اندبندنت: بريطانيا تواجه انكماش اقتصادي وتضخم مرتفع في 2023
أكدت صحيفة "اندبندنت" البريطانية، أنه من المرجح أن ينكمش الاقتصاد البريطاني أكثر من المتوقع هذا العام وسيكون أسوأ أداء من بين جميع دول مجموعة السبع المتقدمة، وفقًا لصندوق النقد الدولي.
وتابعت أن أحدث توقعات صندوق النقد الدولي تضع المملكة المتحدة في مرتبة متأخرة عن الولايات المتحدة وألمانيا وحتى روسيا، التي تعرضت لعقوبات وتنفق مليارات الجنيهات الاسترلينية على حربها في أوكرانيا.
التضخم وانكماش الاقتصاد ينتظران بريطانيا في 2023
وأكدت الصحيفة أن التضخم الذي غذته جزئيًا فواتير الطاقة المرتفعة للغاية خلال الأزمة الأوكرانية الروسية، له تأثير كبير على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم - بما في ذلك دول مجموعة السبع وأوروبا، حيث تعني الأسعار المرتفعة أن الناس لديهم أموال أقل لإنفاقها، مما يضعف الطلب في الاقتصاد ويخنق النمو.
وقال صندوق النقد الدولي إنه يعتقد أن التضخم العالمي قد تجاوز ذروته وسينخفض من 8.8 في المائة العام الماضي إلى 6.6 في المائة في عام 2023 و 4.3 في المائة في عام 2024 مع بدء رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في تهدئة الطلب وإبطاء ارتفاع الأسعار.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد البريطاني أكثر من روسيا، لكنه حذر من أنه في المملكة المتحدة وأوروبا ، سيستمر ارتفاع الأسعار وتأثير الإجراءات المتخذة لكبح التضخم في التأثير على الاقتصاد، وقال في تقريره "لقد ساءت ثقة المستهلك وثقة الأعمال".
مع بلوغ معدل التضخم نحو 10 في المائة أو أكثر في العديد من بلدان منطقة اليورو والمملكة المتحدة ، تظل ميزانيات الأسر المعيشية مضغوطة كذلك الوتيرة المتسارعة لزيادة أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي تعمل على تشديد الأوضاع المالية وتخفيف الطلب في قطاع الإسكان وخارجه ".
ماذا يحدث لاقتصاد المملكة المتحدة؟
ويقول صندوق النقد الدولي إن المملكة المتحدة ستكون الأسوأ أداءً من بين جميع دول مجموعة السبع المتقدمة في عام 2023، وفي توقعات مخفّضة، توقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة -0.6 في المائة - وهو انخفاض من -0.3 في المائة في أكتوبر الماضي.
وأكدت الصحيفة أنه للمقارنة، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1. 4 في المائة في عام 2023، وبشكل عام، ستشهد منطقة اليورو نموًا بنسبة 0.7 في المائة، مع توقع تحقيق ألمانيا وفرنسا لتحقيق 0.1 في المائة و 0.7 في المائة على التوالي.
وفي غضون ذلك، سينمو الاقتصاد الإيطالي بنسبة 0.6 في المائة والاقتصاد الإسباني بنسبة 1.1 في المائة، وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي. كانت اليابان وكاندا الأفضل أداءً بنسبة 1.8 في المائة و 1.5 في المائة على التوالي.
وقال بول جونسون ، مدير معهد الشؤون الاقتصادية، إن هناك عددًا من الأسباب وراء تباطؤ الاقتصاد البريطاني، مشيرا إلى ثلاثة مجالات على وجه الخصوص، يعتقد أنها تؤثر سلبًا على المملكة المتحدة: نقص العمالة، وارتفاع أسعار الفائدة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ماذا يحدث في روسيا؟
لعبت العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا دورًا أصغر في كبح سلطة الرئيس فلاديمير بوتين، وكان قرار الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى بتجميد حوالي 300 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الروسي مفيدًا في خفض حجم احتياطيات الكرملين للالتفاف على ضوابط التصدير.
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه على النقيض من ذلك، فإن العقوبات على صادرات النفط والغاز لم تشل الاقتصاد الروسي أو تجبر بوتين على الانسحاب من أوكرانيا.
وفي أعقاب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أصدر الحلفاء الغربيون في الغالب تهديدات بوقف شراء النفط والغاز الروسي. ولا يزال ذلك يساعد في رفع أسعار الطاقة وتضاعف فائض الحساب الجاري الروسي إلى 227 مليار دولار العام الماضي.
