رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران حلب للروم الأرثوذكس يوجه رسالة لطلاب الثانوية العامة

مطران حلب والاسكندرون
مطران حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس

"لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة".. بهذه الكلمات ناشد المطران بولس يازجي مطران حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس، طلبة الثانوية العامة.

 

وقال مطران حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس في رسالته لطلبة الثانوية العامة: "أيّها الأبناء الأحباء نعمة لكم وسلام من لدن الله".

 

وأضاف المطران: ما أجمل كلمات بولس الرسول إلى تلميذه الشاب تيموثاوس، حينما قال له: "أذكّرك أن تُضرم موهبة الله فيك، لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة".

وأضاف: أنتم على عتبة مفصلية في الحياة بعد هذا الامتحان تأخذون الوجهة التي تسعون إليها، أو لا سمح الله تأخذون غيرها مما هو قريب إلى مشتهاكم أو بعيد عنه أيضا.. هذا العبور إلى حيث "نريد ونشتهي" أو إلى حيث "لا نريد ونشتهي" يجعل لحظته مهيبة وربما مربكة.

 

وتابع: كلمتان أود أن أتأمل معكم بهما: "نجاح" و"امتحان". ماذا يَمتحنُ فينا هذا الفحص، هـل مـجرد "المعلومات"؟ وما هو النجاح الذي نريده، هل هو مجرد كسب بعض "العلامات"؟.

 

واستطرد المطران:  النجاح لا تحصره العلامات، النجاح هو أن تخرجو من الامتحان وأنتم أكثر تفاؤلا نحو الحياة وأحلامكم أكبر في المستقبل الذي ستبنوه.. نصلي أن يهبكم الله علامات مرتفعة، لكن نوصيكم أن تنجحوا بعد الامتحان بحبِّ المستقبل أكثر وتبني صورة له أفضل.. حذاري أن تحبط العلامات ما في صدوركم من رجاء كبير! حذاري أن تحدد العلامات نجاحكم أو فشلكم.. إن خضعتم "لنظام الامتحانات وأسئلته وأوقاته" فلا تخضعنّ قلوبكم لحدوده ومعاييره.. نلتم علامات جيدة؟ انطلقوا إلى قرارات كبيرة! نلتم علامات أقل لا تقبلو بقرار أصغر.

 

وأضاف: "الامتحان" إذاً ليس هو لمعلوماتكم بل لذاتكم، لطريقة دراستكم، لجديةٍ أو تهاونٍ فيكم يبرهنه امتحانُكم هذا العابر. اليوم تُمتحن "إرادتُكم" وهي أهم بكثير من معلوماتكم! كل امتحان يثمر إلى معرفة، إنها معرفة الذات.. أليس أن نعرف كم نحن جدّيون أو مهملون أفضلَ بكثير من معرفة كتاب عـــلوم.

 

وتابع: المعرفـة للذات تقود دائماً للأفضل، لهذه المعرفة الحاضر دائما مفيد: "إنَّ كل شيء (خير أم شر) يؤول إلى خير المؤمن".

 

وأشار المطران إلى أن الفشل هو أن نصغر، أو أن يخبو رجاؤنا.. حافظوا على "الكبير" في قلوبكم، والامتحان سيعلمكم كيف تحققون ما تشتهون.. ربما نفشل ولكن في طريقة تحقيق أحلامنا الكبيرة، لأننا سلكنا مثلاً في تهاون أو في عدم انتباه أو بطريقة دراسية غير موفقة، لكن لن نفشل في احتقار ما وهبه الله لنا من أحلام وطموحات كبيرة.

 

وتابع: "الامتحان يختبر طريقة عملنا وليس ما فينا! النجاح دوما في دربنا، وإذا ما تعثّر شيء فهو فقط اختبار طرائقنا، فيقودنا "الامتحان" إلى اختبار الصالح من الفاشل في طريقة تحصيلنا".

 

وأكد أن النجاح مصيركم، مهما تبدلت طرائقكم الدراسية وسواها.. لأن "النجاح" هو ما تريدونه والطرائق هي ما تسلكونه.. إرادتنا بالنجاح ثابتة وطرقنا تصلحها التوبةُ والخبرة.

 

واختتم: "أضرموا موهبة الله فيكم، لأنه لم يعطكم روح فشل بل روح نجاح وقوة".