رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحد أبواب الجحيم المنسية.. ماذا في جعبة الجيش الياباني وسط الصراع العالمي؟

الجيش الياباني
الجيش الياباني

وسط ارتفاع حدة التوترات عالميًا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتعاظم القدرات الصاروخية لكوريا الشمالية، والتوتر بين تايوان والصين،  أعادت اليابان النظر، في تسليح جيشها، بعد 8 عقود من حرمانها من امتلاك قوات مسلحة بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.

وقال الكاتب إبراهيم الجارحي، خلال تقديم برنامج "بالمنطق" عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إن التوتر العالمي، فتح أحد أبواب الجحيم المنسية وهو عودة الجيش الياباني للتسلح، بعد 8 عقود من تغييب وحرمان، لافتًا إلى أن الجيش الياباني من أقدم وأعرق الجيوش النظامية في التاريخ وأوئل الجيوش العالمية التي انطلقت في الحرب الحديثة، وكان له انتصارات ضد الإمبراطورية الروسية والصين، وكان أحد الجيوش العظمى التي أشعلت الحرب العالمية الثانية، كما كان آخر الجيوش المنهزمة، وكان ذلك تحت ضغط القنابل الذرية. 

ولفت الجارحي، إلى أنه بعد هزيمة اليابان ، وضع دستور جديد، مادته التاسعة تنص على تخلي الشعب الياباني عن الحرب أو القيام بأي أعمال عدوان أو تهديد بالعنف كوسيلة لحل النزاعات الدولية، وأتت  الترجمة المباشرة للدستور بتحول الجيش الياباني من أقوى الجيوش الهجومية في العالم، لقوة دفاعية ضئيلة نسبيا، لكن بنهاية عام 2022، أقر مجلس الوزراء الياباني، تعديلات على 3 وثائق دفاعية، وأعاد صياغة كيفية دفاع اليابان عن نفسها.

التعديلات تمنح اليابان الحق في شن هجمات مضادة في ظروف محددة، بشرط تكون هجمات تالية وليست استباقية، وتوجه لأهداف عسكرية فقط، وبحد أدنى من العنف، لمهاجمة قواعد العدو.

اليابان، قالت إن هذا التغيير ضروري نظرا للتهديدات التي تواجهها اليابان، اليابان كانت تملك جيوشا نظامية من ألف سنة قبل الميلاد، والتحديث بدأ 1868، دخلت اليابان لعالم العسكرية بأسلحة حديثة، وأصبحت قوى عظمى انتصرت على المحاولات التوسعية لإمبراطورية الصينية، ونجحت في نقل مركز السيادة الإقليمية في شرق آسيا من الصين لليابان. 

توسعت الإمبراطورية اليابانية بسرعة شديدة بسطت قوتها على أراضي من الصين وأندونيسيا والفلبين وماليزيا وبورما وعدد من الجزر في المحيط الهادي، ودخلت اليابان في مواجهة واضحة مع معسكر الغرب، ثم جاء الهجوم الياباني على ميناء أمريكي، الذي أرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب، وفي 9 أغسطس 1945 ضُربت هيروشيما وناجازاكي، بالقنابل النووية، واستسلمت اليابان، وكتبت أمريكا الدستور الياباني، وكانت المادة التاسعة ضمان لعدم دخول اليابان حرب جديدة.

وأوضح الجارحي، أن طوكيو قالت الاستراتيجية الدفاعية الجديدة تأتي استعدادا للأسوأ والتهديدات الخارجية، لذا تدرس الحكومة اليابانية شراء عدد كبير من الصواريخ الأمريكية من طراز توماهوك، لافتًا إلى الاستراتيجية الأمنية السابقة ادرجت كوريا الشمالية والصين كتهديدين، الآن أضيفت روسيا للقائمة.