رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انتهاء رمضان ..أقدم مسحراتي بالغربية: أعود لعملي الأصلي ومهنتي أهم رموز الشهر الكريم

مسحراتي
مسحراتي

 ساعات وينتهي شهر رمضان الكريم، ومع انتهاء الشهر الفضيل هناك الكثيرمن المهن تختفي معه ولا تظهر إلا مع بداية شهر الصيام في العام التالي.

ومن أبرز تلك المهن التي لاتظهر سوي في الشهر الكريم هي مهنة المسحراتي، والتي تعد من أهم مظاهر الشهرالكريم في مصر بصفة عامة، وفي محافظة الغربية، بشكل خاص، فهي مهنة توارثتها الأجيال.

المسحراتي 4

لم يتوقف تطور مهنة "المسحراتي" بل عمل بعض أصحاب هذه المهنة على التطوير من أنفسهم توفيرًا للوقت، والجهد وطمعًا في ممارسة المهنة براحة أكثر، ودقة أكثر، حيث طور محمد عبد الله، 78 عام، والذي يناديه أهالي المنطقة بـ«عم محمد»، طور من نفسه وبدلًا من السير على قدميه بات يستخدم دراجته الهوائية، وبدلًا من أن ينادي الناس بصوته استعان بمكبر صوت، وبدأ يجوب مناطق أكثر مستغلًا صوته في غناء الأناشيد الدينية والذكر.

المسجراتي 3

ويقول «عم محمد»، صاحب الـ 78 عام، والذ يعد أقدم مسحراتي في محافظة الغربية، أن مهنته شهدت تطور كبير حيث أنه في عامه الرابع على التوالي الذي يستخدم الدراجة ومكبر الصوت، وأنها فكرة أحد أحفاده، الذي اقترحها عليه لأنه في رمضان من كل عام كان يفقد صوته لبعض الأيام، فاستعان بمكبر الصوت، ومع عدم قدرته على المشي في أنحاء المدينة، اتخذ من دراجته وسيلة للتحرك بها بدلًا من السير على الأقدام.

وأضاف: «أعمل فى هذة المهنة منذ زمن بعيد، وهي ورث عن أبائي وأجدادي، ودائمًا لا يحصل المسحراتي، على أجر ثابت وفي الغالب يعتمد على الصدقات التي قد يخرجها المسلمون في رمضان، مثل الطعام والملابس، وفي نهاية رمضان يحصل المسحراتي على "كحك العيد"، من أهالي المنطقة التي يظل متواصلًا معهم طول الشهر الكريم».

المسحراتي

وأضاف أقدم مسحراتي في الغربية، ربما ينتهي اليوم عملي خلال هذا العام، وخلال الأسبوع الأخير من الشهر يزداد الخير ويحرص الجميع علي منحي نقود وخيرات كالأرز والدقيق والمنتجات المصنعة والمطبوخة، وهناك بعض الأهالي يقولون لي إذا حل رمضان ولم تكون موجود فلا طعم لرمضان بدونك وأنني أحد أهم رموز رمضان لهم، وذلك ما يدفعني رغم تقدم العمر للبقاء في هذه المهنة، ولذلك لا أكتفي بالشهر الفضيل فقط ولكني أعود للعمل مع الأيام التسع من شهر ذو الحجة حتي يوم عرفات، أملًا في نيل الثواب وإسعاد من يريدون رؤيتي وسماع صوتي.

وظلت مهنة المسحراتي، في تطور من عصر إلى آخر وصولًا للعصر الحديث، فما بين المسحراتي التقليدي الذي لا يزال موجودًا في بعض أحياء ومناطق محافظة الغربية، وظهرت الطبلة أو كما كانت تُسمى "بازة" في يد المسحراتي، في مصر، حيث كان المسحراتي يجوب شوارع مدن مصر وأزقتها، يحمل طبلة صغيرة ويدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب، وفي العصر الفاطمي أُلغيت مهنة المسحراتي أيام الحاكم بأمر الله، الذي أصدر أمرًا بأن ينام الناس مبكرين بعد صلاة التراويح، وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور.

ثم عادت مرة أخري في عصر المماليك حيث ظهر لها قائد وهو"ابن نقطة" شيخ طائفة المسحراتية، وكان المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد، وهو مخترع فن "القوما"، وهي من أشكال التسابيح، حيث كان للإنشاد الديني حضورا دائمًا في شهر رمضان.