رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفنان عادل خيرى يشعل الصراع بين نقابتى المحامين والممثلين (القصة الكاملة)

الفنان عادل خيري
الفنان عادل خيري

تألق الفنان عادل خيري، النجم الكوميدي، في عالم الفن رغم سنوات عمره القصيرة التي لم تتجاوز الواحدة والثلاثين، حيث ولد في 25 ديسبمر عام 1931 ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1963.

وعادل خيري هو نجل الكاتب بديع خيري رفيق رحلة الضاحك الباكي نجيب الريحاني، والذي قدم عادل من خلال فرقته ــ الريحاني ــ أول أعماله المسرحية «أحب حماتي».

في مسيرة الفنان عادل خيري أعمال مثل «كان غيرك أشطر»، «لو كنت حليوة»، «يا ما كان في نفسى وقسمتى»، «استنى بختك»، «إلا خمسة»، «30 يوم في السجن»، و«حسن ومرقص وكوهين»، وغيرها.

ــ لماذا طالبت نقابة المحامين بشطب عادل خيري من جداولها؟

في عددها الـ238 والصادر عام 1956، نشرت مجلة الكواكب تقريرًا صحفيًا حول اضطرار عادل خيري للاختيار بين المحاماة والتمثيل.

كان أمام لجنة القيد بجدول نقابة المحامين أربعون شكوى، كلها تتهم عادل خيري بأنه يحترف التمثيل، وتطالب بعدم قيده في جدول المحامين المشتغلين. وأجمعت هذه الشكاوي على أنه لا يصح لشرف المهنة أن يكون المحامي ممثلًا هزليًا في الوقت نفسه، يعتلي خشبة المسرح ويضع المساحيق على وجهه في الليل، ثم يقف في ساحة القضاء في الصباح ليقيم أركان العدالة.

ويتابع التقرير: «وتنطوي الشكاوي أيضًا على أن عادل خيري يتناول أجرًا من فرقة الريحاني قدره 100 جنيه في الشهر، وأنه يجب إبعاده عن مهنة المحاماة ليفسح مكانه لغيره من المحامين الذين لا يربحون معاشهم بهذه السهولة».

والمشكلة التي تعرض اليوم للجنة القيد بنقابة المحامين ليست مشكلة عادل خيري والذين طالبوا بإبعاده، ولكنها مشكلة مبدأ خطير يترتب عليه فهم قيمة التمثيل. ويتساءل محرر «الكواكب»: فهل لا يزال في مصر، من يرى في فن التمثيل مهانة لا تليق بالمحامين؟

 

ــ عادل خيري يشعل المعركة بين نقابة المحامين والممثلين

ويستدرك لافتًا إلى: أن نقابة الممثلين هي الطرف الآخر في هذه الخصومة التي قامت بين التمثيل والمحاماة. وقانون المحامين نفسه يقف في صف المبدأ الذي ينادي به العصر الحديث، فهو لا يمنع المحامي من أن يزاول أي هواية تروق له، حتى إذا كانت هذه الهواية هي التمثيل الفكاهي، ولكنها تمنعه فقط من احترافها في الوقت الذي يحترف فيه المحاماة.

إن الأستاذ عبدالعزيز الشوربجي المحامي وعضو لجنة قيد المحامين يقول إنه ليس هناك مانع من مزاولة عضو النقابة للتمثيل كهواية، فالتمثيل مهنة شريفة وفن جميل تضعه الدولة في أفق مرعى الجانب.

ويضيف التقرير: وهكذا تتبلور المشكلة في سؤالين: هل يحترف عادل خيري التمثيل، أم ينتسب إليه كهاوٍ؟ وقد ردت نقابة الممثلين على هذا السؤال بإجابة شافية وافية، إذ قالت إن عادل خيري ليس عضوًا أصيلًا بين الممثلين المحترفين، ولكنه عضو منتسب من الأعضاء الهواة.

 

ــ عادل خيري يقف في المحكمة

ويلفت محرر الكواكب إلى أنه: وقد حدث أن ذهب عادل خيري ليترافع في محكمة قليوب عن أحد المتهمين، فوقف أحد زملائه من محامي قليوب يقدمه إلى هيئة المحكمة قائلًا: «لقد شرف محكمتنا المتواضعة الأستاذ عادل خيري، الممثل الهزلي المشهور، وسيترافع في القضية بما عهد فيه من خفة الدم.. إلخ».

وأحس عادل خيري حينها أنه أهين، وتصبب العرق البارد من وجهه وكاد يغمي عليه لولا أن بادر القاضي بترضيته. ويظهر أن مهنة التمثيل كانت منذ 30 عامًا أكثر تقديرًا عندنا منها اليوم.

ويختتم التقرير مؤكدًا علي: لقد كان المرحوم عبدالرحمن رشدي صاحب فرقة تمثيلية وممثلها الأول، وكان إلى جانب ذلك يحترف المحاماة، ولم يحدث أن عايره أحد بأنه ممثل، مع الفارق الكبير بين تقدير القانون للتمثيل فيما مضي وبين تقديره له اليوم. إن مشكلة عادل خيري هي في الواقع قضية التمثيل والمحاماة، وسوف يكون قرار لجنة القيد إما بترولًا يشعل القضية وإما ماء يطفئ شرارتها التي انطلقت الآن.