رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيفية بناء حوار سليم على أساس علمى


فى الواقع أن الرسالة هى قلب كل حوار وأساس كل إقناع.. الرسالة تعريف
فهى المعنى أو الفكرة أو المحتوى الذى ينقله المصدر إلى المستقبل، وتتضمن المعانى والأفكار والآراء التى تتعلق بموضوعات معينة. 
من جهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالى للمعلومات المتضمنة فى الرسالة، فالمعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقى استيعابها وقد لا يقدر جهازه الإدراكى على الربط بينها.
وفى الواقع فإن الإنسان يستطيع أن يعبر عما بداخله من خلال الحديث مع الآخرين فالعملية الأساسية الأولى فى حياة الإنسان هى التواصل مع مجتمعه الذى يعيش فيه.
من الجدير بالذكر أن أصل كلمة اتصال فى اللغة مشتق من الفعل الماضى الثلاثى «وصل» والمضارع منه «يصل» يقال وصل الشىء أى وصل إلى الشىء، والكلمة فى الإنجليزية:
Communication 
وتعنى تبادل المعلومات أو التعبير عن الأفكار أو الكلام بقصد التفاعل والتأثير المعرفى أو الوجدانى
سمات الرسالة الاتصالية:

1- واضحة أو جلية:

يجب أن يكون معنى الرسالة الاتصالية واضحًا بحيث لا يكون هناك أدنى إمكانية لسوء الفهم، وهذا يتطلب فحص كل عبارة من عبارات الرسالة الاتصالية حتى تكون مفهومة لدى المستقبل.
2- يجب أن تعبر عن الحقيقة:
حتى تنفذ إلى القلب والعقل، وتؤدى إلى تغير فى معلومات واتجاهات المستقبل.

3- موجزة أو مختصرة: 
على المرسل أن يوجز، بحيث تلمس الهدف لأن الكلمات المحسوسة أكثر تحديدًا للمعنى من الكلمات المجردة لكونها تشير إلى الإنسانية.
4- لطيفة أو دمثة:
يجب على المرسل أن يستخدم الكلمات الطيبة واللطيفة التى تضفى جوًا من الاحترام والتقدير والسرور والمحبة على جو الاتصال.

الحوار:
بهدف الحوار القائم على أسس الاحترام المتبادل إلى إيجاد حلول مبتكرة للقضايا التى تشغلنا وبالتالى تحديد هويتنا. فالحوار أداة تفاعلية.
تعريف الحوار:
هو مُناقشة الكلام بين الأشخاص بهدوءٍ واحترام ودون تعصُّب لِرأى مُعيّن فلابد من التَعاون بين الأطراف المُتحاورة بِهدف مَعرفة الحقيقة والوصول لها، وهو مهارةٌ كغيرها من المهارات التى يُمكن اكتسابها بالتَّمرين والتّدريب.
والإنسان الذى لا يجيد الحوار مع نفسه لمعرفة أخطائه وتصويبها لا يمكنه أن يشارك الآخر فى الحوار الجاد والبناء.
آداب الحوار:
يعتبر الحوار من أكثر أساليب التّواصل رقيًّا، فالحوار فى حياة الإنسان يُلبّى حاجته لِلاستقلاليّة كما يُوازِن بين هذه الحاجة وحاجته لِمشاركة الآخرين والتّفاعُل معهم، والحِوار الفعّال يُعالِج المُشكلات الّتى تُواجه الإنسان، ويقوّى القِيَم والأخلاق فى الحَضارات لذا، للحوار آدابٌ يَنبغى على الأطراف المُتحاوِرة الالتزام بها، وهى:
1-تجنّب التقليل من أفكار ومعتقدات الشخص الآخر، ويكون ذلك من خلال استخدام الكلمات والسلوكيات التى تدلّ على احترام الشخص لفكرة الشخص المقابل.
2-الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى؛ حيث إنّ الاستماع الجيد وسيلة لإظهار الاحترام، وتفهُّم وجهات النظر. الهدوء؛ فهو شىء يجب القيام به
3-عدم المقاطعة أثناء التحدث وذلك حتى مع عدم فهم الحديث بوضوح، وبالتالى فيجب الانتظار حتى انتهاء المتحدث تمامًا من كلامه 
4-عدم الابتعاد وترك الأشخاص عندما تصبح أحاديثهم مملة، ولذلك يجب تغيير الموضوع بدلًا من الابتعاد عنهم
مهارات الانصات:
إن الإنصات المتمعن واستخلاص كلمات لمديح الشخص المقصود وأيضا التشجيع والتدعيم إنما يعطى إحساسا عميقا بأنك قد سمعته جيدًا. واستخدام أسلوب الأسئلة المفتوحة (لا أن تكون إجاباتها نعم أو لا) مع إعادة بعض الجمل بطريقة مبسطة لإعطاء الثقة له بأنك تنصت له جيدًا..
فمهارة الإنصات هى المقدرة على استقبال الرسالة وتفسيرها بدقة فى عملية التواصل، وهى المفتاح الأساسى فى عملية التواصل الفعال، فبدون المقدرة على الإنصات الجيد فإن الرسالة المُراد توصيلها تصبح غير مفهومة وستنهار عملية التواصل وبالتأكيد سينزعج صاحب الرسالة ويُحبط. وإن كنت ترغب بإتقان إحدى مهارات التواصل فاحرص أن تكون هذه المهارة هى الاستماع..

نحنُ نقضى الكثير من الوقت منُصتين
المنصت الجيد هو شخص له إدراك خاص وهو كذلك حساس للغاية للتواصل الفعال فلا يهمل أى جزء من الحوار أو مما يسمعه لأن كل كلمة لديه لها معناها ومغزاها لذا لن يستمع المنصت الجيد للكلام المنطوق فقط.. بل سيستمع أيضًا إلى الذى لم يقل أو الذى ذكر جزءٌ منه. ويتضمن الإنصات الفعّال مراقبة لغة جسد المتحدث، وملاحظة التناقضات بين الرسائل اللفظية وغير اللفظية، فمثلًا: إذا أخبرك أحدهم بأنه سعيدٌ فى حياته وكانت عيناه تفيضان بالدموع أو يقولها وهو يصر على أسنانه، فعليك أن تأخذ بعين الاعتبار تعارض الرسالة اللفظية مع تلك غير الملفوظة، فربما هذا الشخص لا يعنى ما يقول. عدد المنصتين الجيدين إنما قد يكون قليلا لكن بكل تأكيد ليس نادرا وجودهم. فالمحاور الجيد هو فى الأصل منصت جيد..
مبادئ الإنصات: 
تعد المبادئ الهامة التى يبنى ويقوم على أساسها كل إنصات جيد:
المبدأ الأول: توقف عن الكلام
إذا كان من المفترض أن نتحدث أكثر مما ننصت لكنا امتلكنا لسانين وأذنا واحدة: مارك توين.
لا تتحدث، وأنصت، عندما يتحدث شخص آخر انصت إلى ما يقوله، لا تقاطعه ولا تناقشه أو تكمل الجملة بدلًا عنه. توقف وأنصت فحسب، وعندما ينتهى الآخر من حديثه ربما تحتاج توضيحًا لتتأكد من فهمك للرسالة بشكل صحيح.

المبدأ الثانى: جهز نفسك للإنصات
ركز على المتحدث، وأزل كل الأمور الأخرى التى تشغل عقلك
ساعد المتحدث على الشعور بالراحة والحرية ليتحدث فبذلك تبعث فيه إحساسا بالطمأنينة.
تذكر أن لديه احتياجات ومخاوف.. أومئ برأسك أو استخدم إيماءات أخرى أو كلمات لحث المتحدث وتشجيعه على المتابعة.. حافظ على التواصل البصرى بينكما لذا عليك أن:
تبعد كل مشتتات التركيز.
المبدأ الثالث: التعاطف 
حاول أن تفهم وجهة نظر الطرف الآخر
انظر إلى الأمور من منظور الطرف الآخر، تخلص من أفكارك المسبقة عنه.. فبامتلاك عقل متفتح يمكننا أن نتعاطف بالكلية مع المتحدث. وإذا ذكر المتحدث شيئا ما ولم تتفق معه فانتظر وأنشئ حجتك لتناقض ما قاله
المبدأ الرابع: تجنب التعصب الشخصى 
حاول أن تكون منصفًا غير متحيز.. لا تنزعج من عادات المتحدث أو نمط أسلوبه عند الكلام ولا تجعلها تشتت تركيزك عما يحاول فعلًا قوله. ركز على ما يُقال وحاول أن تتجاهل أسلوب المتحدث فى الكلام. اذا أنصت إلى الأفكار وليس إلى الكلمات.
المبدأ الخامس: انتظر وراقب التواصل غير اللفظى:
يمكن أن تكون كل من الإيماءات وتعابير الوجه وحركة الأعين أمورًا مهمة خلال الإنصات.
نحن لا ننصت فقط من خلال آذاننا ولكن بعيوننا أيضًا، راقب والتقط المعلومات المُرسلة الإضافية عبر التواصل غير اللفظى

مهــارة وفن الإقنـــاع:
مفهـــوم الإقـــنـاع: الإقناع هو عمليتان
وليس عملية (مهمة) واحدة
الأولى: الإقناع وذلك من جانب القائم بمبادرة الحوار والحديث 
والثانية: الاقتناع من جانب الشخص المستهدف
وبالتالى : هو عملية تطويع وتشكيل آراء الآخرين نحو رأى مستهدف

أهم الأساليب المستخدمة فى الإقناع (كيفية نقل قناعاتك للآخرين؟) :

1- استخدام المُتحدث لغة المصداقية مما يجعل الإقناع متاحا وسهلا
2-استخدام لغة الجسد كاستخدام اليدين والتواصل البصرى وذلك بالنظر فى عيون الطرف الآخر فيكون المُتحدث أكثر تأثيرًا أثناء طرح فكرته
3- إبراز الفكرة المطروحة فى أفضل الصور ويفضل أسلوب المناقشة وذلك بإعطاء فرصة للآخرين فى التحدث بوضوح عن رأيهم الشخصى فعادة: طرح السؤال على المستمع يجعله فى حالة استعداد لتلقى الإجابة.
أساليب الإقناع:

الصدق والأمانة فى الحديث مع الآخرين، من أهمّ الأمور التى تؤدّى إلى إقناع الطرف الآخر بأى فكرة أو موضوع، فهناك العديد من الأشخاص الذين يظنون أن الكذب فى التعامل مع الآخرين يؤدّى إلى إقناعهم وقبول آرائهم، فهذا الاعتقاد خاطئ؛ لأنّ الصدق هو الطريق الوحيدة لإقناع الآخرين وكسب ثقتهم والحصول على تأييدهم. 
يجب احترام الطرف الآخر وإظهار الاهتمام له ولحديثه، والنظر فى عينه عندما يتكلّم، وتجنب مقاطعته بأى شكل من الأشكال، بل يجب الاستماع والإنصات لحديثه، مهما كان طويلًا أو مكررًا؛ لأنّ ذلك يعطى انطباعًا جيّدًا عنه وتكون فرصة الإقناع أكبر. 
أسلوب المقارنة بين الوضع الحالى والوضع الأمثل، وبين الفكرة الحاليّة والفكرة الأفضل فعندما يحتاج الإنسان إلى إقناع أحد النّاس بخطأ ما هو عليه يبيّن له وضعه الحالى ويضعه جنبًا إلى جنب مع الوضع الأمثل أو الوضع الذى ينبغى أن يكون عليه، وإنّ من شأن ذلك أن يجعل الإنسان ينظر إلى كلا الوضعين أو الصّورتين ويقارن بينهما فإذا تبيّن له جمال وأفضليّة الوضع الجديد اقتنع به

كيفية التغلب على المعوقات التى تواجه الاقناع؟
1- تغيير بؤرة الحديث – الرجوع إلى الموضوع.
2- ذكر المساوئ والمحاسن للمشكلة مع الموازنة بينهما 
3- التأكيد على قدرة الشخص المستهدف على اتخاذ قرار يؤثر فى حياته لصالحه...
حينئذ يستطيع أن ينبع القرار من داخله بترك الخطية أو تصحيح المسار والعودة مرة أخرى إلى الطريق الصحيح...
إن القدرة على الإقناع مهارة علمية وكتابية وعملية
إذا الحوار وهو مهارات عدة وليس مهارة واحدة فيشمل ضمن ما يشمل: الرسالة الاتصالية الجيدة وآداب الحوار والإنصات والاقناع. لذا فالحوار الراقى ليس سهلا إنه يتضمن كل ماسبق وأكثر وهناك أمر خطير لم نشر إليه مسبقًا ألا وهو الحوار المبتور (غير المكتمل) وهو الذى نجده مجتمعيا بكثرة والسبب لانتشاره بسيط، فلم يعد الزمان الذى نعيش فيه مطورا للحوار، فكل شخص يبحث عن شىء ما فى الحوار وليس البحث عن مضمون شامل متكامل.