رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه الأولى.. حكاية «المؤلفات المجيدية» لـ مجيد طوبيا

مجيد طوبيا
مجيد طوبيا

تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل الكاتب الروائي والسيناريست مجيد طوبيا، والذي فارق عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2022، بعد رحلة طويلة من الإبداع، أثرى خلالها المكتبة العربية بأجمل الأعمال الأدبية كــ "تغريبة بني حتحوت" ــ "الهؤلاء" ــ "عذراء الغروب" ــ "الحادثة التي جرت" ــ "مأساة ديانا وفضائح مونيكا" ــ "الأيام التالية" ــ "لوليف" ــ "فوستوك يصل إلى القمر"ــ "خمس جرائد لم تقرأ" وغيرها، بالإضافة إلى أعماله السينمائية ومن أبرزها أفلام: "أبناء الصمت"، "قفص الحريم"، و"حكاية من بلدنا".

قصة المؤلفات المجيدية

في لقاء له منشور بمجلة "فصول" النقدية والصادرة بتاريخ سبتمبر 1982، يذكر مجيد طوبيا أن بداياته الأدبية ظهرت وهو تلميذ في مرحلة الثانوي: كنت كلما وجدت مساحة غير مكتوبة في أي صفحة من دفاتري ملأتها ببعض الخواطر أو الانفعالات. بعضها مقلد وبعضها أصيل. ثم تطور الأمر إلي إفراد كشكول كامل لمثل هذه الكتابات أعطيتها عنوانًا فخمًا: "المؤلفات المجيدية". كنت أجد نفسي أتوقف عن المذاكرة وأمسك بالقلم لأخط به محاولاتي الأولى في التعبير والإبداع. ولم يكن في مدينة المنيا حيث أمضيت حياتي حتى نهاية الثانوي، لم يكن فيها من يرشدني أو يحدثني عن فن القصة القصيرة أو عن أي فن. كما لم يكن هناك أي ندوات أو محاضرات، ولهذا بقيت رغبة الكتابة عندي تنمو في عشوائية وباجتهاد شخصي. 

بدأت تجاربي الأولى على كبر

وحول تجاربه الناضجة في الكتابة يتابع مجيد طوبيا: بدأتها على كبر، وكنت في حوالي الثانية والعشرين من عمري، كنت أعمل في مدينة منوف، وكان الفراغ كبيرًا والأحاسيس أكبر من أن أتحدث بها إلى شخص ما، وإذا بي أملأ كشكولًا ثانيًا، يختلف هذه المرة عن "المؤلفات المجيدية" المزعومة سالفة الذكر. هذا الكشكول الجديد احتوى على سبع عشرة محاولة قصصية، أزعم الآن أنها لم تكن تقل عن مستوى ما كان ينشر وقت كتابتها، وإنما يعيبها التأثر بالسابقين. حقًا كان التأثر غير كبير، ولكن هذا لم يعجبني. وأذكر أن بعضها ينتهي بمفاجأة للقارئ عند النهاية، وأن بعضها تطغي عليه الصنعة.    

يوسف إدريس يعطي مجيد طوبيا 9 من 10

ويمضي مجيد طوبيا مسترسلًا حول تجاربه القصصية الأولى: ثم كتبت قصتين، واحدة تقليدية اسمها "اللحظة الطويلة"، وأخرى قصيرة جدًا، لها عنوان طويل اسمها "الفأر الذي لم يمت"، وهي حوار بين صديقين نتعرف من خلاله ودون أي وصف أو سرد أو تدخل من جانبي، نتعرف على ملامح الشخصية وأزمتها النفسية. 

وقد تحمست أنا لهذه الأقصوصة وتقدمت بها إلى مسابقة نادي القصة وأنا على يقين تام بأن الأولى التقليدية المحكمة الصنع سوف تفوز وأن أقصوصة "الفأر الذي لم يمت"، لن تحوز الرضا، وهذا ما حدث، إذ أن يوسف إدريس أعطاها تسع درجات من عشر، وأظنها أكبر درجة منحها في هذا العام لأي قصة، بينما منحها إبراهيم المصري صفرًا كاملًا كتب إلى جواره كلمة "هراء" وعلي هذا رسبت الأقصوصة. وقد اعتمدت أنا رأي يوسف إدريس بالطبع، ليس بسبب التسع درجات، بل لأنه كان قريبًا مني، رغم أن المعرفة الشخصية جاءت بعد ذلك بسنوات.