رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ختان الإناث جريمة.. حكايات من دفتر «المشرط القاتل»

ختان الإناث
ختان الإناث

تناهض وزارة التضامن ظاهرة ختان الإناث بكل الطرق، بعدما انتشرت خلال السنوات الماضية في مصر، لاسيما في القرى والأقاليم التي لازال البعض يقتنع بأنها نوع من العفّة للفتيات في وقت أثبتت كل الدراسات أنها تؤدي لإيذائهم جسديًا ونفسيًا.

الحكومة مع المجالس المعنية بالطفل في مصر قامت ببذل مزيد من الجهد لتعديل القوانين من أجل وقف نزيف مشرط الختان وما يفعله بالأطفال الصغار، وهو ما نجحت فيه من خلال التصدي لبعض الوقائع.

جهود الدولة في محاربة الختان

وكثفت حملة وزارة التضامن ضد ختان البنات جهودها بالمحافظات لعقد ندوات ولقاءات عامة وحملات وزيارات منزلية بالإسماعيلية والبحيرة وجنوب سيناء وتصل إلى 820 ألف أسرة لرفع وعيها بخطورة ختان الإناث على حياة البنت المصرية.

وأكدت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، أن الوزارة تعمل على رفع وعي الأسر الأولى بالرعاية، لتحذيرهم من عواقب وتداعيات بعض الممارسات الضارة ضد الفتيات، منها ختان البنات، أو الحرمان من التعليم، أو تزويج القاصرات أو التمييز ضد الفتيات في التنشئة الأسرية.

وسبق وأطلقت نيفين القباج، حملة "ختان البنات جريمة" من خلال برنامج "وعي للتنمية المجتمعية"، وذلك فى إطار خطة الوزارة لرفع الوعي لدى الفئات الأولى بالرعاية بمخاطر ممارسات ختان البنات.

وللختان أثر بالغ على النساء حتى بعد زواجهن. "الدستور" استعرضت عدد من تلك الحكايات.

سماح: "الختان أثر على علاقتي الزوجية"

رغم بلوغ سماح.ع سن الأربعين، إلا أن ختانها في الصغر لازال له أثر على حياتها الزوجية إلى الآن، إذ تتذكر جيدًا ذلك اليوم الذي أجرى فيه والدها لها تلك العملية على يد شخص لا تعرفه لم يحمل سوى شنطة صغيرة تضمن ضمادات وآلات حادة.

تقول:"كنت أصرخ وأتوسل له ألا يفعل بي ذلك ورغم أنني كنت في العاشرة من عمري لازالت أتذكر أنهم قطعوا جزء من جسدي، وتركوني أنزف لفترة طويلة من الليل على أمل أن يتوقف النزيف وأعود كما كنت".

توضح أن الأمر أثر عليها في زواجها حتى أنها إلى الآن لا تمارس العلاقة الزوجية بشكل سليم:"عشان كدة حلّفت إني مش هعمل في حد من بناتي العملية دي حتى لا تتعرض لنفس المأساة التي عشتها". 

  • بحسب منظمة "اليونسيف" وصلت نسبة الختان في مصر إلى 91% عام 2017، مؤكدة أن 40 مليون إمرأة مصرية تعرضت للختان، أي حوالى 875 من نساء مصر تعرضن لتلك العملية في السنوات الماضية.

فرح: "على الدولة وضع قوانين صارمة له"

لم يختلف الأمر لدى فرح عشرينية، والتي تجني إلى الآن آثار عملية الختان التي أجرتها في سن مبكر وهي 15 عامًا ولا تنسى تلك الواقعة، لكونها تعرضت لنزيف حاد وخشى أهلها أن يدخلونها المستشفى حتى لا يتعرضون للمسائلة القانونية.

بعدما تخطت فرح العشرين باتت تسمى عملية الختان بإنها انتهاك جسدي وخطر صحي تتعرض له الفتاة: "له أضرار جسدية ونفسية على البنات عشان كدة لازم محاربة ختان البنات بكل الطرق وإقرار قوانين لمنعه وعقوبات ضد الوالدين".

توضح أن الأمر يعتبر عادة لاسيما في القرى والمحافظات، فكل سيدة "تختن" بناتها بزعم من جارتها أو شقيقاتها حتى تصاب بالبرود الجنسي: "عشان متبقاش البنت لما تكبر عينها مفتحة زي ما بيقولولنا من غير اعتبار للأضرار النفسية".

  • عُدل قانون العقوبات رقم 10 لسنة 2021 بتجريم ختان الإنا، ونص على: "يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أجرى ختانًا لأنثى بإزالة أى جزء من أعضائها التناسلية الخارجية بشكل جزئى أو تام أو ألحق إصابات بتـلك الأعضاء، فإذا نشأ عن ذلك الفعل عاهة مستديمة تكون العقوبة السجن المشدد".