رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد وفيق: «سره الباتع» عمل وطنى ووضعت «ستايل» للشخصية قبل التصوير (حوار)

أحمد وفيق سره الباتع
أحمد وفيق سره الباتع

- المسلسل من أهم الأعمال الدرامية خلال العشر سنوات الماضية 

- كل عناصر النجاح متوافرة فى العمل وتوقعت ردود الأفعال القوية

قال النجم أحمد وفيق إن مسلسل «سره الباتع» عمل اجتماعى ووطنى، مؤكدًا أن المخرج خالد يوسف ترك له مساحة للارتجال فيما يخص أداء الشخصية.

وأضاف «وفيق»، فى حواره مع «الدستور»، أن المخرج عمل بنفس تقنيات السينما، ولم يتنازل عن تقديم رؤيته كاملة، رغم ضغوط الوقت، مشيرًا إلى أنه توقع نجاح العمل، فهو «من أهم الأعمال الدرامية خلال السنوات العشر الأخيرة».

وأكد أن كل نجم على أفيش «سره الباتع» قادر على تقديم بطولة بمفرده، لافتًا إلى أنه يحلم بتجسيد كل الشخصيات المهمشة، مثل العربجى وغيره.

■ بداية.. كيف انضممت لفريق عمل المسلسل؟

- استقبلت اتصالًا هاتفيًا من شركة الإنتاج، وعلمت أن المخرج خالد يوسف يعرض علىّ المشاركة فى مسلسله الأول، وأن الشركة سترسل لى نسخة من السيناريو.

كان ردى «أنا مع خالد يوسف قبل حتى ما أقرأ السيناريو».. وبعد القراءة زادت سعادتى لأن المخرج اختارنى لتجسيد شخصية جديدة علىّ، ولم أجسد مثلها من قبل، ولم يرنى «مخرج» فى هذه المنطقة يومًا ما.

شخصيتى فى العمل تسهم فى الربط بين أحداث تدور فى زمنين مختلفين، ماضٍ وحاضر، وشرح لى المخرج أبعاد الشخصية وترك لى مساحة للارتجال، وأخبرنى بأن أقدمها بـ«الطعم الذى أحبه دراميًا».

■ كيف كانت استعداداتك لتجسيد هذه الشخصية؟

- تختلف طرق الاستعداد باختلاف الشخصية التى أجسدها، وكان لا بد من تحضيرات خاصة لتلك الشخصية، لأن شخصيات مسلسل «سره الباتع» مكتوبة بعناية، وكل شخصية تحمل بوجودها رسالة مهمة للمشاهد.

يصل الممثل للإبداع بالغوص فى الشخصية المكتوبة، وليس بإضافة أبعاد بلا معنى، لذا وضعت «ستايل» الشخصية، وأجلنا المناقشة حتى أول يوم تصوير.

وحينما كنا نصور المشهد الأول، وبعدما قلت جملتين فقط، قال لى المخرج: «برافو»، وأكد أن هذا هو الأداء الذى يبحث عنه، وتحدث بشكل جيد عنى، وهذا زاد من سعادتى، وجعلنى أحاول بذل مزيد من الجهد.

الشخصية تتحدث باللهجة الفلاحى، حيث قرى الغربية والدقهلية والمنوفية، وفى ذاكرتى مخزون نتيجة نشأتى الريفية فى الأساس، وهى لكنة لها نغمة.

■ ما الرسالة التى يقدمها العمل؟

- لا أستطيع أن أقول رسالة العمل بشكل مباشر، فلكل مشاهد حرية أن يرى رسالة مختلفة، وليس من مصلحة المشاهد أن نقول له رسالة العمل.

«سره الباتع» عمل إنسانى ووطنى وقصة حب للبلد وقصة مقاومة، سواء فى الحملة الفرنسية أو فى العصر الحالى.

■ ما عوامل نجاح العمل الفنى؟

- تعجب كثيرون حينما توقعت نجاح العمل، وقلت بشكل واضح إنه سيكون من أهم الأعمال التى قدمت خلال العشر سنوات الأخيرة، فهو عمل ضخم، وهذا ما ظهر منذ عرض البرومو والأفيشات.. وانتظر الجمهور عملًا مميزًا يليق بمصر.

■ كيف كانت تجربتك مع خالد يوسف فى أول تجربة تليفزيونية له؟

- أنا أعرف خالد يوسف جيدًا، ورغم أنها أول تجربة تليفزيونية له، فإنه عمل بنفس تكنيكات السينما، كما أعرفه منذ ٢٠ عامًا.

كنت أفترض أنه من الممكن أن يتنازل عن أساليب معينة حرصًا على الوقت، لكنه لم يتنازل عما يريد، وكان يعيد بعض المشاهد نتيجة أخطاء فى المجاميع، ولم يغضب من أحد.

خالد يوسف من هؤلاء المخرجين القادرين على جذب أى نجم للمشاركة فى أعماله، وكل نجم على أفيش مسلسل «سره الباتع» قادر على تقديم بطولة مسلسل بمفرده.

رغم الإجهاد، كنا جميعًا مستمتعين بالتمثيل.. «ده القبض اللى بيقبضه الممثل اللى بيحب التمثيل».

■ كيف كانت كواليس العمل؟

- الحمد لله، دائمًا تكون الكواليس مع زملائى مميزة، وهذا معروف عنى حتى لو كنت أقابلهم للمرة الأولى، فأنا سريع التفاعل مع زملائى، وحين أرى صعوبة أحاول أن أجعلها سهلة من أجل العمل فى النهاية.

■ ما الصعوبات التى واجهتك؟

- بالنسبة لى وبشكل عام مشكلة الوقت، لأن تكثيف التصوير يعنى مجهودًا إضافيًا ومشكلات فى النوم.. لا أحب أن أتحدث فى ذلك.. نتقبل الصعوبات لأنها مهنتنا، مثل أى مهمة، فالفران والمكوجى يتحملان الصعوبات من أجل العمل، ولا يقول لا، وأنا كممثل أفعل ذلك.

■ هل تستطيع الخروج من أجواء الشخصية بسهولة والعودة لأحمد وفيق بعد انتهاء التصوير؟

- الشخصيات تسيطر علىّ فى أثناء التصوير، وأجزاء بسيطة منها خارج التصوير، لكن بمجرد انتهاء العمل أنفصل عنها بشكل كامل.. وهذه خبرة اكتسبتها.

■ ما أكثر الشخصيات التى أثرت فيك؟

- شخصيات كثيرة، فى مسلسل «تحت السيطرة»- مثلًا- أو فيلم «بنتين من مصر».. هناك شخصيات أثرت على حالتى النفسية، خاصة شخصيتى فى «تحت السيطرة»، نتيجة اللوك والاتجاه والتصرفات، وكان ذلك عن عمد، وكنت حريصًا على ذلك من أجل إتقان الشخصية.

■ هل تطلب تعديلات فى السيناريو؟

- لا أطلب تعديلات من أجل التعديلات وتكبير الدور وغيرهما، لكن فقط من أجل تعميق الشخصية.. والتعديلات التى ليس لها معنى لا تتناسب مع شخصيتى، فأنا أخرجت مسرحيات وأدرك أهمية ألا يتعدى شخص على النص أو الإخراج، ولو طلب منى المخرج أو المؤلف أن أضيف من الممكن أن أضيف، وهو ما فعله معى خالد يوسف، وهذا من سمات المخرجين الكبار والواثقين فى الموهبة التى يتعاملون معها، وفى وقت من الأوقات أكد ضرورة أن أكون موجودًا بقوة، وأنا كممثل أريد أن أصل إلى أعلى شىء يريده المخرج.

■ هل نعانى أزمات فى الكتابة؟

- نعم، هناك أزمات فى السيناريوهات عمومًا، وأزمة أفكار وأزمة تكرار، فخلال الفترة الماضية وجدنا الكثير من الأعمال المكررة على مستوى الفكرة، كما لو كان كاتبها شخصًا واحدًا.

هناك حالة من الاستسهال.. يجب الخروج بمؤلفين جدد، نرى أن هناك حاجة للبحث عن الموهوبين فى الكتابة والكثير منهم غير قادر على تسويق أعمالهم، والكثير منهم ليست لديهم القدرة على الوصول للمنتجين.

فى فترة من الفترات كان الراحل نور الشريف وغيره يبحثون عن المؤلفين والمخرجين الجدد، وأرى أن فكرة المنصات الإلكترونية ستعمل على زيادة عدد الأعمال، وهذا يعنى ظهور الكثير من المؤلفين والمخرجين.

■ ما رأيك فى المنصات وهل ستؤثر على السينما؟

- أنا من أشد المؤيدين لتجارب المنصات الإلكترونية، ولا أرى مقارنة بينها وبين السينما.. العالم يتغير، وعمل المنصات يتطور، والسينما لدينا هى التى لا تتطور، وأى شىء متطور من الممكن أن يهزمها.

الإبهار فى السينما بدأ يقل، والأعمال الضخمة لم تعد موجودة إلا على فترات بعيدة، والإنتاج فى معظم الأعمال ليس ضخمًا للغاية، باستثناء عملين لنجمين أو ثلاثة فقط.

■ هل يجب أن يُعبر الفن عن مشكلات المجتمع؟

- من الذى قال إن العمل الفنى يجب أن يعبر عن الواقع؟ ليس شرطًا أن ننقل الواقع، لماذا أنقله وهو أمامى؟

الفن هو عمل بوجهة نظر معينة، بطعم معين، وأى أحد من الممكن أن ينقل الواقع بنصه كما هو، لكن الفن ليس كالإعلام.

■ ما رأيك فى المنافسة فى هذا الموسم؟

- أرى أن السياق تنافسى وليس تكامليًا، فهناك عدد قليل من الأعمال التى من الممكن اعتبار أنها تتكامل، نتيجة تقديمها بأيدى عدد من المميزين، ونريد زيادة عدد هؤلاء.

■ ما الأعمال التى تتابعها؟

- أتابع مسلسلى «سره الباتع» و«الكبير أوى ٧» لأحمد مكى، وهو من مصادر البهجة بالنسبة لى بشكل عام.

■ ما الشخصية التى تحلم بتجسيدها؟

- أحلم بتجسيد كل الشخصيات المهمشة، مثل: العربجى وصانع الفوانيس وغيرهما، فلها حياة خاصة للغاية.