رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دول العالم تجلى رعاياها.. طائرات عسكرية وقوافل برية وسفن بحرية

السودان
السودان

أعلنت القوات المسلحة السودانية عن أن ميليشا «الدعم السريع» ارتكبت عدة انتهاكات ضد بعثات دبلوماسية، منها سرقة سيارة دبلوماسية خاصة بالسفير الماليزي، بعد أن تم إنزاله منها خلال تسوقه، واستولوا عليها وهربوا بها.

وقالت القوات المسلحة السودانية، فى بيان أمس: «اعتدت ميليشيا الدعم السريع المتمردة على موكب إخلاء أفراد سفارة قطر المتجه إلى بورتسودان، ونهبت أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة»، فضلًا عن إطلاقها النار على موكب السفارة الفرنسية، ما أدى إلى تعطيل عملية الإخلاء، وإصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص.

وأعرب الجيش السوداني عن إدانته ذلك السلوك، واصفًا إياه بـ«البربري»، مؤكدًا أن الجنوح للعنف هو سمة ملازمة لقوات الدعم السريع قبل وبعد تمردها، في أسوأ نموذج لاستغلال القوة والمال عرفه تاريخ السودان.

وفي ظل استمرار تصاعد الاشتباكات المسلحة في السودان، تنفذ عدة دول غربية وعربية عمليات إجلاء لمواطنيها.

وأعلن لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، عن نجاح عملية إجلاء جميع موظفي سفارة واشنطن في الخرطوم، وعدد من الدبلوماسيين من دول حليفة، وصولًا إلى بلادهم، مبينًا: «جرت عملية الإجلاء بدقة واحترافية شديدة بعد أوامر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالتحرك في ذلك الاتجاه».

كما أعلنت فرنسا، أمس، عن بدء إجلاء رعاياها، وأوضحت الخارجية الفرنسية: «العملية تشمل أيضًا مواطنين أوروبيين وآخرين من الدول الحليفة وشركائنا».

من جانبه، أكد أندرى تشيرنوفول، السفير الروسى فى الخرطوم، أن 140 شخصًا سجلوا رغبتهم فى مغادرة السودان عن طريق السفارة، وأن هناك طلبات متزايدة لمواطني دول «رابطة الدول المستقلة» وعدد من الدول الأخرى، قائلًا: «القائمة التي نأخذها في الاعتبار من المواطنين والدبلوماسيين الروس تبلغ حوالي 300 شخص».

وتعمل إسبانيا على تسهيل إجلاء رعاياها، بالإضافة إلى رعايا أجانب آخرين، حيث أرسلت 4 طائرات إلى جيبوتي، لتسهيل عملية الإجلاء ونقل الرعايا إلى البلاد.

وأوضحت مارجريتا روبلز، وزيرة الدفاع الإسبانية، أنه مع إغلاق مطار الخرطوم يجب الوصول برًا إلى مطار قريب ومن ثم بدء عملية الإجلاء، مشيرة إلى وجود قوات خاصة مستعدة للعمل على تأمين الجالية الإسبانية بشكل جيد.

وكانت الخارجية الإسبانية قد أعلنت عن أن الطائرات العسكرية فى وضع الاستعداد لإجلاء نحو 60 مواطنًا إسبانيًا، وحوالي 20 مدنيًا من دول أخرى من السودان.

فى السياق ذاته، تستعد ألمانيا لتنفيذ عملية إجلاء رعاياها، بعد تعليق محاولة سابقة جرت الأسبوع الماضي، لصعوبة الأوضاع الأمنية واستمرار الاشتباكات العسكرية بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.

وتنفذ وزارة الخارجية الكويتية عملية إجلاء طارئة لرعاياها العالقين، وأكد سالم عبدالله الجابر، وزير الخارجية الكويتي، أن المواطنين الراغبين بالعودة وصلوا إلى مدينة «جدة» بالسعودية، وجارٍ العمل على تأمين نقلهم إلى البلاد.

وأعلنت تركيا عن اعتزامها إجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة السودان، قائلة إن السفارة التركية لدى الخرطوم ستجلي مواطنيها بريًا إلى بلد ثالث تمهيدًا لإعادتهم إلى البلاد.

ودعت السفارة التركية رعاياها إلى تجهيز أنفسهم بما يتناسب مع رحلة قد تستغرق ما بين 22 و24 ساعة، مؤكدة أهمية التزود بالملابس والأحذية المريحة، وألا يتجاوز حجم الحقائب 8 كيلوجرامات تشمل الماء والطعام.

كما أجلت المملكة العربية السعودية بعثتها فى السودان بريًا إلى مدينة «بورتسودان»، ومنها نقلتهم جوًا إلى المملكة، وجارٍ تأمين إجلاء البعثة الأردنية فى السودان بنفس الطريقة. 

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن أن هناك 5 سفن نقلت 158 شخصًا من السودان إلى «جدة» عبر البحر الأحمر، بينهم دبلوماسيون ومواطنون من السعودية وبلغاريا وكندا وقطر والكويت ومصر وتونس والإمارات والهند وباكستان وبوركينا فاسو والفلبين.

كما بدأ العراق عمليات إجلاء مواطنيه، وقال أحمد الصحاف، المتحدث باسم الخارجية العراقية، إنه تم إجلاء 14 عراقيًا من الخرطوم إلى بورتسودان.

وتابع: «نواصل جهودنا متعددة الأطراف لإجلاء الأعداد المتبقية، ونعمل باستجابة وطنية وننسق على مدار الساعة مع أبناء الجالية فى الخرطوم».

وأشاد فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، بالجهد الجماعي لسفارات العراق في الخرطوم والقاهرة وأبوظبي، لتعجيل التنسيق والاستجابة مع الدول الشقيقة لتيسير عمليات الإجلاء للجالية العراقية في السودان.

وأكد ريشى سوناك، رئيس الوزراء البريطانى، أمس، إتمام عملية إجلاء الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم، مشيرًا إلى متابعة ضمان سلامة الرعايا البريطانيين الموجودين في الخرطوم.

وقال «سوناك»، عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»: «القوات المسلحة البريطانية أكملت عملية إجلاء معقدة وسريعة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان، وسط تصعيد كبير فى أعمال العنف وتهديدات لموظفى السفارة».

وأشاد بالتزام الدبلوماسيين البريطانيين وشجاعة العسكريين الذين نفذوا هذه العملية الصعبة، قائلًا: «نحن مستمرون في متابعة كل السبل لإنهاء إراقة الدماء فى السودان، وضمان سلامة الرعايا البريطانيين المتبقين هناك، وأحث الطرفين على إلقاء أسلحتهما، وتنفيذ وقف إطلاق نار إنساني فوري لضمان مغادرة المدنيين مناطق الصراع».