رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حتى لا يضيع الدم هباء

كمثل باقي المصريين أضع أمالًا عريضة على دعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني، ورغم مرور عام على هذه الدعوة وعدم انطلاق الحوار رسميًا، حتى الآن، إلا أن ما تحقق على مدار العام يدعو للتفاؤل وبذل مزيد من الجهد من جانب الجميع لتحقيق ما نصبو إليه جميعًا في جمهوريتنا الجديدة.

استجابة الرئيس السيسي لمقترح مجلس أمناء الحوار الوطني بإجراء تعديل تشريعي في قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، والذي يوجب إتمام الاقتراع والفرز، في الانتخابات والاستفتاءات التي تجري في البلاد، تحت إشراف كامل من أعضاء الجهات والهيئات القضائية بنظام قاض لكل صندوق، خطوة هامة يجب البناء عليها، كذلك حالة الحراك السياسي وقوائم العفو الرئاسي التي تصدر واحدة تلو الأخرى، كلها خطوات تؤكد استفادة الجميع من تلك الدعوة الرئاسية.

كانت تلك النقاط محور حديثي مع بعض الأصدقاء منذ يومين في إحدى السهرات الرمضانية، تحدثنا عن الأحوال العامة والسياسة والدراما، وتحدث أحد الأصدقاء عن الدراما الرمضانية وتحديدًا "الكتيبة ١٠١" ودور شهداء هذا الوطن فيما نحن عليه الآن.

ودفعنا هذا الحديث إلى سلسلة من الافتراضات، طرحتها على الأصدقاء، فماذا لو لم تنجح جهود قواتنا المسلحة وشرطتنا وتضحيات المصريين للحفاظ على وطننا، فهل كان سيكون هناك حوار وطني من الأساس ؟ بل هل كان هناك قوى سياسية وحياة حزبية الآن تسعى لمزيد من المكاسب؟ وبالأحرى ولكي يكون السؤال دقيقًا هل كان لدينا وطن أمن مستقر الآن نسعى لتطويره وتقدمه في مختلف المجالات؟ بالتأكيد جاءت الإجابة (لا)  من الجميع.

بالفعل انتهى خطر كبير وضخم بذلت فيه مؤسسات الدولة والمصريين جميعًا جهودًا ضخمة وضحوا بأرواح أبنائهم؛ كي نصل إلى ما نحن فيه الآن .. أتحدث هنا عن خطر الإرهاب.

لولا دماء شهداء مصر لكان الحوار الوطني مجرد حلم أو حوار من أجل محاولة البحث عن الدولة بمفهومها ومكوناتها ومؤسساتها مثلما يحدث في دول بمحيطينا العربي والإقليمي .. ولذلك على الجميع تذكر دماء الشهداء.

أثق في وطنية جميع الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية بلا استثناء والتي تلقت دعوات للمشاركة في جلسات الحوار الوطني الذي ينطلق في ٣ مايو المقبل.. وتبقى رسالتي للجميع شاركوا وأجلسوا على طاولة واحدة  إذا كنتم تريدون صالح الوطن .. شاركوا واطرحوا رؤيتكم كما تريدون داخل هذه المنصة التي تهدف للبناء لا للهدم، شاركوا وتذكروا جميعًا أرواح شهداء مصر من الجيش والشرطة والقضاة والمدنيين، ابدأوا هذا الحوار بالوقوف دقيقة حدادًا على تلك الأرواح والدماء الذكية التي لولاها ما كنا نجلس جميعًا على تلك الطاولة.. افعلوا هذا احترامًا وتقديرًا لدماء شهدائنا.. حتى لا تضيع دماؤهم هباءً.