رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» داخل الشركة العربية العالمية للبصريات: أقوى القلاع الصناعية فى مجال الأجهزة الكهروبصرية

جانب من الجولة
جانب من الجولة

- طلاب جامعة عين شمس يزورون الصرح: انبهرنا بقدرات الشركة وسنحكى لأقاربنا عن المصانع الـ8

- مصر أنتجت كاميرا استخدمت فى محطة الفضاء الدولية لتصوير التغيرات المناخية

- المساهمة فى تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس والحافلات السياحية فى 6 محافظات

«انبهرنا بما رأيناه.. ولم نكن نعرف أن مصر تصنع هذه المنتجات المهمة».. الدهشة والفخر والأمل، كلها أحاسيس سيطرت على طلاب جامعة عين شمس، خلال زيارتهم الشركة العربية العالمية للبصريات، حيث شاركت «الدستور» الطلاب فى جولتهم داخل الشركة، التى تضم ٨ مصانع لإنتاج منتجات متقدمة تكنولوجيًا، وتُعد واحدة من أقوى القلاع الصناعية فى مجال الأجهزة الكهروبصرية «ليلية ونهارية وحرارية وليزرية» التى توفر احتياجات القوات المسلحة، وتصدر جزءًا آخر إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة لجلب العملات الصعبة للدولة وبأعلى جودة.

 

صباح يوم الزيارة، اجتمع طلاب وطالبات من ٦ كليات بجامعة عين شمس: «التجارة والحقوق والآداب والتمريض والألسن والطب»، وذهبوا للشركة، وكان أول تعليق لهم بمجرد الوصول: «هذه أول مرة ندرك فيها أن بلدنا يضم هذا الصرح الصناعى المتطور».

وأضاف الطلاب: «منتجات الشركة- بشقيها المدنى والعسكرى- منتشرة محليًا ودوليًا، وللأسف لا يعلم الكثير من المصريين أن هذه المنتجات المتطورة صنعت فى بلدنا مصر، داخل مصانع الشركة العربية العالمية للبصريات».

وحرص مسئولو الشركة على مرافقة الطلاب، وبدأت الجولة بعرض فيلم قصير عن الشركة، تبعته محاضرة مختصرة عن تاريخ إنشاء الشركة وتطورها وصولًا إلى الوقت الحالى.

وأوضح المسئولون: «الشركة أنشئت عام ١٩٨٢، بقانون الاستثمار رقم ٤٣ لسنة ٧٤، كشركة استثمار مُشترك بين وزارة الدفاع المصرية- ممثلة فى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية- بنسبة ٥١٪، ومجموعة تاليس الفرنسية بنسبة ٤٩٪، وتصمم وتصنع الأجهزة البصرية والكهروبصرية وأجهزة الليزر وأنظمة إدارة النيران والأجهزة الإلكترونية الدقيقة وأنظمة الاشتباك عن بُعد وأنظمة المراقبة النهارية والليلية والحرارية المتكاملة طويلة المدى لمختلف التطبيقات العسكرية والمدنية».

وأكدوا أن الشركة تسعى لتقديم معدات ومنظومات عسكرية متطورة، من شأنها تيسير مهام المقاتلين وتمكينهم من التعامل مع الأهداف فى أصعب الظروف، وأوضحوا: «تقدم الشركة أجهزة أخف وزنًا وأقل حجمًا، من أجل مساعدة المقاتل فى أثناء تنفيذ العمليات أو فى ميادين القتال، حتى يكون خفيف الحركة خلال تنفيذ المهام الموكلة إليه».

وتعرف الطلاب على المنتجات العسكرية للشركة، وجاء على رأسها: «منظومات التحكم والاشتباك عن بُعد الثابتة والمتحركة، وأجهزة التنشين الليلى للأسلحة الصغيرة»، أما المنتجات المدنية فشملت: «كاميرات المراقبة البانورامية، وكشافات الشوارع الليد الاقتصادية، والعمود الذكى، والكروت الإلكترونية، وألواح الطاقة الشمسية».

وقال محمد ناصر، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، إنه انبهر حينما رأى إدارة كاملة للبحوث والتطوير، تعمل فقط على التفكير والبحث لضمان ابتكار أفكار أصيلة لدراستها وتنفيذها، مضيفًا: «لم أكن أتخيل أن المنتجات والصناعات المصرية العسكرية أو المدنية يمكن تصديرها لجيوش دول أخرى».

وسأل طالب أحد المسئولين عن تعاون الشركة مع جهات أخرى، سواء محلية أو دولية، فأوضح المسئول: «الشركة تتعاون مع كبرى الشركات المحلية والعالمية فى التصنيع المشترك لنقل التكنولوجيا الحديثة، وهدفها الوصول للتصنيع بجودة عالية، لتحقيق الاكتفاء الذاتى والتصدير للخارج، وتقليل الاعتماد على الخارج فى شراء الأجهزة الدفاعية، وهى عملية تسمى نقل التكنولوجيا».

وأضاف المسئول: «وصلنا لتصنيع منتجات مصرية بنسبة ٨٠٪، ونستورد ٢٠٪ فقط، لذلك اتجهت الشركة للتعاون مع الشركات العالمية فى مختلف البلدان لتصنيع الأجهزة الدفاعية، مثل إسبانيا وفرنسا والصين والنمسا وغيرها، كما أنها تهتم بتقليل المكون الأجنبى فى الصناعة والاتجاه للاعتماد على المكون المحلى، ما يدعم خطة التطوير الخاصة بالدولة، فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية».

واتجه الطلاب بعد ذلك لمصنع يكشف عن مجهودات الشركة فى مجال الطاقة المتجددة، عبر صناعتها لمبات وكشافات الشوارع الليد ومحطات الطاقة الشمسية، باستخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا الليد، إذ تنتج الشركة منتجات ذات كفاءة عالية، وجهد مرتفع وعمر افتراضى طويل، عن طريق توفير وحدات ومنتجات ليد قياسية، من: كشافات الشوارع الليد وكشافات الليد اللوحية ولمبات الليد.

كما تعاونت الشركة مع عدة شركات لتطوير الطرق، وشاركت فى إنارة طريق السويس وطريق الإسماعلية والطريق الدائرى.

والشركة تؤمن بأن الطاقة الشمسية هى الحل الأمثل لمشكلة نقص الطاقة عالميًا، وعن طريق دمج أحدث التقنيات المستخدمة فى التصنيع، لإنتاج موديلات عالية الجودة ذات مواصفات عالمية، بقدرة تصل إلى ١٠٠ ميجاوات سنويًا، وإنتاج موديلات عالية الدقة بقدرة ٤٠٠ وات، وتم التعاون مع عدة جهات لاعتماد الإنارة على الطاقة الشمسية، مثل المستخدمة فى مبادرة «حياة كريمة».

وقال هشام فؤاد، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة بجامعة عين شمس: «للأسف وسائل الإعلام لم تنقل للشعب الإنجازات التى تحققها الدولة بشكل كاف.. ما شاهدته بعينى لم أتخيل أنه موجود»، مشيدًا بمعايير الأمان العالية فى المصانع.

ثم ذهب الطلاب إلى مصنع الكروت الإلكترونية، وتعرفوا على استخدامات الكروت الإلكترونية التى يجرى تصنيعها، وتأكدوا من حرص الشركة على إنشاء مصنع مزود بأحدث التقنيات التكنولوجية المستخدمة فى صناعة الكروت الإلكترونية، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية والمحلية، ومن بينها شركة «السويدى» وشركة «جاكوار»، وذلك طبقًا لمعايير الجودة المعمول بها.

واشتركت الشركة العربية العالمية للبصريات فى التصنيع والتصميم البصرى للعدسة الخاصة بكاميرا الفضاء، أول كاميرا مصرية تم وضعها على محطة الفضاء الدولية، لتصوير التغيرات المناخية التى تحدث فى العالم.

واستمع الطلاب لدور الشركة فى تطوير العاصمة الإدارية الجديدة، عبر امتلاكها مصنعًا لإنتاج كاميرات المراقبة التليفزيونية، وهى كاميرات مصرية حاصلة على الاعتماد اللازم من لجنة الرصد المرئى، وكلفت الشركة بتركيب الكاميرات عالية الدقة فى المشروعات القومية الكبرى، لما تتميز به من جودة عالية.

وجرى تركيب ٢٠ ألف كاميرا داخل الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية، وتطور الشركة حاليًا خطوط الإنتاج لإنتاج كاميرات حديثة مستخدمة الذكاء الاصطناعى وطبقًا لأحدث المواصفات العالمية.

وانفردت الشركة بتصميم وتصنيع العمود الذكى المتكامل للمراقبة والتأمين والتسجيل الإلكترونى وكشافات الإضاءة، والعمود مزود بأحدث الأجهزة المستخدمة فى المدن الحديثة. 

وقالت طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التمريض، إن اللافت للانتباه خلال جولتها فى مصانع الشركة هو استمرار تطوير خطوط الإنتاج الخاصة بالشركة لمواكبة التكنولوجيا الحديثة والماكينات الرقمية.

وقال أحد المسئولين: إن الشركة تهتم بالعامل البشرى، إذ يخضع المهندسون والفنيون العاملون بالشركة لعدة تدريبات، تقسم إلى تدريب عام بدعمهم وتطويرهم للحصول على شهادتى الماجستير والدكتوراه، وتدريب عملى داخلى فى الشركة على أحدث الأجهزة والماكينات الخاصة بصناعة منتجاتنا، لضمان أعلى دقة فى الصناعة، إضافة إلى التدريب الخارجى لتزويدهم بكل المعلومات والتدريبات العملية لتوطين صناعة المنتج بمصر وفتح آفاقهم لابتكار منتجات مصرية جديدة وفريدة.

وأضاف المسئول: «الشركة تهتم بتوفير فرص عمل خاصة للشباب والفتيات حديثى التخرج، من فنيين ومهندسين، وأغلبية العاملين فى الشركة مدنيون، ونسبة العاملين فى الشركة من السيدات والآنسات ٤٠٪، من بينهن فنيات ومهندسات ومديرات لعدد من الإدارات، وتتعاون الشركة مع العديد من الجامعات لتدريب الطلبة فى الشركة لتأهيلهم لسوق العمل».

وأكدت «طالبة التمريض» أنها لم تسمع من قبل عن هذه التكنولوجيا، وأنها كانت ترى الأعمدة على الطرق واللمبات وعدادات الكهرباء دون أن تعلم أنها صنعت بأيادٍ مصرية، وأنها تصدر للخارج، مشيرة إلى أنها فخورة وستحكى لكل زملائها ما رأته.

فى السياق ذاته، كشف مسئول بالشركة عن أن الشركة تشارك فى تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس «يحظى بتأمين كامل ونموذجى بنسبة ١٠٠٪»، وكذلك الحدود المصرية، مشيرًا إلى تأمين الحافلات السياحية بإجمالى ٦ محافظات، فضلًا عن تجديد وتأمين محطة قطار الإسكندرية وإنارة ميدان السلام بشرم الشيخ والعديد من الوزارات من بينها وزارة الداخلية.

وأوضح: «الشركة شاركت فى تأمين مدينة شرم الشيخ ومدينة الأقصر بأحدث كاميرات المراقبة التليفزيونية، كما شاركت فى تأمين المطارات المختلفة ومحطات القطار وتجهيز التاكسى الذكى بشرم الشيخ وتجهيز المتاحف الكبرى المختلفة بفاترينات عرض بمعايير عالية الدقة وتكنولوجيا حديثة، لحفظ الآثار المصرية وتأمينها، وتلك المنتجات كنا نستوردها فى الماضى».

وتابع: «كما تتعاون الشركة مع وزارة التجارة والصناعة فى المشاريع المختلفة، بخلاف المساهمة فى تطوير الخدمات المرورية بمحافظة القاهرة».