رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناشرون مصريون: معارض الكتاب الدولية وسيلة للتبادل الثقافى والحضارى بين الدول

معرض تونس الدولي
معرض تونس الدولي

قال ناشرون مصريون إن المشاركة في معرض تونس الدولي للكتاب تعد انعكاسًا لقوة العلاقات الثقافية بين البلدين، مؤكدين أن معارض الكتاب الدولية تعد وسيلة مميزة للتبادل الحضاري والثقافي بين الدول والشعوب، ونشر ثقافة السلام والتواصل الإيجابي بين الشعوب والتعرف على ثقافات العالم من خلال المشاركين في المعرض. 

وقال عيد إبراهيم، صاحب دار إبداع للنشر والتوزيع ومنسق اتحاد الناشرين المصريين- في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش المشاركة في فعاليات المعرض- إنه يشارك كل عام في معرض تونس الدولي للكتاب، ولكن هذا العام المعرض مختلف عن الأعوام السابقة، فهذا العام يتميز بزيادة عدد المشاركين المصريين والعرب، مؤكدًا أن المشاركة المصرية تعتبر قوام أي معرض عربي، حيث تشارك فيه حوالي من 60 إلى 70 من دور النشر المؤثرة في العالم العربي والجمهور التونسي يبحث عن دور العرض المصرية. 

وأضاف أن معارض الكتب العربية تمثل نافذة الكتاب وموعدًا سنويًا للقراء والمثقفين والناشرين لما تتضمنه من برامج تثري الثقافة العربية، وتعتبر منبرًا مفتوحًا على كل الثقافات تُظهر الإبداعات الأدبية بكل مجالاتها الشعرية والروائية والنقدية والفكرية والسياسية والعلمية، وهي عارضة لنتاجات النخب المخضرمة للأجيال الصاعدة.

وأكد إبراهيم أنه لا يوجد تغيير لعقليات الشعوب وتقدمها إلا من خلال الثقافة والشيء الوحيد الذي يهون على الإنسان مشاكله الاقتصادية أو الاجتماعية هو القراءة، فالثقافة هي البذرة الأساسية للتغيير ومنها يخرج أي شيء بعد ذلك وهي الأساس الذي نستطيع أن نبني عليه.

وأوضح منسق اتحاد الناشرين المصريين، أن الملفت في هذه المعارض هو وجود الكثير من دور النشر والدول المشاركة سواء عربية أو أجنبية، وهذا كان له دور كبير في التعريف بهذه الدول، وكانت فرصًا للآخرين لمعرفة هذه الثقافات المتعددة سواءً لما قدمته هذه الدول من برامج ثقافية ومعروضات لبلدانهم، وهذا من الأشياء الجميلة والإيجابية لمعارض الكتب.

وبشأن التطور التكنولوجي في القراءة، أكد صاحب دار إبداع للنشر والتوزيع المصرية، أن التطور له تأثير على نسبة الإقبال على الكتب الورقية، ولكن بنسبة قليلة جدًا، فمن المعروف أن القارئ للكتب الورقية لا يقرأ الكتب الإلكترونية، فهناك من يحب رائحة الورق ولمسه، ولكن الذي يفرق كثيرًا في نسبة الإقبال هي الحالة الاقتصادية، فهي تؤثر بشكل مباشر على اقتناء الكتب.

من جانبه، قال أحمد الفلكي، مسئول بالدار العالمية للنشر والتوزيع بالإسكندرية، إن معرض تونس الدولي للكتاب شهد تطورًا على مدار العامين الماضيين من حيث الشكل والمضمون، مؤكدًا أن المعرض يشهد إقبالًا كثيفًا هذا العام من الجمهور خاصة من فئة الأطفال التي كانت الأكبر بين الجمهور، بسبب الجانب الترفيهي في المعرض، وهو عنصر جاذب للأطفال، حيث جرى تنظيم لقاءات مفتوحة مع الجمهور على مسارح مكشوفة تقدم عليها بعض الفرق عروضها، إضافة إلى استضافة بعض صناع المحتوى على مدار أيام المعرض، وبعض الفرق التي تقدم الفنون الشعبية والتراث.

وأكد الفلكي أن معارض الكتاب في الدول العربية تعد فرصة حقيقية لتلاقي الأفكار وتبادلها، ويحفل العالم العربي بالمعارض التي يشارك فيها أهم الكتّاب والمثقفين العرب، بالإضافة إلى أهم دور النشر ومؤسسات الإنتاج الثقافي، مشيرًا إلى أنها أصبحت تشكل تظاهرة جماهيرية ثقافية واقتصادية، وتستقطب كل المستويات الذهنية والطبقات الاجتماعية.

وأضاف أن معارض الكتاب في الدول العربية تلعب دورًا ثقافيًا ومجتمعيًا مهمًا، أصبحت وبفضله بمثابة مهرجانات ثقافية ينتظرها الجمهور بشغف، حيث تعتبر فرصة حقيقية لتلاقي الأفكار وتبادلها والحضارات من كل بلدان العالم، وبثقافاتها المتنوعة، ونشر ثقافة السلام والتواصل الإيجابي بين الشعوب والتعرف على ثقافات العالم من خلال المشاركين في المعرض.

وحول الصراع بين الكتاب الورقي والإلكتروني، أوضح أحمد الفلكي، أن هناك شريحة واسعة من محبي الكتاب الورقي يرون أنه لا غنى لهم عن ذلك الكتاب في رحلاتهم وإجازاتهم التي يقضونها في مختلف بقاع العالم، بل إن هناك شريحة واسعة ترى أن الكتاب الورقي يقضي على الملل في الرحلات الطويلة ويساهم في قضاء وقت ممتع قبل الوصول إلى الوجهة المحددة في السفر، وما زال الكثير من القراء يفضل استخدام الكتاب المطبوع، والإحساس بملمس الورق ورائحة الحبر.

ورأى أن الكتاب الورقي له جمهوره وجاذبيته، ذلك لأن شكل الكتاب وطريقة إخراجه من العناصر التي تلفت النظر إليه، بالإضافة إلى سهولة الحمل بخلاف القراءة بواسطة الحاسوب أو الهاتف، وفي الغالب نجد أن الكثير عند القراءة يحيل الإلكتروني إلى الورقي لسهولة التحكم فيه. 

من جانبه، قال وليد عبدالمجيد، مدير دار مفكرون الدولية للنشر والتوزيع بمصر، إن معارض الكتاب من أبرز جوانب التواصل والتكامل الثقافي محليًا ودوليًا، ومظهر مهم للتواصل والالتقاء والانفتاح على الآخر، فهي تظاهرات ثقافية كبرى تجمع الكتب والناشرين والقُراء على اختلاف تخصصاتهم وبلدانهم تحت سقف واحد، وتخلق بذلك مساحة للتواصل المباشر، مما يشكل فرصة حقيقية للتعارف وتعزيز العلاقات والروابط الثقافية والأدبية والمعرفية، وتبادل الخبرات والتجارب سواء بين الأفراد أو بين مؤسسات النشر المشاركة المحلية منها والخارجية، مما يجعل من هذه المعارض مواسم ثقافية تجسد مدى الترابط الثقافي والإبداعي على مختلف المستويات المحلية منها والعربية والعالمية. 

وأكد عبدالمجيد، أن معارض الكتاب هي الجسر الفكري الممتد بين طوائف البشر وأطيافهم المختلفة، والذي من خلاله يعبرون إلى عالم المعرفة المذهل، والتعرف على الرؤى المختلفة فهي سفير بلا سفارة، ورغم وجود وسائل التواصل الاجتماعي والانكباب عليها ما زال الكتاب هو صاحب السعادة وسيد الموقف، وهو سبيل التواصل الفكري الأكثر صدقًا ووثائقية، ومن هنا تأتي مدى أهمية معارض الكتب التي تجمع عصارة الأفكار لأمم ربما لن تتعرف عليها إلا من خلال كتاب تقرأه عنها، لذا فإن المشاركات المختلفة لشتى الدول سواء عربية أو أجنبية تعطي نكهة معرفية مميزة لمعرض الكتاب وتثري العطاء الفكري الإنساني. 

ولفت مدير دار مفكرون الدولية للنشر والتوزيع بمصر، إلى أن تقدم الأمم يقاس بثقافاتها وفنونها "قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت؟"، مؤكدًا أن معارض الكتب ينتظرها المثقف بشوق وشغف كل عام بصفة عامة، فهي تجعل مختلف الكتب والمعارف في متناول أيديهم، وتخلق مساحات واسعة للنقاشات والحوارات المباشرة والهادفة بينهم وبين الكُتاب والناشرين من خلال الندوات والفعاليات واللقاءات المختلفة، والتي عادة ما ترافق معارض الكتب وتجعل لإقامتها أبعادًا تتجاوز النظرة القاصرة لهذه المعارض من كونها مجرد سوق مشتركة لعرض الكتب وبيعها.

وفي شأن موضوع الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، قال عبدالمجيد، إن الفرد يبحث عن المصدر الأساسي وهو الكتاب الورقي الذي يعد هو المصدر الأساسي للمعلومة مهما تعددت أشكال الكتاب الإلكتروني، ونوه بأن الكتاب الورقي سيبقى أصدق مرجع للكلمة.

وطالب مدير دار مفكرون الدولية للنشر والتوزيع بمصر وليد عبدالمجيد، في ختام حديثه، بضرورة وأهمية تعزيز دور المكتبات المدرسية لتشجيع الطلاب والطالبات على القراءة، والدور الفعال الذي يجب أن يمارسه الوالدان في زرع حب الكتاب في الطفل.