رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رائدات الرواية العربية .. «قوت القلوب الدمرداشية» وروايتها «زنوبة»

 قوت القلوب الدمرداشية
قوت القلوب الدمرداشية

مرت الرواية العربية ــ التي كتبتها مؤلفات ــ بعديد من المراحل والتطور حتي وصلت إلي شكلها الحديث والمعاصر. لكن الذاكرة الجمعية تسقط رائدات الرواية العربية، ومن بينهن “قوت القلوب الدمرداشية”، والتي نحتفل بها في شهر مارس ــ شهر المرأة.

وبحسب ما جاء في كتاب "نساء من الشرق الأوسط تنتمي قوت القلوب الدمرداشية٬ إلي عائلة رائدة في التصوف٬ وكانت الطريقة الدمرداشية في التصوف تمتاز بالتربية الذاتية والخلوات الفردية٬ ومن خلال هذه الطريقة الصوفية عاشت قوت القلوب وهي تسبح عكس التيار بالنسبة لإنتمائها الصوفي أو مسلكها العام أو تصرفاتها الشخصية.

 

ــ الكتابة بعد الأربعين

بدأت قوت القلوب الدمرداشية،  الكتابة حين تجاوزت الخامسة والأربعين في فترة أصبح فيها ظهور المرأة المصرية في الشارع قويا٬ وقد نشرت كتابها الأول عن دار المعارف باللغة الفرنسية في العام 1937  لكن القارئ المصري لم يتعرف إلا مرة واحدة فقط حين نشرت في مجلة الهلال ديسمبر سنة 1949 ملخصا لروايتها "زنوبة.

"وتبدو أعمال قوت القلوب الدمرداشية كاشفة عن عالم أدبي من نوع خاص٬ عالم يهتم بالنساء وعناصر المجتمع البرجوازي٬ وتأثير مفردات الشرق علي المرأة وبدت في كتاباتها متمثلة للثقافة العربية الإسلامية٬ بالإضافة إلي التراث الشعبي الذي نجده بعمق داخل أعمالها الروائية.

لم تنفصل قوت القلوب عن واقعها فامتزجت رغم أرستقراطيتها بالشعب٬ فكانت تحفظ الأمثال الشعبية وتصنع الكعك والفطير مع الخدم في العيد٬ ولكن تغلبها أرستقراطيتها في آخر اليوم فتحضر حفلات الأوبرا الإيطالية.

download (5)

ــ رواية “زنوبة” عن وضع الذكر في الأسرة المصرية

تدور رواية “زنوبة”  للكاتبة قوت القلوب الدمرداشية، والصادرة سنة 1947 حول موضوع محوري لدي الكاتبة ولدي مفهوم اجتماعي مصري يمتد لدي البعض منا حتي اليوم٬ وهو وضع الذكر في الأسرة المصرية٬ مما يجعلها وثيقة إجتماعية وسياسية وإنسانية بالغة الأهمية تضيئ كثيرا من جوانب الحياة في المجتمع المصري أواخر القرن التاسع عشر، ورواية “زنوبة” صورة واضحة تجلت فيها هذه الملامح .

ويذهب الناقد دكتور “محمد سيد عبد التواب”، في تقديمه لرواية “زنوبة”، في الطبعة التي أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب، نشرها في العام 2015، إلي أن: “لم يكن لوالد قوت القلوب الدمرداشية، الشيخ عبد الرحمن باشا الدمرداش، آخر سلالة الجد الدمرداش المحمدي الكبير، سوي ابنتين من زيجتين فكانت قوت القلوب الدمرداشية وأخت لها من أبيها تكبرها بعشرين سنة تدعي ”حميدة"، وعاش أبوها يحلم بالابن الذي يرث كل هذه الثروة الهائلة ويحمل الاسم ويحافظ عليه، ويقوم بالدور الأعظم حال وفاته.

هكذا كانت القضية فردية اجتماعية خاصة وعامة. محدودة تتسع لتشمل مجتمعا بأسره، ترسخت لديه هذه المفاهيم والثقافات الخاطئة. لقد أحست قوت القلوب الدمرداشية بوالدها وشاغله الشاغل ومن منطلق وفائها له أضافت اسم الدمرداش إلي أسماء أبنائها جميعا ليكونوا خير وارثين لهذا الاسم.

download (5)
download (5)