رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة عبد الفتاح الجمل مع جيل الستينيات تلخص تاريخ الحركة الثقافية في مصر

عبد الفتاح الجمل
عبد الفتاح الجمل

عبد الفتاح الجمل، والذي تحل اليوم ذكرى رحيله الـ 29، حيث توفي في مثل هذا اليوم من العام 1994، وهو الكاتب والأديب الذي أضاعه النقد الأدبي.

ففي غمرة انشغال عبد الفتاح الجمل، بالملحق الأدبي في جريدة المساء منذ العام 1962، والذي كان يصدر في أربعة صفحات أسبوعية، نسي إبداعه ومشروعه الأدبي الخاص، وبالرغم من صدور عدد من المؤلفات لـ عبد الفتاح الجمل، إلا أنه لا يذكر بغير ألقاب “صانع النجوم الأدبية” و"مكتشف المواهب الإبداعية".

فلا يكاد كاتب أو أديب من جيل الستينيات ــ العصر الذهبي للأدب والإبداع المصري ــ إلا ويذكر فضل عبد الفتاح الجمل وأياديه البيضاء، في دفع المواهب الشابة ــ وقتها ــ وتقديمها إلى القارئ المصري، وأن إطلالة قامات الأدب المصري في جيل الستينيات كانت عن طريق الملحق الأدبي الذي كان يشرف عليه ويقدمه عبد الفتاح الجمل.

ومن الأدباء الذين قدمهم عبد الفتاح الجمل إلى الساحة الأدبية، وللقارئ المصري: يحيى الطاهر عبد الله، جمال الغيطاني، جار النبي الحلو، يوسف القعيد، سعيد الكفراوي، عبد الرحمن الأبنودي، أمل دنقل، جميل عطية إبراهيم، مجيد طوبيا، محمد البساطي، إبراهيم أصلان، محمد المنسي قنديل، يوسف أبو رية، زين العابدين فؤاد، محمود الورداني وغيرهم ممن كان عبد الفتاح الجمل الأب الشرعي لاكتشاف وتقديم مواهبهم وإبداعاتهم الأدبية. 

أما عن إبداعات عبد الفتاح الجمل، والتي أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، في مجلدها الأول مؤخرا فهي رواية “الخوف”، وفي أولى أعماله الأدبية والمنشورة في عام 1972"، بالإضافة إلى “خرافات إيسوب” في جزئين ــ “وقائع عام الفيل كما يرويها الشيخ نصر الدين جحا” ــ يوسف علي خزائن مصر" ــ “حكايات شعبية من مصر” ــ “أجمحة الربيع” ــ “محب" ــ ”آمون وطواحين الصمت".

 

ــ صلاح عيسى وعبد الفتاح الجمل

يذكر الشاعر زين العابدين فؤاد، في إحدى حلقات صالونه الثقافي، أنه كان قد جمع قصص الكاتب صلاح عيسى، وذهب بها إلى عبد الفتاح الجمل لينشرها، وما كان من الأخير إلا أن نشرها على الفور رغم أن صلاح عيسى كان قد خرج لتوه من السجن. 

 

وفي نفس الأمسية التي تضمن شهادات من بعض كتاب ومبدعين جيل الستينيات لتكريم عبد الفتاح الجمل، قال الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم: إذا كانت قصة كفاح رفاعة الطهطاوي وتلخص تاريخ مصر في قرنين من الزمن، فإن قصة عبد الفتاح الجمل مع جيل الستينيات تلخص تاريخ الحركة الثقافية في مصر، وتاريخ مرحلة من مراحل الحركة الثقافية في مصر.

 

ولفت “هاشم” إلى أن هذه المرحلة هي فترة الستينيات التي كانت فترة من أخصب وأكثر الفترات الثقافية ألقا في تاريخ الفكر المصري الحديث والتي عبرت عن مصر في تلك الفترة، وعلاقة عبد الفتاح الجمل مع جيل الستينيات، تلخص تاريخ الثقافة المصرية من الستينيات وحتى وقتنا الحاضر.

وشدد “هاشم” على أن عبد الفتاح الجمل هو الراعي الرسمي لجيل كامل من الكتاب والمبدعين.