رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أحاول الاستيقاظ طوال الليل».. شهادات حول رهاب الزلازل والخوف من الطبيعة

زلزال تركيا
زلزال تركيا

منذ ما وقع زلزال تركيا وسوريا وتعاني أميرة خيري، مصرية ثلاثينية، من رهاب الزلازل وكوابيس مفزعة وأحلام مزعحة، تتصور الموت يسير خلفها والمباني تنشق وتنهار فوقها، تشعر بضيق شديد في التنفس، لا تفيق إلا على صوت صراخها الحاد.

تكرر الأمر كثيرًا الفترة الأخيرة حتى باتت تخشى المكوث في منزلها طويلًا: "يهيأ لي أن المنزل سينطبق عليّ في أي لحظة وإنني سأظل أسفل الأنقاض ما تبقى من عمري، بدأت في الانعزال عن الأخرين حتى شعرت إنني في خطر".

تقول: "ذهبت إلى طبيب نفسي والذي أرجع حالتي تلك إلى كثرة حدوث زلازل في العالم خلال الفترة الأخيرة، وأخبرني أن الأمر ليس وسواسا قهريا ولكنه رهاب من الزلزال وأعطاني علاجا دوائيا استمر عليه خلال تلك الفترة تحديدًا".

كثيرون من المصريين وحول العالم مصابون برهاب من نوع خاص وهو رهاب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والسيول، والتي تؤثر عليهم وردود أفعالهم وتصرفاتهم تجاه ما يحدث. "الدستور" بسبب الزلازل التي حصلت مؤخرًا تسرد حكايات خاصة عن مرضى رهاب الزلازل في التقرير التالي.

  • الرهاب هو فوبيا أو خوف شديد وغير منطقي يتسبب في ذعر وفزع الشخص  كرد فعل عند التعرض لشيء معين، أو حيوان، أو مكان أو  حادث، وتصنفه منظمة الصحة العالمية بأنه نوع من اضطرابات القلق إلا أن الخوف والقلق الناجم عنها يرتبط بشيء محدد ويختفي باختفائه.

نجلاء: "الكوابيس لا تتركنى وقت الزلازل"

منذ سنوات وتعاني نجلاء.م، 31 عامًا، من الخوف من الزلازل، وهو الرهاب الذي شخصت به ويظهر بحدة وقت وقوع الزلازل حتى وإن كان بعيدًا وخارج نطاقها الجغرافي: "في ذلك التوقيت لا أستطيع النوم بسبب الهلع والخوف".

تقول: "أرى أبنائي يتسلقون النوافذ ويسقطون وتهاجمني أفكار أنهم سقطوا أسفل الأنقاض ويظل خوفي مستمرًا في تلك الآونة، رغم أني لم لا أفكر في تلك الأمور سوى في أيام الزلازل فقط مثل تلك الأوقات".

بالكاد تنام نجلاء ثلاث أو أربع ساعات في اليوم خلال تلك الفترة التي شهدت عدة زلازل جعلت الرهاب الذي تعاني منه يحتد، مضيفة: "الطبيب شخصني برهاب الزلازل ولكنه أكد لي أنه لا أسباب منطقية لذلك المرض، سوى أنه نوبات مستمرة من القلق والتفكير".

  • سجلت شبكات المحطة القومية لرصد الزلازل في مصر 3 هزات أرضية متتالية بالقرب من السويس، يوم الجمعة الماضي، شعر بها سكان القاهرة والقليوبية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية.

رهاب الزلازل يعيق حياة شروق

يعيق ذلك الرهاب حياة شروق.م، والتي لديها طفلين، لا تفكر الأن سوى في الزلزال وانهيار المباني من حولها: "لا تأتيني النوبات أثناء النوم فقط، ولكن في ساعات الاستيقاظ أيضًا، أتوهم أن المباني تسقط وأظل أسرح لساعات".

في الهزات الأخيرة التي وقعت في مصر بمجرد شعور شروق بهزة في المنزل بسيطة كانت تحمل طفليها وتهرب حافية: "كنت أظل أجري خارج المنزل دون وجهة أشعر بأن الزلزال يسير خلفي وأبنائي سيكونوا تحت الأنقاض".

نصح الطبيب شروق في تلك الفترة بعدم التعرض لأخبار الزلازل حول العالم أو مشاهدة مقاطع الفيديو التي التي يتم تداولها: "تأتيني في الليل نوبات من القلق وضيق النفس وآلام الظهر وتحولت حياتي في تلك الفترة إلى دوامة".

44 ألف قتيل هو آخر إحصاء أعلنته إدارة الكوارث والطوارئ التركية، كحصيلة للزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 فبرايره، فضلًا عن تأثر 20 مليون شخص بعواقب الزلزال، في وقت تفترض فيه الأمم المتحدة أن 8.8 مليون شخص سيتأثرون في سوريا.