رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جئنا غزاة قاتلين».. «سره الباتع» يكشف الأسباب الحقيقية للحملة الفرنسية على مصر

كليمونت من مسلسل
كليمونت من مسلسل سره الباتع

في واحد من خطاباته إلى صديقه ومواطنه الفرنسي روان، يكشف أحد علماء الحملة الفرنسية على مصر والمصاحبين لـ نابليون بونابرت، "كليمونت"، والذي يقوم بدوره الفنان حسين فهمي، خلال أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل "سره الباتع"، عن الأسباب الحقيقية للحملة على مصر.

يعري "كليمونت"، وجه الرجل الأبيض القبيح الذي اتخذ من شعارات نشر الحضارة وإخراج غير المنتمين للجنس الأبيض من ظلمات الوثنية إلى الإيمان، أو كما جاء في بيان بونابرت الذي وزعه في منشورات باللغة العربية على المصريين قبل قدومه إلى مصر، بأن الحملة الفرنسية على مصر، ما جاءت إلا لحماية الإسلام والدفاع عنه، بل والدفاع عن المصريين ضد عدوان وظلم المماليك. 

يقول "كليمونت" في خطابه لصديقه روان: "لن أقول لك إننا جئنا لنحمل إليهم شعلة الحضارة، وأذيقهم طعم الجمهورية الفرنسية التي تنهل منها بلادي كما قال لهم بونابرت، جئت عدوًا يا صديقي، جئنا بأحدث من وصلت إليه أوروبا من آلات الدمار".

وهو ما يؤكد عليه المستشرق الإنجليزي ديزموند ستيوارت في مذكراته، حيث يذهب إلى أنه: كان الهدف من مغامرة نابليون بونابرت في مصر هو منافسة القوى العظمى، وأيضًا نقل التطور الحضاري إلى مصر لتكون إحدى المستعمرات المطلة على البحر المتوسط، فيمكن بذلك تهديد المواصلات البريطانية مع بلاد الشرق، ولم يحدث أي شيء سوى استبدال محتل بآخر، فكان هدف نابليون الأساسي أن يهزم الإنجليز، لكن في الواقع قد لفت انتباههم إلى مصر، وجعلهم يدركون ضرورة وأهمية السيطرة عليها واحتلالها.

ويضيف ديزموند: أتى نابليون بونابرت إلى مصر متظاهرًا بحبه للإسلام، لكنه غادرها تلحقه اللعنات باعتباره ذلك الإفرنجي آكل لحوم الخنازير، أتى كمبعوث يريد تطبيق العلوم الحديثة، ثم ترك مصر وهي أسوأ حالًا.  

وعاد بونابرت بمطبعته كما جاء

أما عن حكاية أول مطبعة دخلت إلى مصر عن طريق الحملة الفرنسية، فقد استخدمتها الحملة لخدمة أغراضها الاستعمارية، فعن طريقها كانت تنشر البيانات والمنشورات الخاصة بالحملة وجيشها، وقد عاد بها نابليون بونابرت إلى فرنسا، فقد أخذها معه مع انسحاب الحملة بحسب الدكتور لويس عوض في كتابه "تاريخ مصر الحديث".

وبدوره تشير الدكتورة ليلي عنان في كتابها "الحملة الفرنسية تنوير أم تزوير؟" إلى أن: من الآثار العديدة لهزيمة 1870، ما قررته وزارة التعليم الفرنسية بعد ذلك في الثمانينيات من مناهج دراسية تستقطب الميول الثورية لدى التلميذ الفرنسي لتصنع منه جندي المستقبل، الذي سيحارب لمجد فرنسا خارج حدودها، فيأمن المواطن من شر عنفه الذي دائمًا ما يهيج الثورات.

وتلفت "عنان" إلى: وبعد ذلك الحين فصاعدًا يجب على المواطن الفرنسي أن يكون حامل لواء الحضارة في العالم، ليبتعد عن رغبة قتل أخيه في ثورة جديدة، لذا قررت "الجمهورية الثالثة" علاوة على أسباب أخرى، التوسع في المستعمرات حتى ينسى الشعب الفرنسي هزيمته، فأرسلت الجيوش إلى آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، حتى أصبحت فرنسا الإمبراطورية الاستعمارية الثانية في العالم، بعد الإمبراطورية البريطانية.