رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدوم.. أقدم الأشجار فى واحات الوادى الجديد (صور)

اشجار الدوم
اشجار الدوم

يرجع تاريخ "الدوم" للعصور الفرعونية، وهو فاكهة أقدم من نخيل البلح الموجود بكثرة في محافظة الوادي الجديد، حيث تعتبر أشجاره معمرة وطويلة العمر، وعثر على فاكهة الدوم بمقابر المصريين منذ 5 آلاف عام، ويعد من أشهرها ما وجد في سلال مقبرة توت عنخ آمون. 

وتشتهر محافظة الوادي الجديد بزراعة الدوم في بعض المزارع الخاصة بالمواطنين، وأثناء حصاد المحصول تباع ثمرة الدوم بجنيه واحد، ويصل كيلو الدوم المطحون لحوالى ٦٠ جنيها، ومتواجد لدى محلات العلافة بكافة المحافظات، وينتشر بكثرة في الخارجة وبولاق وباريس والمناطق الجنوبية الممتدة حتى السودان، وتنمو أفضل أنواع الدوم على الإطلاق بقرى المكس القبلي والبحري جنوب مدينة باريس، حيث يتواجد الدوم صغير الحجم سكري المذاق، عكس الدوم الآخر المتواجد في المناطق الأخرى والذي تقل فيه نسبة السكر.

ينمو نبات الدوم تلقائيا دون تدخل الإنسان فيه، ويفرح المزارعون بظهور هذه الشجرة في أراضيهم لأنها ذات مظهر جمالى وترتفع عن الأرض وتعطى ظلالا تسهم في خفض درجة الحرارة خلال فصل الصيف، كما أن ثمارها ذات قيمة اقتصادية ولا تحتاج إلى عمليات زراعية أو تلقيح أو تزميط مثل النخيل.

وتستخدم أشجار الدوم حتى الآن في بناء وتسقيف المنازل وتصنيع الأثاث والأبواب في قرى الواحات في بناء منازلهم وحظائر الماشية الخاصة بهم، كما تستخدم أوراقها في صناعة السلال والأطباق والحبال، بالإضافة إلى أنها تستخدم في أسقف المنازل.

أما الثمار فهى في حجم التفاحة أو أقل قليلا، لها قشرة بنية غامقة صلبة، وتكون طرية في بداية قطفها من الشجر، وخلال شهر تزداد صلابة كالحجارة، وتعالج حوالى ٢٠ نوعا من الأمراض، أشهرها على الإطلاق داء السكري، وتنظيم الضغط العالى، وهى مهدئ للقولون والمعدة.

وهناك مثل شعبي يقول إن غارس الدوم غالبا لا يأكل منه لأنه يثمر بعد ثلاثة عقود، أى ثلاثون عاما، فهي شجرة معمرة، حيث يصل عمرها إلى أكثر من مائة وخمسين عاما، كما أن أشجار الدوم ترمز للعمر الطويل، حيث يقال احيانا إن عمر فلان أطول من شجرة الدوم، وهى شجرة تشبه أشجار جوز الهند ويصل ارتفاعها احيانا إلى ١٥ مترا، ويطلق عليها في بعض الدول العربية اسم المقل، وتحمل حوالى ١٠٠ كيلو وأكثر من الثمار، وهى مقاومة للعطش وكافة الظروف المناخية الصعبة للغاية، خاصة ندرة المياه ودرجة الحرارة المرتفعة والمنخفضة، كما أنها مقاومة للأراضي المالحة ومقاومة للأمراض التى تصيب النباتات، ويصعب تسلقها من جانب الحيوانات نظرا لأن أخشابها شبه ملساء لا يمكن الصعود عليها، كما أن هناك شجرة دوم كبيرة تحيط بها أشجار دوم صغيرة تسمى الفروخ، بها أشواك حادة للغاية كأسنان المنشار تمنع الإنسان والحيوان من تسلقها.