رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بعد نكبة الزلزال».. ناجية سورية تروي لـ«الدستور» اللحظات الأخيرة في حياة أسرتها

زازال سوريا
زازال سوريا

تتوالى مشاهد المأساة من تركيا وسوريا، لهول ما حل بالبلدين جراء الزلزال المدّمر، الذي وقع فجر أمس الاثنين، أودى بحياة ما يزيد عن 5 آلاف في سوريا وتركيا، وعشرات آلاف الجرحى بعد الانهيار العديد الذي لحق بالمباني إثر قوة الزلزال الذي بلغ قوته 7.7 على مقياس ريختر.

وروت آلاء فتاة عشرينية، أحد الناجين من نكبة الزلزال المدمّر في حلب بسوريا، لحظات الرُعب التي عاشتها هي وأسرتها وقت وقوع الهزَّة التي أودت بحياة آلاف المواطنين وخلفت مئات الإصابات، في تركيا وسوريا.

وتقول الفتاة لـ«الدستور»، إنَّ لديها شقيقتان، الأولى عشر سنوات والثانية 15 عامًا، بينما هي تبلغ من العُمر عشرون عامًا، وتعولهما والدتهما التي تعمل باليومية في إحدى الأراضي الزراعية بحلب شمال سوريا.

وعن لحظات الرُعب التي عاشتها هي وأسرتها وقت حدوث الزلزال المُدّمر، تُتابع: «كنتُ نائمة أنا وأخوتي في الغُرفة، وإذ بصوت أمي العالي وهي تصرخ وتنادي باسمي (آلاء آلاء آلاء) وتُكرر، حتَّى فزعت من نومي ومعي أخوتي».

تُضيف: «كان أمي تبكي من هول الحال، وعند وقوع الزلزال، حاولت أن تجد لنا مكانًا آمنًا للاختباء، فذهبت هي وأخوتي إلى السُلّم وتركت البيت، بينما أنا من صدمتي ظللتُ مُعلَّقة بين خوف والبُكاء، حتَّى بدأ البيت ينهار شيئًا فشيئًا، أسرعتُ نحو الدولاب واختبأتُ فيه، ولم أرى شيئًا بعدها إلا وفريق الإنقاذ يُخرجني من تحت الرُكام».

تستكمل: «سألتُ على أمي وأخوتي ولم أجد جوابًا، حتَّى أتاني أحد الأشخاص الموجودين في المكان، وأعطاني سلسلة، وسألني إن كنتُ أعرف صاحبتها أو لا، وكانت هي سلسلة أختي الصغيرة، وأكد لي أنَّهم وجدوها جثة هامدة ونقلوها إلى الساحة التي كانوا يرصّون الجُثث فيها حتى تأتي الإسعافات وتنقلها إلى المستشفيات».

تختتم حديثها لـ«الدستور»: «ظلّ فريق الإنقاذ يبحث عن أمي وشقيقتي الأخرى لساعات طويلة، حتى عثرنا عليهما تحت أنقاض الزلزال وهما موتى.. ليت أنا التي ذهبتُ دون أرى هذا الوجع».

وكان زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر قد ضرب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا صباح اليوم على عمق 18 كيلومترا، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات في البلدين، كما ألحق أضرارا بالبنية التحتية.

وتواصل فرق الإنقاذ في كل من تركيا وسوريا عمليات إنقاذ المصابين واستخراج الجُثث الموجودة تحت ركام المباني، بعد نكبة الزلزال الذي دمَّر مئات البيوت وحصد آلاف الأرواح، من بينها أطفال ورُضّع.