أزمة لبنان.. سيناريوهات وتفاصيل الاجتماع فى فرنسا بمشاركة مصر
يشهد لبنان خلال الفترة الحالية موجة من الأزمات جراء حالة الفراغ الرئاسي الموجودة منذ انتهاء حقبة الرئيس اللبناني السابق ميشال عون.
وأعلنت العديد من القطاعات في لبنان الإضراب عن العمل احتجاجًا على تردى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بجانب ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة اللبنانية.
فما هى سيناريوهات الفترة المقبلة وهل تشهد الرئاسة اللبنانية رئيسا جديدا خلال الفترة المقبلة خاصة عقب الاجتماع المقبل في فرنسا حول لبنان.
فى السياق، قال الكاتب والإعلامي اللبناني محمد قليط، الإضراب شكلي؛ نظراً إلى أن الاتحاد العمالي العام الذي يرأسه بشارة الأسمر واتحاد النقل البري الذي يرأسه بسام طليس المرهون لرئيس مجلس النواب نبيه بري، أحد ركائز المنظومة الحاكمة منذ التسعينيات وأحد قادة ميليشيات الحرب الأهلية دائما.
وأوضح قليط، لـ"الدستور"، أن الأزمة كما في كل مرة، يطالبون بالإضراب ومن ثم يجتمعون مع بري أو ممثل عن الحكومة ليطلقون وعوداً للموظفين أو يعطونهم فتات من حقوقهم مقابل أن يصمتوا لفترة طويلة.
وأشار قليط إلى أن هذا السيناريو كان ولا يزال قائما منذ ترأس الأسمر وطليس الاتحادين، دون اي تغيير بحقوق العمال في لبنان .
وأكد قليط أن الحل الفعلي هو بتغيير قيادة هذه الاتحادات لقيادات معارضة للمنظومة الحاكمة وتحمي حقوق العمال، ولا تتراجع مقابل وعود فارغة وفتات لا يسمن ولا يغني من جوع.
قليط: ارتفاع حظوظ قائد الجيش اللبنانى جوزيف عون مقابل تراجع أسهم الوزير السابق سليمان فرنجية
وحول سيناريوهات الفترة المقبلة في لبنان، قال قليط على الصعيد السياسي، ارتفعت حظوظ قائد الجيش اللبنانى جوزيف عون مقابل تراجع اسهم الوزير السابق سليمان فرنجية بعد تصريح الاخير بأنه سيتراجع عن ترشحه في حال حصل توافق على اسم آخر، بالإضافة الى حصول اعتراضات على تهجم النائب جبران باسيل على قائد الجيش داخل حزبه التيار الوطني الحر، الأمر الذي قد يزيد من عدد الاصوات الذي سيحظى بها قائد الجيش في حال حصل توافق على اسمه لرئاسة الجمهورية.
وحول الوضع الاقتصادي، قال قليط لا شيء في الافق بالأخص مع تغيّر سعر الصرف الرسمي من ١٥٠٠ ليرة مقابل الدولار الى ١٥٠٠٠ ليرة، الامر الذي سيتسبب بكارثة معيشية جديدة مع ارتفاع الأسعار وعدم لجم ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وبذلك، الأمر ينذر بخطر يهدد الأمن الاجتماعي وارتفاع معدلات السرقة والجرائم والبطالة والفقر دون اي حل اقتصادي جذري وعملي، بعيدا عما يحصل الآن من عمليات "ترقيع" للأزمة المالية لصالح الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال على حساب الطبقة الوسطى والدنيا.
عبود: ما يزيد من الأزمة هو عدم وجود حكومة فاعلة
من جانبه، قال الدكتور طارق عبود، أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، وكاتب وباحث في الشئون اللبنانية والدولية، لينان يمر في مرحلة صعبة جدًا.
وأوضح عبود في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن القطاع التربوي يعاني من تدهور القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، وغلاء أسعار المشتقات النفطية، وعدم تصحيح الرواتب للأساتذة في التعليم الرسمي، ولأساتذة الجامعة اللبنانية.
وأشار عبود إلى أن ما يزيد من الأزمة هو عدم وجود حكومة فاعلة، وفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية، وانهيار مؤسسات الدولة وتحللها، لذلك في ظل كل تلك الأجواء فالوضع سيء جدًا على كافة المستويات، ولا سيما في الإدارات الرسمية والقطاع الرسمي والمرافق العمومية.
عبدالله نعمة: اجتماع فى فرنسا حول الأزمة اللبنانية بمشاركة مصر
فيما قال عبدالله نعمة الباحث السياسي اللبناني، سعر الدولار رفع ووصل لمرحلة غير طبيعية، مشيرا إلى أن الخلافات السياسية في لبنان تتفاقم وهذا سبب ارتفاع الدولار.
وأشار نعمة في تصريحاته للـ"الدستور"، إلى أن الجميع في لبنان يركز أن يكون هناك تسوية سياسية، والاتفاق على رئيس جمهورية لن يتم إلا باتفاق، موضحا أنه خلال 15 يوما سيتم التصويت على اسم رئيس للجمهورية وسيكون بين اثنين الأول العميد جوزيف عون والنائب السابق سليمان فرنجية.
وأوضح نعمة أن فرنسا تستضيف اجتماعا يضم "مصر، قطر، السعودية، الولايات المتحدة، وفرنسا، حول الأزمة اللبنانية واختيار رئيس للجمهورية، موضحا أن المبادرة الفرنسية ستكون ضغط لانتخاب رئيس بلبنان، مؤكدا أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة سيكون هناك انتخابات رئاسية بلبنان.
وأكد نعمة أن هناك ضغطا دوليا كبيرا لانتخاب رئيس جمهورية، مشيرا إلى أن هناك تحركات داخلية بين القادة السياسيين في لبنان للاتفاق على رئيس للجمهورية، مشيرا إلى أن الحظ الأوفر هو لقائد الجيش اللبنانى جوزيف عون.
