رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشقاء «سوريا» يتجاهلون حصار «القيصر» لمساعدة المتضررين من الزلزال

زلزال
زلزال

بعد ساعات من وقوع كارثة الزلزال في تركيا وسوريا سارعت عشرات الدول لمد يد المساعدة لتركيا، حيث أعلنت أكثر من 70 دولة تقديم المساعدات وإنشاء جسر جوي بينها وبين تركيا، إلا أن الدول التي قررت الوقوف إلى جانب سوريا كانت محدودة للغاية رغم الأوضاع المزرية والفقر والخدمات الصحية المنعدمة نتيجة سنوات طويلة من الحرب، فمن مد يد المساعدة للسوريين؟

سوريا "المنكوبة"

تقول كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أديلهايد مارشانغ، أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة، وصل عدد المتضررين من زلزال سوريا وتركيا إلى ما يقرب من 23 مليونًا من بينهم - حسب الأمم المتحدة - 5 ملايين شخص في وضع سيء للغاية وغالبيتهم سوريين، مضيفة أن الاحتياجات الإنسانية لسوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها، بعد أن ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة جنوب تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين ودمر آلاف المباني، ومن بينها عديد من البنايات السكنية والمستشفيات، وخلف آلاف الموتى والجرحى ومئات آلاف من المشردين.
وأضافت مارشانغ، أن الدولة التركية قادرة على التعامل مع الأزمة وتقديم الرعاية اللازمة للمتضررين، إلا أن الاحتياجات الأساسية تعجز سوريا عن توفيرها لضحاياها، حيث تعاني سوريا من أزمة إنسانية قبل الزلزال بسبب الحرب الأهلية وتفشي وباء الكوليرا، موضحة أن المنطقة الأكثر تضررًا بالزلزال هي في أساس منطقة منكوبة.

مصر

عديد من الدول العربية قررت خرق الحصار الأمريكي المفروض على سوريا عبر قانون قيصر، لمد يد المساعدة لأشقائهم في سوريا، وكانت مصر من أولى الدول في تقديم المساعدة لسوريا حيث تواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره السوري بشّار الأسد وأكد إصداره لتوجيهات تقتضي بتوجيه كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة لسوريا، ووصلت بالفعل 3 طائرات مصرية تحمل مساعدات لمتضرّري الزلزال، من إجمالي 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا وتركيا أمر الرئيس السيسي بسرعها إرسالها، كما أرسلت مصر طائرتان عسكريتان إلى تركيا تحملان المساعدات الطبية.

العراق والسعودية

من جانبه، أسرع العراق بفتح ممرًا جويًا مخصص للمساعدات الإنسانية وإرسال الوقود إلى دمشق، حيث وصلت طائرتان عراقيتان إلى دمشق يحملان ما يصل إلى 140 طنًا من المواد الغذائية والإمدادات الطبية.


كما سارعت السلطات السعودية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات طبية وغذائية لتخفيف آثار الزلزال عن المتضررين في سوريا، ونظمت حملة شعبية عبر منصة "ساهم" لمساعدة الضحايا في سوريا وتركيا.

الإمارات

فيما وصل إلى مطار دمشق الدولي اليوم الثلاثاء مساعدات إماراتية حيث هبطت طائرة إماراتية محملة بـ 10 أطنان من المساعدات الإنسانية تضم مواد غذائية وبطانيات وخيماً، لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا، وكان الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات قد قرر تقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي.

الجزائر وليبيا

في السياق ذاته، وصلت المساعدات الجزائرية إلى سوريا سريعًا وعلى رأسها فريق مساعدة من الدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة، كما وصلت طائرة عسكرية جزائرية إلى مطار حلب الدولي تحمل مساعدات إنسانية، ومعدات إنقاذ للمتضررين وقال وزير الداخلية الجزائرية، إبراهيم مراد، إنّ الرئيس عبد المجيد تبون، أمر بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة، مبرزاً أن فريق الحماية المدينة استجاب بسرعة للعملية التضامنية.


كما وصلت مساء اليوم طائرة ليبية إلى مطار حلب الدولي محملة بالمساعدات الطبية والغذائية والإنسانية لمساعدة المتضررين من الزلزال، وتحمل الطائرة الليبية على متنها 40 طناً من المساعدات الإنسانية.

روسيا وإيران

في السياق ذاته، وصلت صباح اليوم الثلاثاء طائرة روسية من نوع "إل-76" تابعة لوزارة الطوارئ، إلى سوريا وعلى متنها رجال إنقاذ وفرق طبية ومعدات خاصة، للمشاركة في دعم ضحايا الزلزال المدمر، وحملت الطائرة الروسية 50 شخصًا وعدد ضخم من المعدات لمساعدة فرق البحث تحت الانقاض والاسعافات الطبية اللازمة، كما أكدت روسيا مواصلة الوحدات العسكرية التابعة لها والمتواجدة في سوريا المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ وإزالة الأنقاض، كما وصلت طائرة المساعدات الإيرانية محملة بـ 45 طناً من المواد الإغاثية لمساعدة المتضررين من الزلزال.