رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنًا مع الاحتفاء بتنصيبه.. ما هو التعليم اللاهوتى للبابا فرنسيس؟

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، غدًا، 13 مارس، بالذكري العاشرة لتنصيب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.

 البابا فرنسيس. ولد باسم خورخي ماريو بيرجوليو، هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستين بعد المائتين، بدءًا من 13 مارس 2013. ويعتبر الحبر الأعظم، أول بابا من العالم الجديد و‌أمريكا الجنوبية و‌الأرجنتين، كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث.

 يحسب البابا على الجناح الإصلاحي، في الكنيسة، وقد شغل منصب رئيس أساقفة بيونس آيرس قبل انتخابه بابا، وكان يوحنا بولس الثاني قد منحه الرتبة الكاردينالية عام 2001.

 اختار البابا اسم فرنسيس تأسيًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، أحد معلمي الكنيسة الجامعة، «والمدافع عن الفقراء، والبساطة، والسلام». يتقن البابا اللغات الإسبانية، و‌اللاتينية و‌الإيطالية، و‌الألمانية، و‌الفرنسية، و‌الأوكرانية، بالإضافة إلى الإنجليزية.

في الرهبنة اليسوعية


 قرر برجوليو الولوج في السلك الكنسي وله من العمر 21 عامًا، فانضمّ إلى الرهبنة اليسوعية في 11 مارس 1958، ودرس العلوم الإنسانية واللاهوتية في سانتياجو في تشيلي، وأشهر نذوره الرهبانية في 12 مارس 1960، ليغدو بذلك عضوًا رسميًا عاملاً في الرهبنة. بعد إنهاء دراساته الأولى في تشيلي، عاد إلى الأرجنتين ليتابع دراساته في الفلسفة واللاهوت في المعهد الإكليركي في ديفيتو فيلا ثم في جامعة سان ماكسيمو دي مغيل التي حصل منها على البكالوريوس، وتابع دراساته في الأدب وعلم النفس بين عامي 1964 - 1965 في جامعة ديلا أنماكيولادا في سانتا في، وتخرج فيها.

في عام 1967 أنهى برجوليو دراسته اللاهوتية، وسيم كاهنًا في 13 ديسمبر 1969، من قبل رئيس الأساقفة خوسيه كاستيانو. في العام نفسه، وبعد فترة وجيزة من رسامته كاهنًا تعرّض البابا لوعكة صحية حادة دفعت إلى استئصال إحدى رئتيه بعد نزاع دام ثلاثة أيام «بين الحياة والموت»، كما قال في وقت لاحق. أصبح البابا أستاذًا في اللاهوت، ودرّس في كلية الفلسفة واللاهوت في جامعة سان ميغل في مدينة بيونس آيرس، بداية كمحاضر مبتدئ ومن ثمّ كأستاذ في اللاهوت؛ وكان قد أقام المحطة الأخيرة للتدريب الروحي للرهبان الجدد حسب قواعد الرهبنة اليسوعية في إسبانيا، ومكث فيها حتى اختياره رئيسًا إقليميًا للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين.

اختير برجوليو بمنصب الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين بدءًا من 22 أبريل 1973، واستمرّ في شغل المنصب حتى 1979 في نهاية ولايته. خلال رئاسته الرهبنة الإقليمية، علّم البابا وحاضر في عدد من المحافظات الأرجنتينية، وبعد نهاية ولايته عاد إلى التدريس في جامعة سان ميجل وغدا عميد المعهد اللاهوتي في سان ميجيل، وعمل في هذا المنصب حتى عام 1986، حين انتقل إلى فرانكفورت في ألمانيا للإشراف على أطروحة الدكتوراه فيها بطلب من الرهبنة اليسوعية، وحين عودته عيّن المدير والمعرّف الروحي في جامعة مدينة قرطبة الأرجنتينية، في حين ساهمت فترة دراسته في ألمانيا على تقوية العمل الرعوي لديه وكذلك الروحانية المريمية.

التعليم اللاهوتي

خلال عظاته ركز التعليم اللاهوتي للبابا على الشهادة في المسيحية، قال البابا إن: «زمن الشهداء لم ينته.. في الكنيسة أعداد كبيرة من الرجال والنساء الذين يتعرضون للوشاية، ويضطهدون، وتقتلهم الكراهية للمسيح: فمنهم من قتل لأنه كان يعلم المبادئ المسيحية، ومنهم من قتل لأنه كان يحمل الصليب. وفي عدد كبير من البلدان، كانوا ضحايا الوشاية وتعرضوا للاضطهاد، وهم إخوتنا وأخواتنا الذين يتألمون في زمن الشهداء». كما دعا للصلاة من أجل «جميع المسيحيين الذين يتعرضون للاضطهاد من أجل اسم المسيح»، شدد البابا خلال عظاته أيضًا على أهمية ترسيخ «ثقافة التلاقي» بدلاً من ثقافة التنابذ والخلافات، والسلام. وجهة نظر البابا للسلطة، عبر عنها بالقول بأنّ «السلطة الحقيقية هي في الخدمة».

 

ويركز البابا فرنسيس في تعليمه اللاهوتي على الرحمة «أقوى رسالة من الرب»، وهو ما ينسجم مع اختياره الرحمة كشعاره البابوي. خلال إحدى عظاته الأولى قال البابا: «إن الله لا يملّ من أن يغفر لنا خطايانا، ويسمعنا كلمات رحمته التي تغير كل شيء... لا تكفوا أبدًا عن طلب المغفرة من الله، لا يوجد خطيئة لا يمكن لله أن يغفرها إن نحن التجئنا إليه»، وعبّر عن أنه «لندع رحمة الله تجددنا».

 البابا أيضًا يعتبر الأخلاق «إجابة ودعوة من الإنسان لرحمة الله»: «ليست الأخلاق مجرد جهد تقني صادر عن إرادة فحسب، بل هي مسؤولية تجاه رحمة الله... الأخلاق لا تسقط أبدًا بل دومًا تنهض من جديد». يبدي البابا فرنسيس في فكره اللاهوتي أيضًا اهتمامًا بالتبشير، وقد قال إنه يجب البحث دمًا عن طرق جديدة «لنشر رسالة الإنجيل»، والكنيسة «ليست ذات رسالة محصورة فقط بمؤمني شعب الله، بل تتيجة إلى جميع العالم في بشارة جديدة»، وشد بأنه يجب على الكنيسة أن «تبحث دومًا عن طرق جديدة للتبشير».