رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون سوريون لـ"الدستور": اجتماع عمان يدعم عودة سوريا للجامعة العربية

مقعد سوريا في الجامعة
مقعد سوريا في الجامعة العربية

قال السياسي السوري والبرلماني السابق زاهر اليوسفي، إن أملهم كبير في أن تؤدي الاجتماعات العربية ومن بينهم اجتماع عمان المقرر اليوم إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية بل إلى عودة العرب إلى شقيقتهم سوريا  التي تم تجميد عضويتها في الجامعة ظلما .

وتستضيف العاصمة الأردنية عمان اليوم اجتماعا يضم وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، استكمالاً للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر، الذي استضافته عقد في جدة يوم 14 أبريل الماضي للبناء على الاتصالات التي قامت بها هذه الدول مع الحكومة السورية للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

وأوضفح “اليوسفي” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن سوريا لم تختار بإرادتها الابتعاد عن الجامعة العربية وكان القرار كمن ينتزع  قلبه لأنها قلب العروبة النابض كما أسماها القائد الخالد جمال عبدالناصر وقد علمنا بأن بعض العرب يطالبون سوريا بتقديم طلب للعودة إلى الجامعة علما بأنها لم تقدم طلبا للإنسحاب منها وهذا غير منطقي ويمس بالسيادة السورية.

وأضاف:“طالما أن هناك دولاعربية تعادي سوريا وتنتظر الأوامر الخارجية فأعتقد ان طريق عودتها للجامعة العربية سيكون معبدا بالعراقيل والألغام وبالرغم من عودة العلاقات الدبلوماسية  بين سوريا وبعض الأشقاء فهذا لايعني العودة للجامعة إطلا قابل مجرد بداية لتصحيح المسار تجاهها المطلوب من العرب تنقية الأجواء وتصفية النوايا والبدء بإعادة إعمار الدمار الذي خلفته الحرب على بلدنا الذي يتطلب أضعاف الأموال التي تم دفعه الدعم الإرهاب وتدمير سوريا لا أظن اننا سنسارع في العودة إلى الجامعة العربية فهناك أولويات تهتم بها دولتنا قبل ذلك”. 

الجفا: مسيرة الانفتاح العربي مع سوريا مستمرة

ومن جانبه، قال الدكتور محمد كمال الجفا، المحلل السياسي السوري الخبير العسكري، ان مسيرة الانفتاح العربي مع سوريا مستمرة بالرغم من المطبات والعقبات التي تمر بها في بعض المحطات الصعبة التي مر بها نتيجة تراكمات الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من اثني عشر عاما ولا يمكن تجاوز اثارها خلال فترة زمنية قصية او يمكن حلها خلال عدة اجتماعات مهما كانت النوتيا صادقة.

واوضح المحلل السياسي السوري لـ"الدستور"،  أن الاصرار على الاستمرار في هذا النهج والاصرار على متابعة هذه المشاورات بعد تضييق وتحجيم الهوة بين مواقف الدول العربية يوحي بأن هناك اصرار عربي ونوايا صادقة في متابعة ماتم الوصول اليه من تفاهمات وتذليل ما بقي من عقبات لاعادة سوريا الدولة الى الجامعة العربية.

وأضاف: “لدي اعتقاد بأن النتائج ستكون ايجابية ومبشرة في الوصول الى قواسم مشتركة او مخرجات مرضية لبعض التحفظات التي أبدتها بعض الدول العربية من جراء هذه العودة واجتماع عمان التشاوري هو حتما لاستكمال ماتم الوصول اليه من نتائج مبصرة لاجتماع جدة وليس للبدء بجدول اعمال جديد او لاضافة بعض الشروط من اية جهة او حكومة عربية لأن تحديد هذا الاجتماع وبهذه السرعة وضمن فترة زمنية قصيرة يعطي دليل مؤكد على الاصرار العربي لحسم هذا الملف”. 

وتابع المحلل السياسي السوري الخبير العسكري  ان  تفهم الدول العرببة لمسار الحرب في سوريا وتقدير حجم التضحيات التي دفعها الشعب السوري وحجم الدمار الذي تعرضت لها سوريا في شتى المجالات وشرعية اجراءاتها ضد الارهاب العابر للقارات يساعد كثير من الدول العربية على اعادة تقييم دقيق للموقف والاطلاع عن كثب  عن حجم الدمار وحجم المأساة السورية وبالتالي يمنح الانظمة العربية موقفا أقوى واكثر حزما وقناعة بالخطوات الايجابية التي ستقوم بها باتجاه سوريا والوقوف معها ومشاعدتها في تجاوز اثار سنوات الحرب الاثني عشر الماضية وبالتالي هناك مسؤولية عربية للوقوف جانب سوريا ومساعدتها في الخروج من ماثاتها وتجاوز اثار الحرب المدمرة التي عاشتها .

وقال الجفا إن كثير من الدول العربية كان لها دور كبير في تقديم الدعم المالي والسياسي واللوجستي للمعارضة المسلحة ولكل فصالها المسلحة بكل اتجاهاتها وبلا استثناء وبالتالي هناك مسؤولية انسانية واخلاقية وشرعية في وقوف الدول العربية بجانب الشعب السوري ومساعدته في الخروج التدريجي من دوامة العنف التي مر بها بغض النظر عن تراكمات السنوات السابقة وبغض النظر عن مسؤولبة اي طرف في هذه الحرب لان الوضع الحالي للسوريين لايحتمل مزيد من الكوارث ومزيد من الالآم وخاصة بعد الزلزال المدمر الذي تعرضت له بعض المناطق السورية ولاسيما المحافظات الشمالية والتي دفعت الثمن الأكبر من ويلات الحرب.

وأشار المحلل السياسي السوري الخبير العسكري  إلى أن عودة سوريا  الى الجامعة العربية قادمة لامحالة والحراك الدبلوماسي الذي شهدته سوريا خلال الأشهر الماضية والزيارات المكوكية التي قام بها بعض بعض المسؤولين العرب الى دمشق وايضا الزيارات التي قام بها بعض المسؤولين السوريين إلى خارج سوريا وعلى رأسهم الرئيس بشار الاسد والمفاوضات الامنية التي شهدتها بعض العواصم العربية توحي بأن ما تم الاعداد له لم يأتي من فراغ بل نتيجة قرار عربي واقليمي بضرورة تجاوز المرحلة السابقة والبناء على اسس جديدة من العلاقات البينية العربية مع سورية بغض النظر عن السياسات التي اتبعت خلال سنوات الحرب.

وأكد الجفا أن التحالفات الاقليمية الجديدة والمصالحات التي شهدتها منطقتنا وأشهرها المصالحة الايرانية السعودية والتي ستنعكس آثارها ليس على مستوى العلاقات السورية العربية بل ستنعكس على ملفات مهمة جدا وهي ملف الحرب في اليمن وملف الشلل الحكومي والرئاسي الذي يعاني منه لبنان.

وقال الجفا ان التحالفات الجديدة لدول اسيا والتقارب الروسي الايراني والايراني الصيني والقمة الصينية الخليجية والتحالف القادم بين الصين والسعودية يحتم على جميع الدول العربية اعادة بناء شبكة علاقاتها بكل المجالات من جديد بغض النظر عن المواقف السياسية التي رسمت خطوطها العريضة بناء على توجيهات امريكية لم تعد صالحة ضمن هذه المتغيرات التي يشهدها العالم وسرعت في ضرورة تغيير قواعدها الحرب الاوكرانية الروسية والتي ستغيير نتائجها العلاقات والتحالفات الاقليمية لسنوات طويلة.