رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحليف الأهم فى المنطقة»: تحركات مصر الدولية والإقليمية تدفع واشنطن للتقارب

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي بايدن

نجحت مصر خلال السنوات الماضية في تبني سياسات قوية، ليس فقط على المستوى المحلي والإقليمي، ولكن الدولي أيضًا، وتوج ذلك بالحضور في العديد من الملفات الدولية، وعقد علاقات قوية مع القوى الكبرى، وعبر قارات العالم، لتؤكد أهمية الدور المصري إقليميا ودوليا.

التحركات المصرية ظهرت قوتها وتأثيرها عالميًا، حيث سعت القوى العظمى والكبرى إلى التفاهم معها، والتنسيق بشأن العديد من الملفات، وهو ما انعكس في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأحد، ونشرته السفارة الأمريكية لدى القاهرة، بشأن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة «أنتوني بلينكن»، والتي يلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره المصري سامح شكري.

جاء بيان الخارجية الأمريكية تحت عنوان "العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر"، واستعرض مجالات التعاون التاريخي بين البلدين، مع تأكيد مستقبل هذه العلاقات وقوتها وأهميتها بالنسبة للطرفين، خاصة في الملفات الإقليمية والدولية، نظرًا لإدراك دور مصر وقوتها في حسم العديد من الملفات.

التنسيق بشأن الملفات الإقليمية والدولية

واعترف البيان الأمريكي، بشكل واضح، بقوة وتأثير الدور المصري، ولهذا تحرص واشنطن على التنسيق مع القاهرة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، لأنها نجحت في خلق علاقات مع أطراف متصارعة وبينها خلافات، ويمكن لها أن تقوم بدور الوساطة بشأن العديد من الملفات، مثل الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس السسي لأرمينيا وأذربيجان، والهند والصين، ونجاح مصر في استضافة قمة «COP 27» وقدرتها على فرض أجندة الدول النامية والفقيرة بعد سنوات من تهرب الدول الغنية من تحمل مسئوليتها، والتسبب في إحراج دولي لها أمام العالم.

وأكدت الخارجية الأمريكية أيضا أن الولايات المتحدة ومصر تتشاركان لتعزيز التعاون الإقليمي عبر عدة آليات لتخفيف حدة الصراعات في دول منطقة الشرق الأوسط، سواء داخل الدول التي تعاني من الأزمات، أو التي توجد بينها وبين جيرانها خلافات.

التعاون الدولى فى مكافحة الإرهاب

وشدد البيان الأمريكي على أهمية التعاون مع مصر دولياً في محاربة الإرهاب وتعزيز التعاون العسكري لمجابهته، فقد نجحت مصر خلال سنوات قليلة في القضاء على الإرهاب في الداخل، وخلق شبكة علاقات قوية مع دول الإقليم لمكافحة الجماعات الإرهابية ومنع انتقالها عبر الحدود، أو تسهيل وصولها إلى المال والسلاح، بخلاف وضع رؤية فكرية وأيديولوجية شاملة ساعدت في القضاء على التطرف، وأثبتت نجاحها.

وذلك الأمر دفع دول الإقليم لطلب التعاون مع مصر في هذا الملف، خاصةً أن القاهرة رفضت منذ البداية أي توجيهات أو إملاءات خارجية بشأن مكافحة الإرهاب لأنها قادرة على مواجهته وفق رؤية وطنية خالصة، عبر إطلاق «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب»، بل ونقلها إلى دول الجوار والعالم لمكافحة هذه الآفة.