رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيد نجم: يحيى الطاهر عبدالله كاتب متميز فى أدب الطفل

السيد نجم
السيد نجم

تحدث الكاتب السيد نجم لـ"الدستور" عن القاص "عبدالفتاح يحيى الطاهر محمد عبدالله" والذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1981.

وقال، إن يحيى الطاهر من معالم الستينيات الأدبية على الرغم من قصر سنوات عمره، فقد توفي عن عمر يناهز 43 سنة، وهو في ذروة عطائه ونضحه، حيث كتب القصة القصيرة والرواية وسيناريوهات وقصصًا للأطفال.

نتوقف قليلًا أمام ملامح شخصيته وأفكاره فى مجال قصة الطفل التي كتبها، وقد تلاحظ أنه نشر كمًا غير قليل من السيناريوهات والقصص النثرية التي نشرت في مجلة سمير، وهو ما حرص على الاعتناء به وتحليله الناقد دكتور حسين حمودة في كتاب هام قليل التداول على الرغم من أهميته.

وأوضح "نجم": بنظرة سريعة ﺇلى ما تناوله من أفكار في ﺇحدى قصصه المصورة والتي رسمها الفنان محمود الهندي قصة بعنوان "مذكرات عصفور عجوز جدًا".

تقع القصة في 31 لوحة لرسومات مبسطة تعبر عن نمو الخط الداخلي للقصة، يمكن اﻹشارة ﺇليها بعرض موجز للرسومات والكلمات القليلة التي كتبت مع كل صورة، بل وأحيانًا لا توجد كلمات شارحة أو مفسرة للصورة: "العصفور العجوز يتذكر الأيام الأولى بعد خروجه من البيضة، فيتابع نفسه ويلاحظ نمو الريش على جسده، كما بدأنا نتابع تأمله للعالم الخارجي من حوله.. الشجرة المورقة الجميلة.. العش الذي يعيش داخله على أفرع الشجرة.. القمر أعلى العش.. عاد ولاحظ الشجرة ذات الفروع.. بل شاهد الحيوانات المفترسة والطيور في حديقة الحيوان مع ازدحام الناس حول الأقفاس.. فلما شعر بالخوف من الصبية طمأنته أمه.. حتى شاهد القرود سعيدة تأكل الفول السوداني.. تمنى لو يأكل مثلها، فاندفع  من العش، سقط وتألم كثيرًا لأنه لم يتعلم الطيران بعد.. ومع أول لقاء لطفل عطف عليه، وافق أن يذهب معه ﺇلى بيته ويعيش داخل القفص.. رحبت الأسرة كلها به، وبدأ يأكل ويشرب ولا يبذل مجهودًا يذكر.. لكن بمرور الوقت ملّ تلك الحياة المريحة لأنها لم تمكنه من تعلم الطيران، خصوصًا أنه تذكر أنه أصبح عصفورًا عجوزًا"

وواصل نجم: الجدير بالملاحظة جودة التقنيات الفنية لقصة تناسب المرحلة العمرية (من 6 إلى 9) سنوات.. حيث غلبة الصورة وقلة الكلمات.. كما كان الجانب الأخلاقى التربوى متوفرًا دون صوت زاعق أو مواعظ.. الفكرة والمعالجة تصلح في كل زمان ومكان..

واختتم: "رحمه الله يحيى الطاهر عبدالله، يعد كاتبًا متميزًا في أدب الطفل وﺇن لم ينتبه ﺇليه غير صديقه دكتور حسين حمودة".