة هؤلاء العظماء وآثارهم، ويجب أن يكون تفكيرهم في مستوى مقابر طيبة أو مقبرة توت عنخ آمون، إن لم تكن أعظم، والعقلية التي شيدت متحف مصر الحضارة الحديث جديرة بأن يكون تفكيرها في نفس المستوى من الفخامة والعظمة لأن مقابر القاهرة التاريخية التي أنشأت في العصور الوسطى وتوسعت حتى العصر الحديث لا تقل قيمة عن وادي ملوك وملكات مصر في العصور القديمة.

يشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بتشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، تضم جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي.

وأشار الرئيس السيسي إلى إنشاء «مقبرة الخالدين» في موقع مناسب، لتكون صرحاً يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضاً متحفاً للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، بحيث يشمل المتحف السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم.