رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المواد العضوية» تتسبب في حدوث تغيرات مناخية جسيمة.. و«تدوير المخلفات» حل أمثل

تغير المناخ
تغير المناخ

تنجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن الاستخدام الكبير للطاقة المطلوب في جميع مراحل عمر المنتج - من استخراج الموارد والزراعة والتصنيع والمعالجة والنقل والاستخدام ، وأخيراً إلى التخلص، كما تتسبب الأنشطة البشرية - من قطع الغابات إلى حرق الوقود الأحفوري - في ارتفاع غير مسبوق في تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والتي تؤدي إلى تغيرات متزايدة الحدة في نظام المناخ.

هناك أيضًا تأثيرات مختلفة على تغير المناخ اعتمادًا على كيفية إدارة النفايات، يتم إنتاج كميات أقل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الضارة عندما نمنع النفايات في المقام الأول من خلال تقليل الاستهلاك، وإعادة استخدام ما لدينا وإعادة التدوير بشكل أكبر، والتقاط غازات مكبات النفايات لإنتاج الطاقة.

 

«إعادة التدوير» ضرورة
 

من جانبه، يؤكد نيكولاس فيليب، الباحث البيئي بمبادرة المناخ والتنمية الإفريقية، أن عمليات إعادة التدوير تساعد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن طريق تقليل استهلاك الطاقة، واستخدام المواد المعاد تدويرها لصنع منتجات جديدة، ما يقلل من الحاجة إلى المواد الخام.

ويتابع «فيليب» حديثه لـ «الدستور»: «يؤدي هذا إلى تجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي قد تنتج عن استخراج أو تعدين المواد البكر، كما يتطلب تصنيع المنتجات من المواد المعاد تدويرها عادة طاقة أقل من صنع المنتجات من مواد عذراء، ويعتبر منع النفايات والتسوق الذكي أكثر فاعلية في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن استهلاك الطاقة».

ويضيف: «شراء المنتجات المصنوعة من مواد معاد تدويرها، مثل الورق والبلاستيك والمعادن، بدلاً من المواد البكر يساعد أيضًا في تقليل استهلاك الطاقة، كما يسمح منع النفايات وإعادة تدوير المنتجات الورقية لمزيد من الأشجار بالبقاء واقفة، حيث يمكنها الاستمرار في إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي».
 

أما عن الرابط بين المستلزمات الخاصة بالمواطنين و وتغير المناخ، يوضح «فيليب»، أن الكمية التي يستهلكها المواطنون لها تأثير مباشر على كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يتم إنتاجها؛ لأنه عندما نشتري المزيد والمزيد من المنتجات الجديدة، فإن استهلاكنا يطلق سلسلة من الأحداث التي تنتج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من استخراج المواد الخام لتصنيع المنتجات إلى كمية النفايات التي يتعين إدارتها عندما لا نريدها.

 

خطر «المواد العضوية»

 

تاريخيًا، ركزت الجهود المبذولة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مصادر النقل والبناء، وهي المصادر التي يمكن أن يكون للحكومات التأثير الأكبر عليها، بينما تظل هذه مصادر الانبعاثات الرئيسية، ففي دراسة أصدرتها مؤسسة King County، تم تسليط الضوء على الانبعاثات المرتبطة بإنتاج واستهلاك الطعام والسلع والخدمات. 

يُظهر بحث التقرير أن الجهود مثل الحد من نفايات الطعام أو شراء منتجات مستدامة ومنخفضة التأثير يمكن أن تساعد في خلق تأثير أوسع وأعمق على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وفي ذلك السياق، يقول يحيى عبد الجليل، خبير التغيرات المناخية، إنه قبل التقاط أي منتج من رف المتجر أو الحصول عليه عبر الإنترنت، تمر المواد التي يتكون منها بعدة مراحل لتصبح منتجًا، فبمجرد إتمام عملية الشراء لأحد المنتجات، نستخدمه حتى لا نريده أو نحتاج إليه، ثم يصبح نفايات إما أن يتم التخلي عنها لشخص آخر ليستخدمها أو يعيد تدويرها أو يرميها كقمامة.

ويشرح «عبد الجليل» في حديثه لـ «الدستور»، قائلًا: «تساعد إعادة استخدام ما لدينا أو التسميد أو إعادة التدوير في الحد من تغير المناخ، فقد نستطيع إنتاج كميات أقل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الضارة عندما نمنع النفايات في المقام الأول عن طريق تقليل الاستهلاك وإعادة التدوير وتحويل المزيد من السماد إلى سماد».

نوّه أيضًا إلى أن إعادة تدوير المواد العضوية، وتحويلها إلى سماد مثل بقايا الطعام والورق المتسخ ونفايات الخشب ونفايات الحدائق، تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ مما يوفر فوائد مناخية وبيئية أخرى، ففي مدافن النفايات، تتحلل المواد العضوية بدون أكسجين، بل وتنتج غاز الميثان، الذي يُعد مساهمًا رئيسيًا في تغير المناخ، لذا يجب منع المواد العضوية من الوصول إلى مكب النفايات وإعادة تدويرها بدلاً من ذلك، وبذلك يتم تجنب توليد الميثان.
 

ويتابع: «يؤدي تحويل المواد العضوية إلى سماد مثل بقايا الطعام ونفايات الفناء والورق المتسخ والسماد الطبيعي، إلى إطلاق بعض ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ولكن له تأثير ضار أقل على البيئة مقارنة بالميثان، الذي يحتوي على 23 ضعفًا من احتمالية الاحترار العالمي مقارنة بثاني أكسيد الكربون».

ويختتم خبير التغيرات المناخية، موضحًا أن استخدام السماد في الساحات والحدائق يمكن أن يقلل من استخدام الأسمدة البترولية أو مبيدات الآفات، فإنتاج هذه المنتجات يتطلب طاقة كبيرة ويمكن أن ينتج عنه انبعاثات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، والتي يمكن تجنبها باستخدام السماد العضوي.