رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنمية مستمرة فى الصعيد

ميلاد قرية «أم دومة» الجديد، أو الثانى، كما أشرنا، أمس، كان خطوة فى طريق طويل، لتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة بمحافظات الصعيد، رسمته «رؤية مصر ٢٠٣٠»، والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، و«هيئة تنمية الصعيد»، التى عرفنا من تقرير قدمه رئيسها اللواء شريف صالح للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن هناك مشروعات تنموية عديدة، صناعية وزراعية واجتماعية وبيئية، جرى ويجرى تنفيذها، تؤكد مجددًا أن صعيد مصر، الذى كان مهملًا فى الماضى، أصبح على رأس أولويات الدولة.

نشأت «هيئة تنمية الصعيد»، بالقانون رقم ١٥٧ لسنة ٢٠١٨، الذى نصّت مادته الثانية على أن تكون الأولوية للمشروعات التى تحقق عائدًا تنمويًا ونسبًا مرتفعة من التشغيل، مع العمل على جذب الاستثمارات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة والعوائد الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المستهدفة. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن الدولة حين أرادت التوسع فى المناطق الصناعية، وقامت بتوفير الأراضى بالمجان للمستثمرين، حال غياب البنية الأساسية دون حدوث تنمية حقيقية فى هذه الأراضى. وبالتالى، جرى التركيز، خلال السنوات الأربع الماضية، على توفير البنية الأساسية للمناطق الصناعية، خاصة القائم منها فى محافظات الصعيد، والتى كان من بينها المجمع الصناعى، غرب جرجا، المقام على مساحة ٦٠ فدانًا، والذى افتتحه الرئيس، أمس.

استكمالًا لجهود الدولة فى المحور الصناعى، تقوم «هيئة تنمية الصعيد» بتطوير ورفع كفاءة مجمع تعبئة وتغليف التمور بالوادى الجديد، لتصل الطاقة التخزينية إلى ٤ آلاف طن، وتطوير مصنع العسل الأسود ومشتقاته، فى قرية تونة الجبل، مركز ملوى، بمحافظة المنيا، لتصل الطاقة الإنتاجية إلى ٣ أطنان فى اليوم، ورفع كفاءة مصنع إنتاج الخشب المضغوط بمحافظة سوهاج، بالشراكة مع الشركة المصرية للصناعات التحويلية، لتطوير خطوط الإنتاج وزيادة المساحة التخزينية. وهناك، أيضًا، فى محور الحفاظ على البيئة، مشروع زراعة نبات الجوجوبا فى مدينة الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر، الذى يقوم على الاستفادة من مياه الصرف الصحى المعالجة ثلاثيًا، لإنتاج الوقود الحيوى من زيت الجوجوبا.

بمشاركة أهالى الصعيد، وبالتعاون مع شركاء التنمية، تقوم «هيئة تنمية الصعيد»، أيضًا، بتنفيذ مشروع تنمية قرى وادى كركر لأهالى النوبة فى محافظة أسوان، الذى يتضمن مشغلًا للحرف التراثية، ومشروع مجمع صناعى حرفى لإنتاج السجاد، فى قرية ديسيا بالفيوم. كما يشهد المحور الاجتماعى، أيضًا، تنفيذ ٣ مجمعات صناعية حرفية بمحافظات الوجه القبلى، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، الأول فى قرية بلانة بمركز نصر النوبة بأسوان، والثانى فى قرية الرمادى قبلى بمركز إدفو بأسوان، والثالث فى قرية بنى واصل بمركز ساقلته بسوهاج، ويضم كل مجمع ٣٠ ورشة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر. 

المحاور الصناعية والبيئية والاجتماعية، كما ترى، متداخلة أو متكاملة، ويتداخل أو يتكامل معها المحور الزراعى، الذى يتضمن مشروعات لتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية، خاصة الرئيسية منها، مثل مشروع مجمع صوب زراعية لإنتاج شتلات القصب بكوم أمبو بأسوان، بواقع ١٠ ملايين شتلة فى الموسم الواحد، ورفع كفاءة مزرعة الدواجن التكاملية بقرية العزب بالفيوم، لإنتاج ٢٤٠ ألف طائر فى الدورة الواحدة، من سلالات الدواجن الأصيلة. إضافة إلى رفع كفاءة مزرعة الدواجن والمجزر الآلى بقرية المطاهرة بأبوقرقاص بالمنيا، للوصول بطاقتها الإنتاجية إلى ١.٨ مليون طائر سنويًا، وتطوير مزرعة دواجن إنتاج بيض المائدة بقرية شوشة بمركز سمالوط بالمنيا، لتحقيق طاقة إنتاجية تزيد على ١.٦ مليون بيضة شهريًا، وإنشاء مجمع دواجن تكاملى بقرية بنبان بمركز دراو بأسوان، بطاقة ٤٥٠ ألف طائر سنويًا، ورفع كفاءة ٢١ وحدة بيطرية بمراكز طما، طهطا، المراغة، جهينة، المنشأة، جرجا، البلينا، ودارالسلام، بمحافظة سوهاج، و... و... واستصلاح واستزراع ١٦٠٠ فدان بمنطقة أبوطرطور بالوادى الجديد.

.. وتبقى الإشارة إلى أن حجم الاستثمارات، التى تم ضخها فى محافظات الصعيد، خلال السنوات الثمانى الماضية بلغ ١.٥ تريليون جنيه، من إجمالى ٧ تريليونات جنيه من الاستثمارات، التى تم تنفيذها، أو الجارى استكمال تنفيذها، على مستوى الجمهورية، أو فى طول مصر وعرضها.