رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القيم الانسانية

يعيش الإنسان في هذه الحياة وفق قيمٍ مُعيّنةٍ يُطبّقها أو يَسعى للوصول إليها.
القيم هي مؤشر دقيق على النضج وفهم الحياة 
أولًا: تعريف القيم 
القيم مُفردها قيمة، وترتبط بجعل معني وتثمينا للاشياء كقيمة الشّيء وثمنه، والثّبات والدّوام، و الاستقامة والاعتدال. 
ثانيًا: خصائص القيم: للقيم عدّة خصائص تتميّز بها: 
- ترتبط بنفسيّة الإنسان كالرّغبات والعواطف والميول المتعدده التي تختلف من إنسان لآخر، ومن حضارة لأُخرى.
- مُتغيّرة وليست ثابتة؛ نتيجةَ تفاعل الإنسان مع الوسط المُحيط.
- غير وراثيّة ومُكتسبة من خلال البيئة. 
- إنسانيّة؛ فهي مُتعلّقة بالإنسان وليس أيّ كائن آخر.
ثالثًا: تصنيف القيم:
تصنف القيم حسب المجال الذي تُعنى به إلى عدّة أنواع:
1- القيم الاجتماعيّة: وتظهر من خلال تفاعل الإنسان الاجتماعيّ مع الوسط المُحيط به، وإدخال السّرور على الآخرين، ومن الأمثلة على هذه القيم العطف، والحنان، الصبر والجلد. 
2-القيم الدينيّة: تتضّح من خلال اطّلاع الإنسان المُستمرّ على أصل الوجود والكون، والتزامه بتعاليم الدّين. 
3-القيم الاقتصاديّة: غالبًا ما يَنظر أصحاب هذه القيم للأمور نظرةً قائمةً على حساب مِقدار الرّبح والخسارة، وقد يتعارض هذا النّوع من القيم مع الأنواع الأُخرى إذ تميل لأمور مادية ملموسة لا معنوية داخل الانسان كجزء من كيانه.
4- القيم الجماليّة: يُعبَّر عنها بالبحث عن الجمال وحبّ الفنون، وتقدير الجمال. 
وهي مجموعة القيم التي تكون موجودة وسائدة لدى بعض الأشخاص مثل حبهم للابتكار والذوق العالي والراقي
 5- القيم الشخصية 
وهم هؤلاء الأشخاص السائد لديهم تلك القيم و الصفات الخاصة بشخصيتهم، مثل الصبر أو الشجاعة أو الحكمة أو القدرة على التحليل والفهم الجيد للأشياء أو الصدق والأمانة، ومثل هذه القيم إنما تأتي وتنمو من خلال تفاعل مجتمعي مع قيم الأسر فيتكون خليط مشترك مما هو نتاج الأسرة ومما هو نتاج المجتمع أيضًا.. 
رابعًا: أهميّة القيم
للقيم أهميّةٌ عُظمى في حياة الفرد والمجتمع تُساهم في بنائه تكوينه، ومن أهميّتها: بناءُ شخصيّةٍ قويّةٍ ناضجةٍ ومُتماسكةٍ صاحبةِ مبدأ ثابت. 
اكتساب الفرد القدرة على ضبط النّفس. 
التّحفيز على العمل وتنفيذ النّشاط بشكل مُتقن. 
حماية الفرد من الوقوع في الخطأ والانحراف؛ حيث تُشكّل القيم درعًا واقية. 
إحساس الفرد بالسّلام الداخليّ. 
الاستقرار والتّوازن في الحياة الاجتماعيّة.
إحساس الفرد بالمسئوليّة. كسب ثقة النّاس ومَحبَّتِهم.
إكساب الفرد القدرة على التّأقلم مع الظّروف برضا وقناعة. 
تشكيل نمطٍ عامٍّ للمُجتمع وقانون يُراقب تحرُّكاته.
خامسا: أساليب تكوين القيم 
الإقناع: عن طريق توظيف الأدلّة والبراهين لإقناع الأفراد بالقدوة الصّالحة. 
القوانين: جعل القيم جُزءًا من تشريعات وقوانين الدّولة؛ يجعل تطبيقها لزامًا على المُجتمع. 
الإعلام: حشد الإعلام لتوجيه المُستمعين نحو قيمة مُعيّنةٍ والعمل على انتشارها وتطبيقها، خصوصًا إذا كان المُجتمع مُتديّنًا.

سادسًا: مصادر القيم
من مصادر القيم ما يأتي: 
الدّين: من خلال الشّرائع السماويّة فما وافق الشّريعة هو صالح وما خالفها فهو فاسد.
العقل: نتيجة قدرته على تحليل الأمور، والنّظر في عواقبها، واستنباط الخير والشّر. 
المُجتمع: فلكل مُجتمع ظروفه وبالتّالي فإنّ القيم التي تلُائمه قد لا تُلائم غيره من المُجتمعات. 
سابعًا: تقييم القيم:
المجتمعات عاده عليها أن تقيم القيم من وقت لآخر لتتبين إن كان قد حدث أي انحراف عن القيم الخاصة بهذا المجتمع أو ذاك. على سبيل المثال: المجتمع المصري يحتاج لإعادة التفكير العميق في القيم الموجودة فيه فكلنا نلحظ انحدارا أخلاقيًا غريبًا قد يمكن علاجه أن نبر علماء الاجتماع في مجتمعنا على كيفيه التخلص مما هو بعيد عن قيمنا.