مستفيدون من مبادرة الكشف عن التقزم يتحدثون لـ«الدستور»

منذ سنوات عديدة وتقدم وزارة الصحة المصرية حزمة من المبادرات الصحية للمواطنين والطلاب، وتضمن لهم الكشف والعلاج المجاني، لتغطية واكتشاف عدد من الأمراض المستوطنة بعد سنوات من إهمالها وتفشيها.

كان من بين تلك المبادرات «100 مليون صحة، والقضاء على فيروس سي، وحملات الكشف على الأنيميا والتقزم لدى الأطفال»، وفي الفترة الحالية تجني الصحة ثمار تلك المبادرات الهامة.

ثمار مبادرة الكشف عن التقزم

واتساقًا مع ذلك كشفت وزارة الصحة عن انتهاءها من فحص 5.04 مليون طالب بمختلف مدارس الجمهورية، ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للكشف المبكر عن أمراض "الأنيميا والسمنة والتقزم" لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وذلك منذ إطلاقها العام الدراسي الحالي يوم 6 ديسمبر 2022 حتى نهاية الأسبوع الجاري. 

وأوضحت أن هناك ثمار لتلك المبادرات فوفق لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة، انخفض معدل انتشار التقزم لدى الأطفال دون سن الخامسة من 26.9% عام 2000 إلى 23.3% عام 2020، كما انخفض معدل انتشار فقر الدم بين النساء في سن الإنجاب "15 إلى 49 سنة" من 35.5% عام 2000 إلى 28.3% عام 2019.

وأعلن متحدث وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار، أن المبادرة تستهدف فحص الطلاب في المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، بـ 30 ألف مدرسة حكومية وخاصة، مشيرا إلى أن المبادرة تستمر في العمل حتى نهاية السنة الدراسية الحالية بجميع محافظات الجمهورية.

هبة: "المبادرة اكتشفت إصابة ابني بالأنيميا"

هبة محمد، إحدى مستفيدات حملة التقزم والسمنة في محافظة الإسماعيلية، إذ أنها في العام 2021 فوجئت بتواصل الحملة معها لإخبارها بأنها ستكون متواجدة في المدرسة الملحق بها ابناها لإجراء الكشف الطبي له.

تقول: "الحملة جت في المدرسة وكشفت على الطلاب من خلال قياس الطول والوزن ونسبة الهيموجلوبين واللي بيثبت إصابته بشيء سواء تقزم أو سمنة أو أنيميا بيتم إحالته إلى عيادات التأمين الصحي لتلقي العلاج".

تبين أن ابنها كان مصاب بنقص في الهيموجلوبين وتم تشخيصه أنيميا وتحويله إلى عيادات التأمين الصحي والتي قامت بالفحص مرة ثانية عليه وبشكل شامل، وصرف العلاج المجاني له".

توضح أنها ظلت تتابع معهم لمدة 6 أشهر حتى ارتفعت لديه نسبة الهيموجلوبين من جديد: "الحملة مجانية وهي اللي اكتشفت إصابته ولولاها مكنتش هعرف أني ابني مصاب بالأنيميا أو هيتم علاجه".

• بحسب بيانات البنك الدولي، فإن مصر كانت تحوي أكبر عدد من الأطفال الذين يعانون من التقزم في المنطقة إذ يبلغ عددهم نحو 2.1 مليون، كما تحتل المرتبة 12 عالميا من حيث عدد السكان المصابين بالتقزم. وتابع تقرير البنك الدولي، أن نواتج التغذية تُعد ضعيفة ولم يطرأ عليها تحسن كبير في الفترة بين عامي 2000 و2014.

إبراهيم: "ابني كان مصاب بفيروس سي"

ولم يكن التقزم فقط هو محط اهتمام وزارة الصحة ولكن فيروس سي أيضًا. إبراهيم محمود، والد أحد الطلاب في الصف الإعدادي، المستفيدين من فيروس سي، إذ كان يعاني ابنه من الإرهاق الدائم ولم يكن يعلم إصابته بالفيروس.

يقول أن الحملة جاءت إلى المدرسة وقامت بعمل فحوصات شاملة للطلاب وإجراء تحاليل، والتي بينت إصابة ابنه بفيروس سي: "لم أكن اتوقع الأمر أو أعرفه، لكن الإصابة كانت في المراحل الأولى".

اختتم: "المبادرة قامت بتحويله إلى عيادات التأمين الصحي المتخصصة من أجل العلاج، وتم صرف جميع الأدوية له بشكل مجاني وتحويله إلى لجنة للكبد في فروع التأمين الصحي وتابعت معه حتى تماثل للشفاء".