رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مربوحة».. قنبلة الكوميديا التى أزعجت كثيرين

مربوحة
مربوحة

- هل من المعقول كل هذا الهجوم على رحمة أحمد بعد حلقة واحدة من «الكبير أوى»؟

- «الصوت العالى» له مبرر درامى واضح.. والدليل إيفيه «الصوت الشتوى»

- افرحوا بعودة الريادة إلى «الكبيرة أوى» مصر ولا تذبحوا ابنتها الموهوبة 

 

قبل عام من الآن، كانت مصر جميعها تتحدث عن «مربوحة»، الشخصية التى جسدتها الفنانة رحمة أحمد، فى الجزء السادس من مسلسل «الكبير أوى».

وبعدما كانت متابعتها فقط لرؤية مَن تلك التى سترث «هدية»، الشخصية التى حققت الفنانة دنيا سمير غانم نجاحًا أسطوريًا بها، على مدار ٥ مواسم من المسلسل الشهير- وجد الجمهور فى «مربوحة» ملاذه الذى يلجأ إليه للضحك.

لم يشغل مشاهدو الموسم الرمضانى وقتها سوى «الأطقم» الغريبة التى ارتدتها «مربوحة»..الزوجة التى ترتدى «طقم بينور»، وعندما يسألها زوجها عنه، تقول: «واخدة واصلة من العمومى علشان أوفرلك يا كبير». قبل أن تصف نفسها بأنها «المرأة الكهربائية المثيرة»، وتتغنى بأزيائها الغريبة وما فيها من الـ«٢٠٪ ليكرا». 

ردد المشاهدون معها: «يا خال... يا عوض.. ودونى الورشة». ضحكوا حتى الدموع عندما كشفت تفاصيل لقائها الأول مع «الكبير» وسر حبها له: «قالى جملة عمرى مهنساها، قالى قرعة أبو اللى جابك».

تعلقوا بمشهد «الكوشة»، عندما غازلت «الكبير»: «أنت براد قساوة بس عينيك كلها شقاوة»، ووصفها له بأنه «كلوب العتمة».

لكن هذا العام، ومع عرض أولى حلقات الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوى»، فوجئ الجميع بما لا يمكن تسميته سوى «حملة ممنهجة» ضد رحمة أحمد و«مربوحة».

«تغريدات وبوستات موحدة»، تكتبها «كتائب ولجان إلكترونية» وحسابات مدفوعة، كما هى دون أى اختلاف بين مُغرد وآخر.

يكتب أحدهم: «انا ممكن اسامح اى حد والله الا الى دخل البت دى مسلسل الكبير». فيأخذ الثانى المكتوب ويسلمه إلى الثالث والرابع والخامس، حتى بأخطائه الإملائية. 

طبيعى ألا يُجمع الكل على شىء واحد، فالاختلاف طبيعة البشر وعادتهم وعاديهم، ولكل منا رأيه الخاص وطريقته فى تقبل الأمور، فى كل شىء فى هذه الحياة، فما بالك بالفن، بكل ما فيه من وجهات نظر وأفكار وأذواق.

لكن هل من الطبيعى أن نبنى حكمنا على فنان يقدم مُسلسل ٣٠ حلقة بمجرد عرض الحلقة الأولى؟! هل من الطبيعى أن يتزامن توقيت وشكل الهجوم بهذه الصورة الفجة؟!

هل من الطبيعى أن يكون من بين حاملى لواء هذا الهجوم برامج وأعمال منافسة تُعرض فى التوقيت ذاته، وهزمها «الكبير» بالضربة القاضية، ولا يثير ذلك فى نفوسنا أى شك أو ريبة؟

الانتقاد الرئيسى الموجه إلى «مربوحة»- بعد عرض حلقة واحدة!- هو «صوتها العالى المزعج».. لكن أيها المنتقدون، ألم يكن لهذا الصوت «مبررًا دراميًا»؟.. هل شاهدتم الحلقة من الأساس؟!

قصة الحلقة تدور حول «فتور» العلاقة بين «الكبير» و«مربوحة»، وكيف أنه لا يتقبل طريقة كلامها ولبسها وأسلوبها وصوتها، فى مقابل «يا كوكو» بصوت لورديانا، فهل هذا يتطلب من «مربوحة» أن تتحدث بـ«صوت شتوى»؟!

الفكرة هذه كشفتها أحداث الحلقة ذاتها، حين قال «الكبير» لـ«مربوحة»: «صوتك ده صوت صيفى.. أنا عايز صوت شتوى»، وبالتالى طريقة كلامها طوال الحلقة، كانت «فرشة» لـ«إيفيه» قادم، بلغة الكتابة والسيناريو والحوار.

أيرضيك لو قلت لك: سأعتبر ما فعلته رحمة أحمد فى الحلقة الأولى من «الكبير أوى٧» عيبًا يؤخذ عليها، مع العلم أنها ممثلة مسرحية بالأساس، والصوت العالى من أهم مقومات عملها؟!

لكن هل يكون من الإنصاف أن تترك نجاح العمل وكل شخصياته وعلى رأسهم «مربوحة» فى رسم البسمة على شفاهنا ووجوهنا بكل سهولة ودون تكلف، وتشارك فى إجحاف مجهود وإبداع كل صناعه، بداعى أن «صوت الممثلة عالى»؟!! 

أعود وأقول: إذا ما أردت أن تعرف السبب وراء هذه الحملة التى تفتقد كل مبادئ الإنصاف.. اسأل عن المستفيد.

فى العام الماضى، سأل البعض عن سر تفوق «الكبير» على برامج وأعمال عربية منافسة بشكل كاسح، رغم ما يتوافر لهذه الأعمال من إمكانات كبيرة لا تتوافر سوى للأعمال العالمية، هناك فى هوليوود وغيرها.

سألت نفسى السؤال ذاته، فلم أجدنى إلا أن أقول: لا أستطيع أن أرى المقارنة بين «الكبير» وغيره من الأعمال العربية المنافسة ذات الإمكانات الكبيرة، إلا فى إطار «السر المصرى».

هذا السر الغريب الذى يكتب تفوقنا كمصريين بأقل الإمكانات.

قل موهبة.. صنعة.. تراكمًا حضاريًا.. «عِرق بـيمد لسابع جد».

لا أعرف.. هناك سر و«خلاص».

سر يجعل برامج وأعمالًا ترصد لها ميزانيات تفوق أضعاف برامج ومسلسلات فى موسم كامل، ولها أرضية وشهرة وجمهور على امتداد سنوات، تسقط أمام «فستان بعقد نور بـ١٠ جنيه من محل (كله بـ٢.٥)».

سر يجعل برامج وأعمالًا مصورة بإمكانات ومؤثرات بصرية هوليوودية تسقط أمام «مربوحة» و«هدرس» و«أشرف» و«نفادى اللى بيغمز».

سر يجعلك، مهما تحاول أن تنافسنى «مصر» فى سينما أو دراما أو إعلام أو ترفيه أو تلاوة قرآن أو شكل معمار، مجرد مقلد ومُؤدٍ بلا روح.

فأرجوكم، افرحوا بنجاح «الكبير» وبكل الأعمال المستحقة فى «البلد الكبيرة أوى».

أرجوكم، لا تذبحوا «الموهوبة» بنت مصر رحمة أحمد، نبهوها إلى «عيوبها» وأخطائها- إن وجدت- وحاولوا تصحيحها.

أرجوكم، لا تطفئوا «كلوب عتمة» الكوميديا فى مسلسلات رمضان.