رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظواهر إيجابية فى موسم الدراما الرمضانية «٢- ٣»

سعيد أنا بعودة نجوم كبار للموسم الدرامى كالمبهجة دائمًا إنعام سالوسة التى تؤدى دور أم أحمد أمين فى «الصفارة»، والقديرة سهير المرشدى فى «ضرب نار»، وسيدة المسرح العربى سميحة أيوب فى «حضرة العمدة»، والنجم عبدالعزيز مخيون فى «سوق الكانتو»، وميمى جمال فى «علاقة مشروعة»، وأحمد ماهر فى مسلسلى «المداح وبابا المجال». وأشرف عبدالغفور الذى يعود مع ابنته فى مسلسل «رشيد». غير أن سعادتى اكتملت بمشاركة المبدع صلاح عبدالله فى مسلسلات «سره الباتع وحضرة العمدة ورشيد». وسعيد أنا باللمسة الإنسانية للمتحدة بإشراكها للفنان سبعبع أو شريف دسوقى فى مسلسل «سره الباتع».

ومن الأمور الإيجابية أيضًا هو وفاء «المتحدة» بوعدها وإسناد أدوار للمتميزين من الشباب الفائز فى برنامج «الدوم» فئة التمثيل، مثل الشاب أمير عبدالواحد الفائز بالمركز الأول فى الموسم الثانى للمسابقة والذى يشارك فى الكتيبة ١٠١. وهو ما سيكون له مردود إيجابى فى المواسم المقبلة للدوم من حرص مواهب حقيقية على المشاركة فى أفرع المسابقة المختلفة سعيًا وراء الفرصة التى تمنحها لهم المتحدة بإنتاجها الدرامى وبقنواتها التليفزيونية ومنصاتها المتعددة.

أما فيما يخص أغانى تترات المسلسلات الرمضانية فلا أخفى افتقادى لصوت وأداء النجم على الحجار الذى غاب عن تقديم تترات هذا العام، بالرغم من تألقه العام الماضى فى غناء تتر مسلسل «جزيرة غمام» بعد غياب عشر سنوات كاملة. إلا أن وجود أصوات نجوم مثل الكينج فى تتر «عملة نادرة»، والحلو وحنان ماضى معًا فى «ضرب نار»، واستمرار تألق أحمد سعد فى «جعفر العمدة»، ومدحت صالح فى «حضرة العمدة» كانت كلها إبداعات كفيلة بإسعادى وثقتى فى وجود منتج غنائى متميز تتركه لنا مسلسلات هذا العام، يعوض غياب الإنتاج الغنائى الذى كانت تتبناه قطاعات ماسبيرو فيما مضى. 

ظاهرة أخرى ترسخت فى معظم مسلسلات هذا العام وهى بروز فكرة ورش الكتابة، فمسلسل مثل «الصفارة» يشارك فى كتابته سارة هجرس، شريف عبدالفتاح، وعبدالرحمن جاويش، تحت إشراف أحمد أمين ومحمود عزت. وهناك أيضًا مسلسل «جت سليمة» للنجمة دنيا سمير غانم والذى قامت بكتابته ورشة من الكتاب ضمت كلًا من: كريم يوسف، ندا عزت، أشرف نصر وسامح جمال. أما مسلسل «رسالة الإمام» الذى أشرف على كتابته محمد هشام عبية، فقد شارك فى كتابته ٧ كتاب أبدعوا فى صناعة الحدث الدرامى الأبرز لهذا العام واجتهدوا فى جمع مادته وتدقيقها من خلال مراجع كثيرة كان المخرج حريصًا على إثباتها فى شارة النهاية للمسلسل، فضلًا على إسناد مهمة التدقيق التاريخى لباحث مدقق هو علاء عزمى، وكالعادة أوكلت المراجعة الدينية للجنة متخصصة من الأزهر الشريف.

ورأيى فى ظاهرة ورش الكتابة أنها طالما كانت قادرة على إنتاج أعمال متميزة، وطالما كان هناك حد أدنى من التفاهم بين أعضاء الورشة، وحين يكون هناك قائد مسيطر وقادر على ضبط الأمور العالقة أو الخلافات المتوقعة بين صناع النص، فلا مانع إطلاقًا من دعم هذا التوجه. فمصر بقاعدتها الكبيرة من المبدعين لا تقوى شركات الإنتاج بها على تحويل نصوص كل مبدعيها إلى أعمال درامية. فمهما بلغ عدد المسلسلات المنتجة فلن تتسع لاستيعاب كل هذه الأعداد من المؤلفين وخاصة الشباب منهم، والمنطقى إزاء هذا هو أن تتاح الفرصة أمام مبدعينا الشباب لاكتساب الخبرات من مديرى هذه الورش والمشرفين عليها من ذوى الخبرات، فضلًا على منح فرص الاستفادة المالية لعدد أكبر من المبدعين. ورويدًا رويدًا سيصمد عدد أقل منهم فى سياق المنافسة الشريفة، وسينبرى بعضهم للكتابة فرادى فى قادم المواسم الدرامية.

ورغم كل ما تقدم، فإنه حرىّ بى أن أتوقف عند واحد من الأعمال التى أسعدتنى كثيرًا ليس فقط لمستواه الفنى المتميز، ولكن أيضًا لنوعيته التى اختفت عنا منذ سنوات ليست بقليلة. فسعادتى نابعة من عودة الدراما الدينية والتاريخية من خلال مسلسل «رسالة الإمام». وأول أسباب سعادتى هو كون هذا العمل من بطولة نجم مصرى، فقد كنت أخاف أن تكون الصفوة من النجوم والكتّاب قد تناسوا لغتهم الفصحى، أو أن يكون غياب أعمال درامية باللغة العربية بسبب عجز الكتّاب و المبدعين عن التعبير الفنى بلغتهم القومية الرسمية. 

كما يأتى مسلسل «رسالة الإمام» ليؤكد مدى اشتياق الجمهور لهذا اللون الفنى، ومدى احتياج الناس لهذه الجرعة التربوية والتعليمية المقدمة بأسلوب سلس ومتميز. المسلسل إذن دليل على قدرة صناع الدراما على تقديم عمل بمستوى فنى راقٍ، فضلًا عن كونه يحمل رسالة، بل رسائل إنسانية، لعل أبرزها رحابة عالم الفن التى تجمع مبدعين عربًا ليكون المسلسل من إنتاج مصرى بنجوم مصريين وبمشاركة مخرج وفنانين سوريين.