رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روسيا وأمريكا وإسرائيل.. حرب معلومات مضللة فى الشرق الأوسط

منذ أسابيع الأزمة في فلسطين المحتلة، تحديدًا الممارسات العدوانية والعنصرية التوراتية المتطرفة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيسها نتنياهو، الذي بات يقود عصابات دينية توراتية صهيونية، شعارها المغالاة في التطرف والإرهاب، وممارسة الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، بهدف تغيير الوضع الشرعي والقانوني للقدس، للحرم القدسي الشريف. 
يأتي ذلك وفق تقرير مهم نشرته مؤسسة كارنيجي، حول مخاطر وأبعاد التضليل الإعلامي، السياسي الموجه، وهو تقرير يتحدث في الأساس عن دور روسيا الاتحادية وحربها الإعلامية التي تتزامن مع حربها مع الغزو على أوكرانيا. 
التقرير استعرض مقارنة، مثيرة للجدل السياسي، الإعلامي، إذ اعتبر أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، من وجهة نظر الكرملين، يتعرض لحرب مضللة وأخبار وتقارير مزورة، تستهدف وسائط الشرق الأوسط، وبالتالي المنطقة والإقليم، كالمنصات ووسائل التواصل الاجتماعي، والكيفية التي تنتج عنها، كرؤى إعلامية تصنع المقارنة، التي ذكرتها كارنيجي بالقول:
"هذه المحاولات لتقديم تبرير مضلل للعدوان الخارجي الروسي، تجد أرضًا خصبة في العالم الناطق بالعربية، حيث يشعر الكثيرون بخيبة أمل بسبب الكثير من السياسة الخارجية الغربية على مدى العقود القليلة الماضية". 
.. وتابع المحلل "إتش إيه هيلير"، الباحث في مؤسسة كارنيجي، وزميل أول في معهد رويال يونايتد للخدمات وجامعة كامبريدج، في الحيثيات المقامة أبعادها في صلب السياسة الدولية، ونظرة العالم لحساسية الإعلام في المنطقة والإقليم:

"علاوة على ذلك، فإن دعم واشنطن لإسرائيل في احتلالها الأراضي الفلسطينية يجعل الاعتراضات الغربية على احتلال روسيا الأراضي الأوكرانية تبدو فارغة بشكل خاص، حتى في حين يعرب الكثيرون داخل الغرب عن تعاطفهم مع الفلسطينيين- بما في ذلك، على نحو متزايد، الديمقراطيون الأمريكيون، وفقًا لاستطلاعات رأي جالوب".

.. فى الواقع العملى، يرى "هيلير"، أنه: "لا يزال الأمر كذلك فى جميع العواصم الغربية، فإن الرواية الواثقة للدعاية الروسية منتشرة في كل مكان، وغالبًا ما يصعب علينا تخيل مدى ضآلة سماعها في أماكن أخرى- لذا، دع هذا يكون إيقاظًا- دعوة إلى فهم كيفية تقدم الدعاية الروسية في أماكن أخرى".

*دعاية مضللة وذكاء صناعي رقمي.

إن الرواية المضادة للدعاية الروسية منتشرة في كل مكان في الغرب، ومن الصعب تخيل مدى ضآلة سماعها في أماكن أخرى- فليكن هذا بمثابة دعوة للاستيقاظ.  

 

كل ذلك، بما فيه المقارنة الدولية / الجيوسياسية، عبر عنها الذكاء الاصطناعي، وجاء بحسب التقرير وفق:
*أولًا:
قد يبدو مفهوم حملة التضليل الروسية- إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بنقاط حديث الكرملين وتقويض شخصيات المعارضة- مألوفًا.

*ثانيًا:
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، اتخذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إجراءات سريعة وحاسمة لمواجهة الدعاية الروسية، وحظرت قنواتها التليفزيونية التي ترعاها الدولة- روسيا اليوم (RT) وسبوتنيك- من موجات الأثير، باستخدام YouTube. أيضًا حجب قنواتها.

*ثالثًا:
في العالم الناطق بالعربية، ما زالت المعلومات المضللة الروسية لم تحظ بنفس الاهتمام، ونتيجة لذلك، تعمل روسيا بشكل أفضل على تلك الجبهة في الشرق الأوسط الأوسع.


*رابعًا:
إن مجرد فحص مواقع التواصل الاجتماعي مثل Twitter سيؤدى إلى نشر العديد من التقارير من المنافذ الإخبارية الموجهة للجمهور العربي، والتي تعلق أزمة القمح العالمية على الدوافع الشائنة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدلًا من الحصار الروسي وما تلاه من رفض للتعاون.
*خامسًا:
في الأيام الأولى للحرب، أعلنت القنوات الإخبارية الروسية في العالم العربي بثقة لجمهورها من الملايين عن أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد فر من كييف. لقد قاموا بضخ الادعاء الذي تم فضحه منذ فترة طويلة بأن أوكرانيا قامت ببناء مختبرات سرية لتطوير أسلحة بيولوجية، بل وانتشروا في شريط فيديو مزيف عميق لزيلينسكي حيث "هو" يناشد جنوده إلقاء أسلحتهم والاستسلام.

.. *مسئولية مشتتة.. مصادرها معروفة أمنيًا وإعلاميًا. 
يؤكد "هيلير"، أن ما يحدث مفهوم ومراقب، إذ "تكمن القوة الفريدة لوسائل التواصل الاجتماعي في أن مثل هذه القصص- يقصد نماذج الأخبار المضللة والكاذبة- غالبًا ما تكون مكتفية ذاتيًا، وتولد زخمًا خاصًا بها بشكل فعال، مثل صخرة تتدحرج أسفل التل. يمكن لأي قصة يتم تجميعها في كلمات رئيسية شائعة بدرجة كافية ويؤججها الغضب أن تحافظ على ظهورها على مدار أسابيع وشهور، وتكتسب درجة من الشرعية فقط من خلال طول العمر".
.. ويلفت إلى:
ما عليك سوى إلقاء نظرة على العديد من الادعاءات الكاذبة التي يتم ضخها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويطرح نماذج منها: سبوتنيك وRT Arabic، ونحن، إذا راقبنا نجد عشرات النماذج الأمريكية الإسرائيلية، ووسائل الإعلام الصهيوني في العالم من صحف ومجلات ومواقع ومنصات سياسية وهي كرست أدوارها لعكس الحقائق وتزوير الأحداث، وما يقع في القدس، خير مثال، يقف في واجهته محاولات تجتهد لكشف زيف الروايات الصهيونية التوراتية، برغم محاولات التعليم والتطرف والعنف من العصابات الصهيونية التي تمتلك عبر يهود العالم آلاف المنصات ووسائل الإعلام بكل اللغات. 
.. الحقيقة لا يحبها غربال، الغربال قد يحترق ذات يوم.