رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أثناء مناقشة رواية "لالوبا"..

أسامة أبو طالب: تجربة ناهد السيد مع المرض أوصلتها لمعنى "الأحوال والمقامات"

 أسامة أبو طالب:
أسامة أبو طالب: تجربة ناهد السيد مع المرض أوصلتها لـ"ال

بدأت منذ قليل، فعاليات مناقشة رواية "لالوبا" الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، للكاتبة الصحفية والقاصة ناهد السيد، بحضور الشاعر والكاتب الصحفي أحمد الشهاوي، والناقد الأكاديمي الدكتور أسامة أبو طالب، وتدير الندوة الكاتبة الصحفية أماني القصاص، وذلك  بقاعة طه حسين بنقابة الصحفيين. 

وقالت الكاتبة الصحفية أماني القصاص: "قرأت الرواية رغم أنفي  بصيغة البي دي أف ، فالرواية لم تكن مجرد إنجاز بما قدمته صديقتنا الكاتبة ناهد السيد برغم كل ما فيها من ألم،  وما قدمته استعراض حقيقي على مرض الذئبة، وبالتالي كان لدي حافز ودوافع على الاشتراك في خوض معركة ناهد السيد على هذا المرض، الرواية لم تكن فقط تجربة ذاتية عاشتها ومعركة كبيرة خاضتها  ناهد السيد لافتراس لمرض الذئبة الحمراء".

من جانبه قال الناقد الدكتور أسامة أبو طالب: "أمامنا تجربة ليست الأولى فهي تجربة تعرض له عدد من الكتاب العالميين ارتونين، والفيلسوف فريدرش نيتشه، فان جوخ، وغيرهم.

وتابع: "ما قدمته ناهد السيد ليست مجرد كتابة بل ما قدمته هو خطاب، والفرق بين الكتابة والخطاب واسع فالكتابة تدخل فيها جماليات الكتابة والصنعة، والكتاب جاء في صيغة الخطاب كونه خالي من أي محسنات الكتابة".

ولفت إلى أن تجربة استشراف الموت ليست الأولى وهي موجودة في التراث الديني ونجدها في التراث الشعبي الذي استلهمها من التراث الديني  فكانت القصة الشعبية "ناعسة وأيوب".

وأشار أبو طالب إلى أن تجربة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب مع المرض وكذلك تجربة أمل دنقل، والتجربتان  تلتقيان مع المرض ولكن تختلفان في طريقتهم لاستقباله فالأول أوصلته استسلام روحي، ومع أمل دنقل سارت تجربة معاناة.

ولفت إلى أنه فى تجربة "لالوبا" لناهد السيد يمكن وصفها أنها أوصلتها إلى المعنى الصوفي "الأحوال والمقامات" وتجربة وجودية بالمعنى الصوفي والروحاني وتوغل في أحوال الكون لديها القلق الإنساني لا الفلسفي الذي يعتصر الفيليسوف أفكاره فيه.

وتابع أبو طالب: "احتواء تجربة ناهد السيد عبر النقد الأكاديمي هي في منتهى الصعوبة، كونها تعمل على شكل واعي ولا واعي، في نفس الوقت".

 واختتم: تتميز تجربتها بالتلقائية والتمتع بالحب، فقد حولت المرض كما وصفة بودلير "أنا الجرح والسكين" تعامل المرض بحميمية وصداقة شديدة جدا.

 

ومن أجواء الكتاب نقرأ

حدثت نفسي سرًّا.. إذا كان الأمر هكذا لماذا يصر الشوق على أخذي؟

لماذا يريد حرماني من هذه الحياة.. وإيلام أحبابي؟ إذا كنت استسلمت لحظة وضعفت وتمنيت الموت ليس معناه أن أتمادى الآن.. طالما أن حياتي ما زالت صالحة للعيش! ولكن ماذا عن وعدي له؟ وشوقي الذي زرعه في قلبي ينمو وينمو لرؤية ربي؟

لا لا أريد التفكير.. هناك ما يدفعني للحنث بالوعد.

قررت خداعه والانزلاق قليلًا قليلًا دون أن يشعر، ورحت أحشو نفسي بذكريات بيني وبين بناتي ومداعباتنا 

وأحلامي بأن أحمل أطفالهن، أحضر ولادة كل منهن وأشد على يدها، وأفزع في الطبيب لكي لا يدعها تتألم 

وأمارس أمور الحموات على أزواجهن لأظل محافظة على حياة ميسورة لهن.

كما رحت أحشو نفسي بذكريات حبي لزوجي والصعاب التي واجهتنا من جوع وفقر وتحديات الحياة... وأول قبلة وأول لمسة حانية، وأمنياتنا بقضاء شيخوخة في أحد الفنادق الباريسية على غرار فيلم أجنبي شاهدناه يومًا ولم ننسَه. سهراتنا وطقطقات اللب تحت أسناننا.. شواء البطاطا وقطع البطيخ الملطخ بابتسامات وقهقهات وسخرية.

السخرية والعبث مع أمي عن عجرفتها مع زوجي بلا مبرر لمجرد أنها تمارس شغل الحموات.

امتلأت عن آخري ذكريات ،ولكن قبضة الشوق أحكمت تماما علي، ربما لأن شوقي لرؤية ربي كان أملي الوحيد في التخلص من آلامي.

إذًا الأمران متعادلان حتى الآن، ماذا أفعل؟

أحشو دفعات أخرى من ذكريات السفر مع الأصدقاء، حفلات التوقيع، إلقاء الأشعار والموسيقى وسحرها، رغبتي في تعلم العزف على آله القانون قبل مماتي، رغبتي في تعلم السباحة على يدي ابني لألعب معه في المصايف كصغيرة تلهو بدلو الماء، متعتي الحقيقية التي لم ألقَها إلا في الكتابة.

آه.. الكتابة. كيف نسيت ذلك؟! الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أعبر به عن حالي أكثر، لعلي لم أستطع أن أقنع الشوق في مجادلتنا معًا لأني لست جيدة في الحوارات الشفهية، أما لو كتبت له لأفحمته وأريته قوتي. نعم.. هو كذلك.. لم يتبق سوى خطوات قليلة وأسقط، وبالكتابة سوف تلين قبضته.. أنا واثقة بذلك لأني أملك زمام الكلمات بالقدر الذي يملك هو زمام المشاعر.

 

أما عن ناهد السيد 

ناهد السيد كاتبة صحفية وشاعرة وقاصة صدرت لها 3 دواوين شعرية، اثنان منها عن هيئة قصور الثقافة بعنوان "أنثى"، والثاني بعنوان "الحياة الحب" عامي 1998 و2000. والديوان الثالث صدر عن دار "نيفرو" بعنوان "كعب عالٍ"، عام 2005، كما صدر لها أيضا "الشياطين الـ13"، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو كتاب يختص بمرحلة المراهقة وكان تجربة مشتركة بينها وبين ابنتها المراهقة ذات الـ13 عاما وقتها ضحى أشرف عبد الشافى وغيرها من الأعمال.