رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى القمص بيشوي كامل.. خطابات بينه وبين البابا كيرلس السادس

القمص بيشوي كامل
القمص بيشوي كامل

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بذكرى رحيل أحدث قديسي الكنيسة المعترف بهم وهو القديس القمص بيشوي كامل، راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج بالاسكندرية.

وبهذه المناسبة قال الدكتور إلهامي خليل، في كتاب "قصّة خدمة القدّيس القمّص بيشوي كامل في لوس أنجلوس" إن في نوفمبر 1969م أرسل القدّيس البابا كيرلّس السادس، أبانا القدّيس القمّص بيشوي كامل لرعاية أبناء الكنيسة القبطيّة في مدينة لوس أنجلوس، وتأسيس الخدمة في غرب القارّة الأمريكيّة. وبنعمة المسيح في غضون تسعة أشهر تمكّن أبونا بيشوي من شراء كنيسة وتأسيس خدمة جميلة في ولاية كاليفورنا، ومجموعة من الولايات المجاورة. ثمّ عاد إلى الإسكندريّة، بعد أن حضر واستلم منه الخدمة القمّص تادرس يعقوب.

 لم تكُن الأمور سهلة، بل كانت هناك تحدّيات ضخمة، ولكنّ عمل الربّ استُكمِلَ بشكل رائع.. وكانت خدمة القدّيس أبينا بيشوي لها فِعل السِّحر في نفوس الشباب، حتّى أنّ العديد منهم تمّ تكريسهم بعد ذلك في الكهنوت والرهبنة..!

 المُلاحَظ أنّه كانت هناك مراسلات مستمرّة بالخطابات البريديّة بين القدّيس القمّص بيشوي كامل، والقدّيس البابا كيرلّس السادس.. ويتّضح منها كيف كان أبونا بيشوي نشيطًا وأمينًا وحازمًا أيضًا، من أجل مصلحة الكنيسة.. كما كان يشتاق لإنهاء مهمّته بسرعة ليعود للدفء الروحي الموجود بمصر، وسط الكنائس والأديرة والآباء الروحيّين.. ونرى أيضًا في هذه المراسلات حجم الدعم والحُبّ والتشجيع والرؤية المستقبليّة، والاحتواء الأبوي الجميل من القديس البابا كيرلس، وكان هذا بالتأكيد عاملاً مساعدًا على استقرار الكنيسة والخدمة، وسط كلّ الظروف الصعبة.. وهكذا دائمًا فإنّ التنسيق والتفاهم والثّقة بين الرعاة يكون دائمًا في صالح الكنيسة، كمثل التنسيق والثقة بين الجندي في الميدان والقائد في غرفة العمليّات..!

 لنأخُذ بعض أمثلة لهذه المراسلات:

في عيد الميلاد 1970م، أرسل البابا كيرلّس يقول: "يا أولادي، أريدكم أن تكونوا جميعًا روحًا واحدًا، وقلبًا واحدًا، ولا تنساقوا بتعاليم غريبة، ولا تنسوا إيمانكم الأرثوذكسي، ولا تَفتُروا في محبتكم لكنيستكم وبلادكم. واعلموا أنّ فرحي وسروري هو في سلامكم وخيركم. وأمَلي عظيم في غيرتكم وتقواكم، أن تبذلوا قصارى جهدكم وتنهَضوا ببناء كنيسة قبطية".

وفي 18 مايو 1970م، أرسل أبونا بيشوي خطابًا لقداسة البابا، يشكو فيه من الحالة الروحيّة للبعض، والانشقاقات بين الشعب، وأبدى رغبته في العودة لمصر بسرعة. فردّ عليه البابا كيرلّس في 27 مايو 1970م، بخطاب عميق، أقتطف بعضًا مِمّا جاء فيه:

 "تلقّينا خطاب بنوّتكم.. وطالعناه متأثّرين مِمّا أبديتموه عن الحالة الروحيّة في تلك الجهة. ولكنّنا واثقون في أنّ الله الذي اختاركم لهذه الخدمة، يُعينكم ويعضّدكم لتحمُّل المتاعب والتجارب. فالله الذي أهّلكم لذلك، لا يترككم أبدًا، وسيرافقكم في كلّ خطواتكم، ويُرشِد كلّ مَن يقوم بالخدمة لتَرَسُّم خُطى السيّد المسيح له المجد، الذي تَحَمّل ما لا يُمكِن أن يتحمّله مخلوق.. وعاملوه كمجرم. والحمد لله أنّنا لم نَصِل لهذا. وكفى أنّكم معروفون لدى الجميع بالمَثَل الطيّب.

 أمّا عن عودتكم بسلامة الله، فثقتنا فيكم كبيرة، أن لا تبارحوا الكنيسة قبل ما تتمّموا ما أُلقِي على عاتقكم من قِبَل الله، من جميع الوجوه.. ويهمّنا أن تتحمّلوا كلّ تعب، وتتقبّلوا كلّ تجربة، في سبيل دوام تقدُّم الكنيسة، ونجاح رسالتها، وشَرَف سمعتها بين الكنائس الأخرى وشعوبها..

 سلامنا بالبركات لابنتنا المباركة قرينتكم أنجيل، ونحن واثقون أنّ نعمة الروح القدس التي باركتكما، ستلازمكما إلى النَفَس الأخير. سلامنا لشعب الكنيسة المبارك".