رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضاحك الباكي.. أول أفلام «الوثائقية» عن حياة نجيب الريحاني

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

كان على وجه الراحل نجيب الريحاني تفاصيل الزمن والكثير من الحكايات والمواقف التي مرّ بها، وضيق ذات اليد الذي قدّر له الزمان أن يمر حتى يصبح فنانًا كبيرًا أطلق عليه جمهوره بالضاحك الباكي، فهو علامة من تاريخ الفن المصري، لذا كان ضمن المجموعة الأولى التي قررت القناة الوثائقية الجديدة عرض أفلام عنهم.

الفيلم الوثائقي "الريحاني" سيعرض عبر قناة “الوثائقية المصرية”، على جزأين يتناولان حياة الفنان العبقري نجيب الريحاني وفلسفته وتجاربه المضحكة الشبكية مع الحياة والثروات التي أتلفها، وأسرار المسرح الكوميدي ورحلاته الفنية إلى الخارج، ودوره في خدمة الوطن والسينما التي أزعجته قبل أن تكافئه بالخلود.

الريحاني رجل مصري أصيل من أبناء الشعب المصري، فهو مواليد حي باب الشعرية بمدينة القاهرة في زمن الخديوية، وتلقي تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسية بالقاهرة، وفيها تجلَّت موهبته التمثيلية المُبكرة، فانضم إلى فريق التمثيل المدرسي.

لم يكن موهبة نجيب الريحاني التمثيل فقط، بل كان محبًا للشعر وعرف بين معليمه بقدرته العظيمة على إلقاء الشعر العربي، وذلك بسبب إعجابه الشديد بالمتنبي وأبو العلاء المعرِي. 

بعد اتمام دراسته، عمل موظفًا بسيطًا في شركة لإنتاج السكر في صعيد مصر، وكان لِتجربته أثر على العديد من مسرحياته وأفلامه السينمائية لاحقًا، وعاش لفترة متنقلًا بين القاهرة والصعيد.

في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين أسس مع صديق عمره بديع خيري فرقة مسرحية عملت على نقل الكثير من المسرحيات الكوميدية الفرنسية إلى اللغة العربية نظرًا لتأثره بالأعمال الأدبية والمسرحية الفرنسية، وعرضت على مختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يحول جزء منها إلى أفلام سينمائية مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر.

"الدستور" تستعرض جزءًا بسيطًا من المراحل الأولى في حياة الراحل نجيب الريحاني، فهى مليئة بالأحداث ما بين النضج الفني والمرحلة الفوضوية وبداياته الفنية وبين الهبوط أيضًا، وغيرها من الأمور التي جعلت من اسمه هيبة كبيرة بين الجمهور في الشارع العربي.

وتوفي الريحاني في 8 يونيو 1949 عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد أن تفاقمت حالته بسبب التيفوئيد، والذي أثر سلبًا على صحة رئتيه وقلبه وكان سببًا أساسيًا في وفاته في المستشفى اليوناني بالعباسية.