رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلعة للفرنسيين إلى مخبز للإنجليز.. محطات بتاريخ مسجد الظاهر بيبرس

مسجد الظاهر بيبرس
مسجد الظاهر بيبرس

يعد مسجد الظاهر بيبرس، أيقونة للعمارة المملوكية، وهو ثالث أكبر مسجد أثري في مصر، والذي حرصت وزارة السياحة والآثار على إعادة افتتاحه قبل أيام، وسط إشادة كبيرة لمحبي التراث والآثار المصرية.

ما هي حكاية مسجد الظاهر بيبرس وتاريخه؟

أسسه السلطان المملوكي الظاهر ركن الدين بيبرس، بين عامي  1266م/ 1268م، وهو رابع السلاطين المماليك، الذي بدأ حياته في مصر لدى السلطان الصالح الأيوبي كمملوك، ويعد المسجد تاج العمارة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين.

تاريخ من الإهمال

عانى الكثير من الإهمال، أثناء دخول الحملة الفرنسية مصر، حيث حوله الجنود الفرنسيون إلى قلعة يتحصنون بها ونصبوا المدافع أعلى أسواره، ومن قلعة حوله العثمانيون، إلى مصنع للصابون في عهدهم وفي حكم محمد على باشا، وتم استغلاله كفرن للجنود.

وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أزيل الفرن ونظف الموقع واستعمله الجيش الإنجليزي مخبزا ثم مذبحا، وذلك حتى عام 1915م، كما  تأثرت جدران المسجد، من ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتساقط دعامته وأعمدته.

تخطيط المسجد

يتبع المسجد التخطيط التقليدي للمساجد الإسلامية الذي يعتمد على وجود صحن أوسط مكشوف تحيط به أروقة أربعة أكبرها رواق القبلة التي كانت عقودها محمولة على أعمدة رخامية فيما عدا المشرفة منها على الصحن، فقد كانت محمولة على أكتاف بنائية مستطيلة القطاع، كذلك صف العقود الثالث من شرق كانت عقوده محمولة على أكتاف بنائية أيضًا.

أما عقود القبة التي كانت تقع أمام المحراب فإنها مرتكزة على أكتاف مربعة بأركانها أعمدة مستديرة، وكانت هذه القبة كبيرة مرتفعة على عكس نظائرها في المساجد السابقة فإنها كانت صغيرة متواضعة.

أما وجهات الجامع الأربع مبنية من الحجر الدستور- هو حجر يتم وضعه على جوانب الأبواب والشبابيك ويمكن وضعه على عامود بين شباكين أو بابين- فتحت بأعلاها شبابيك معقودة وتوجت بشرفات مسننة وامتازت بأبراجها المقامة بأركان الجامع الأربعة وبمداخلها الثلاثة البارزة عن سمت وجهاتها.

ويقع أكبر هذه المداخل وأهمها في منتصف الوجهة الغربية قبالة المحراب، وقد زين هذا المدخل كما زين المدخلان الآخران الواقعان بالوجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحلي فمن صفوف معقودة بمخصوصات إلى أخرى تنتهي بمقرنصات ذات محاريب مخصوصة إلى غير ذلك من الوحدات الزخرفية البديعة، اقتبس أغلبها من زخارف وجهات الجامع الأقمر وجامع الصالح طلائع ومدخل المدرسة الصالحية.