رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف: الاستجابة لله ورسوله أوسع باب لقبول الدعاء

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

 ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد "عبدالرحيم القنائي" بمحافظة قنا، بعنوان "الاستجابة لله ورسوله".

 وقال وزير الأوقاف في الخطبة إن الاستجابة لله ورسوله أوسع باب لقبول الدعاء، والقرآن الكريم ربط في مواضع عديدة بين الدعاء والاستجابة لله سبحانه فقال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". 

وتابع: "في اليوم التالي ليوم أحد أشيع أن أبا سفيان بن حرب يجمع القوم للعودة إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد انتهاء يوم أحد فانتدب النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه للخروج؛ لتتبع عدوهم؛ ليرى الناس أن بهم قوة وأنهم لا يخافون في الله لومة لائم، لكنه قال لا يخرج معنا اليوم إلا من حضر معنا بالأمس، فخرج أصحابه (صلى الله عليه وسلم) معه على ما بهم من الجهد وما ببعضهم من ألم الجراح".

النقطة الثانية: أن بعض الناس قد يملكون أن يعطوا بعض الناس مالا أو نوالا، لكنه قد يكون في وقت دون وقت، يمكن أن يعطيك بعض الناس مالا أو عطاء ماديًّا أو معنويًّا لكن اسأل نفسك لو اجتمع الخلق جميعًا هل يمكن أن يعطوا أو أن يهبوا صحة لسقيم، أو ولدًا لعقيم، أو هداية لعاص؟ لو اجتمع الخلق جميعهم لن يستطيعوا أن يهبوا صحة لسقيم أو ولدًا لعقيم أو هداية لعاص ولا عافية لذي بلاء وحتى المال والجاه لن يمنحوا إلا ما كتب الله لك، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ ، لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ عليكَ ، جَفَّتِ الأقلامُ ورُفِعَتِ الصُّحُفُ"  فاستجيبوا لله والرسول يستجب لكم.

وأكد وزير الأوقاف أن على المرء أن يتعرف على الله في الرخاء ليعرفه في الشدة، وأن الاستجابة لله والرسول (صلى الله عليه وسلم) من أمارات استجابة الله للدعاء، وأن لإجابة الدعاء مفاتيح، منها الصبر والرضا والدعاء في السجود وكثرة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم).

أما المفتاح العام لإجابة الدعاء ففي قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، وهناك مفاتيح خاصة منها كثرة السجود، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ”.

 ويقول سبحانه: "وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" أي تقترب من الله، ومن تلك المفاتيح الصبر وعدم العجلة فهذا سيدنا نوح (عليه السلام): "وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ" ويقول سبحانه: "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ"، وقال تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم): " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا".

وأكد وزير الأوقاف أن ديننا مفعم بالأمل فلا يأس من رحمة الله، فالله هو القادر المجيب، ومهما كان طلبك ومهما كانت حاجتك من المال فلا تيأس، ومهما كانت حال صحتك فلا تيأس، ومهما طال عقمك فلا تيأس، لأنك تسأل العظيم، وهذا نبي الله سيدنا سليمان (عليه السلام): "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ  هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" فإذا قصدت باب الكريم (عز وجل) ووقفت على بابه بصدق أعطاك سؤلك، فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: " إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ".

وفي ختام خطبته، هنأ وزير الأوقاف أهالي محافظة قنا بالعيد القومي للمحافظة، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعله عيد يمن وبركة عليهم وعلى مصر كلها، هذا العيد الذي يأتي مع اقتراب نسائم شهر رمضان المبارك، حيث يتأهب الجميع لاستقباله بروح عالية نستقبله بالدعاء وقراءة القرآن والذكر والتكافل والتراحم، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف ستبذل قصارى جهدها لإعداد بيوت الله (عز وجل) للراكعين والساجدين، قيامًا وتهجدًا واعتكافًا.