رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيتر كريفت: سلسلة «أطفال سقراط» تهدف إلى تبسيط الفلسفة

الفيلسوف الأمريكي
الفيلسوف الأمريكي بيتر كريفت

قدّم الفيلسوف الأمريكي بيتر كريفت، أكثر من 80 كتابًا، ودرّس الفلسفة لمدة تصل إلى 60 عامًا. وطوال تلك العقود، كان يتوق إلى نص فلسفي واضح للمبتدئين، ويمكن فهمه والاستمتاع به، ولمّا لم يجد شيئًا يفي بهذه المعايير، قرر أن يكتبه بنفسه.

في سلسلة مكونة من أربعة مجلدات صدرت حديثًا، بعنوان "أطفال سقراط: مقدمة في الفلسفة من أعظم 100 فيلسوف"، يفحص كريفت الأفكار الكبرى لأربعة عصور رئيسية؛ القديمة والعصور الوسطى والحديثة والمعاصرة، ويغمر القارئ في المحاورات المدهشة المستمرة بين كبار المفكرين في التاريخ، بما في ذلك أكثر فيلسوف مؤثر بالنسبة إلى الجميع وهو سقراط أبو الفلسفة الغربية.

 

تعليم الفلسفة للمبتدئين 

يُشير كريفت في حوار أُجري معه عن كتابه المكوّن من أربعة مجلدات إلى أن دراسة الفلسفة مهمة للجميع، فذُكرت الحكمة أكثر من 300 مرة في الإنجيل، وأشيد بها أكثر من أي شيء آخر باستثناء الحب والإيمان، والفلسفة هي حب الحكمة، وبدونها لا نحصل على الحكمة، ومن ثم فالجميع يحتاج الفلسفة فهي أثمن  من أن تقتصر على الفلاسفة.

ويضيف كريفت: لقد جربت كل الطرق الممكنة لتعليم الفلاسفة للمبتدئين، وأفضلها إلى حد بعيد هو محاورات سقراط وأفلاطون السقراطية، فكلاسيكيات الفلسفة أكثر إثارة للاهتمام، بل وأكثر وضوحًا وقابلية للقراءة من أي شيء يكتبه الفلاسفة اليوم.

ويتابع: يكاد سقراط أن يكون بالنسبة للفلاسفة هو يسوع بالنسبة للمسيحيين، فهو المصدر. لذا حاولت أن أضع سقراط في حوار مع فلاسفة آخرين مثل مكيافيلي وديكارت وهيوم وكانط وماركس وكيركجارد وفرويد وسارتر، ووجدت أنه مثل النور يبرز العديد من ألوان الفلاسفة اللاحقين.

 

أطفال سقراط

وردًا على سؤال: تشتهر كتب الفلسفة بأنها جافة، ما الذي يجعل "أطفال سقراط" مختلفًا؟ كيف يمكن مقارنتها بالنصوص الكلاسيكية الأخرى مثل كتاب "تاريخ الفلسفة" لكوبلستون المؤلف من عشرة مجلدات، أو "قصة الفلسفة" لديورانت؟

يقول كريفت: معظم كتب الفلسفة اليوم تحليلية، تستخدم التحليل المنطقي واللغوي في القضايا الراهنة وخاصة الأخلاقية، ولا مشكلة في ذلك سوى بعض الملل، وهو ما يمكن التغلب عليه بالتعامل مع تاريخ الفلسفة باعتباره محاورة بين أعظم الفلاسفة. 

ويستطرد: تعد مجلدات كوبلستون العشرة مرجعًا مهمًا ولكنها طويلة جدًا ومفصلة بما يجعلها أقل إثارة للاهتمام لغير المتخصصين في الفلسفة، أما عمل ديورانت فهو قصير جدًا. في المقابل يتناول كتاب "أطفال سقراط" في مجلداته الأربعة أفكار مائة فيلسوف، ويركز على القضايا المهمة التي تحدث فرقًا في حياتنا. 

ويوضح: في كل حالة، أظهر كيف أن القضايا النظرية والتجريدية ظاهريًا، لا سيما في الميتافيزيقيا ونظرية المعرفة، تحدث فرقًا حاسمًا في الأبعاد الأكثر واقعية وعملية مثل الأنثروبولوجيا والأخلاق.