رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهــارة وفن الإقنـــاع

سنستعرض في هذا المقال التفسير العلمي للاقناع ثم:
التطبيقات العملية التي يمكن أن نمارسها اليوم:

أولًا: تفسير علمي مبسط لمهارة وفن الإقناع.. مفهـــوم الإقـــنـاع:  الإقناع هو عمليتان وليس عملية (مهمة) واحدة.
الأولى: الإقناع وذلك من جانب القائم بمبادرة الحوار والحديث، والثانية: الاقتناع من جانب الشخص المستهدف.

وبالتالي: هو عملية تطويع وتشكيل آراء الآخرين نحو رأي مستهدف فالأمر يحتاج ليس إلى مهارة المسئول عن الإقناع فقط ولكن أيضًا إلى خلق الاستعداد لدى المستهدف، وذلك باستثارة الدافع الداخلي للمستهدف نحو حدوث التغيير المرجو فالمطلوب أن يكون الإقناع من الداخل.

الاستراتيجيات المختلفة للإقناع: الإقناع من أكثر الفنون الراقية المُستخدمة للتواصل مع الآخرين، والذي يستخدمه طرف لتغيير رأي ووجهة نظر الطرف الآخر في موضوع معين وذلك من خلال واحد أو أكثر من الأساليب التالية:
1- الترتيب المنطقي لأفكار الرسالة حتى تكون واضحة بلا غموض مع عرض وتحليل الآراء المتباينة للموضوع.
2- البدء بالاحتياجات والاتجاهات التي لدى المتلقي باستخدام العاطفة أو المنطق أحيانًا.

أهم الأساليب المستخدمة في الإقناع (كيفية نقل قناعاتك للآخرين؟): وذلك أيضًا من خلال استخدام أسلوب واحد أو أكثر من الأساليب التالية:
1- استخدام مقدمة منطقية علمية لإيضاح الحقائق والابتعاد عن الجدل العقيم: وذلك باستخدام الأسلوب المتحضر في التحدث (بديلًا عن العناد واستخدام الصوت المرتفع الذي يؤدي إلى الخصام بين الطرفين). 
2- استخدام المُتحدث لغة المصداقية والابتعاد عن إلقاء الأوامر وإعطاء الطرف الآخر القدرة على القبول أو الرفض، مما يجعل الإقناع متاحًا وسهلًا.
3- استخدام لغة الجسد كاستخدام اليدين والتواصل البصري وذلك بالنظر في عيون الطرف الآخر فيكون المُتحدث أكثر تأثيرًا أثناء طرح فكرته.
4- إبراز الفكرة المطروحة في أفضل الصور ويفضل: أسلوب المناقشة وذلك بإعطاء فرصة للآخرين في التحدث بوضوح عن رأيهم الشخصي، فعادة طرح السؤال على المستمع يجعله في حاله استعداد لتلقي الإجابة.

ما يجب استخدامه في الإقناع:

1- ابدأ أولًا بالحديث معه عن أشياء تهمه أو حديث الساعة وتجنب مؤقتًا الحديث في المشكلة الأساسية.. حينئذ يستطيع أن يسمعك حينما تكلمه في مشكلته.
2- بناء علاقة وجدانية (اهتمام بالشخص أكثر من الموضوع أو أكثر من البرنامج) بمخاطبة دوافعه الداخلية. 
3- المفاتحة في المشكلة بعد بناء الثقة. 
4- استخدم أسلوب المواجهة: لكن بهدوء مع عدم الدخول في نقاش طويل غير مُجدٍ
على أنه لكي يتم الإقناع الجيد والسليم يجب تمامًا تجنب:
الوصم: هو عادة متفشية فينا في الشرق بأن نطلق أوصافًا على الناس مثل: فلان شرير أو بخيل أو عنيد.. إلخ، ونستبعدهم بذلك من حساباتنا تمامًا.

ثانيًا: التطبيقات العملية التي يمكن أن نمارسها اليوم

إننا في الحياة العامة وبمقابلة الكثيرين في أعمالنا ومسئولياتنا الاجتماعية لا بد أن نقترب بحق من احتياجهم ونمارس الإقناع لنخلق فيهم اقتناعًا حقيقيًا ثابتًا بترك ما هم فيه من حياة أو سلوك، لذا سنستعرض ما يجب عمله:

كيفية التعامل مع الإنسان المستريح بوضعه (لما هو فيه)؟

1- إبراز الفروق وذلك من خلال المقارنات بين:
وضع الإنسان الحالي ووضعه قبل المشكلة واستخدام أمثلة من الحياة لتشجيعه على ترك الطريق الخاطئ بل مدحه في أشياء موجودة فيه.
2- لنعلم أننا لن نستطيع أن نغير أي أحد لكننا نقدم روشتة علاجية للشخص وقد تكون مقنعة له أو لا. 
3- الإنصات المتمعن واستخلاص كلمات لمديح الشخص المقصود وأيضًا التشجيع والتدعيم وهذا يعطي إحساسًا بأنك قد سمعته جيدًا. واستخدام أسلوب الأسئلة المفتوحة (لا أن تكون إجاباتها نعم أو لا) مع إعادة بعض الجمل بطريقة مبسطة لإعطاء الثقة له بأنك تنصت له جيدًا..

مواجهة مقاومة الإقناع: كيفية اكتشاف القائم بالإقناع لهذه المقاومة؟ 
يمكن أن يكتشف ذلك إذا استخدم الشخص المستهدف هذه الأساليب:
1- تحويل مسار الحديث ومقاطعة الكلام. 2- التركيز على المشاكل وليس على حلها.
3- المجادلة والكذب أو استخدام حيل دفاعية.  4- التجاهل وعدم الانتباه.

كيفية التغلب على المقاومة؟
1- تغيير بؤرة الحديث – الرجوع إلى الموضوع.
2- ذكر المساوئ والمحاسن للمشكلة مع الموازنة بينهما. 
3- التأكيد على قدرة الشخص المستهدف على اتخاذ قرار يؤثر في حياته لصالحه.. حينئذ يستطيع أن ينبع القرار من داخله بتصحيح المسار والعودة مرة أخرى إلى الطريق الصحيح. ...
أخيرًا...
إن القدرة على الإقناع  مهارة علمية وعملية يمكن اكتسابها والتحلي بها. وكل ذلك ممكن بالتدريب والقراءة والاستعداد الجيد.