رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب التغيرات المناخية.. لا توجد شجرة لعيد الميلاد

شجرة عيد الميلاد
شجرة عيد الميلاد

في الوقت الذي أصبح فيه العالم على مشارف عام ميلادي جديد يحذر الخبراء من أن الجفاف الشديد الذي تمر به إيطاليا منذ بداية عام 2022 يعرض "عيد الميلاد" للخطر بسبب انخفاض عدد أشجار الصنوبر، تلك الأشجار التي تعتبر رمز الاحتفال بعيد الميلاد.

إذ قالت صحيفة دياريوالإسبانية إن الحرارة الشديدة والجفاف اللاتي تمر بهما إيطاليا قد أثر على مزارع أشجار الصنوبر التي تعتبر رمز للاحتفال بعيد الميلاد.

وفي هذا الصدد قالت إحدى مزارعات الصنوبر في توسكانا الإيطالية إن الحرارة في إيطاليا كانت شديدة حتى في فصل الخريف، وهو وضع حاصر المزارعين الإيطاليين الذين مروا بسنة صعبة، حيث أصبح تغير المناخ المتسببفي جفاف العديد من أشجار الصنوبر.

وقد ذكرت الصحيفة أن هذا التغير المناخي الذي أثر على زراعة أشجار عيد الميلاد جعل الناس يلجأون إلى الأشجار البلاستيكية الاصطناعية، إذ تشير التقديرات أنه يتم بيع نحو 500 ألف شجرة عيد ميلاد طبيعية في إيطاليا كل عام، ولكن الآن تعاني الأشجار الطبيعية من عواقب تغير المناخ.

وكانت قد تعرضت إيطاليا لأسوأ موجة جفاف خلال الـ70 عامًا، حيث أدى أسوأ جفاف شهدته البلاد منذ عقود إلى خفض "جاردا"، أكبر بحيرة في إيطاليا، وهو ما جعل منسوب المياه فيها يصل إلى أدنى مستوى تم تسجيله في تاريخها.

كما انخفض تساقط الثلوج هذا العام بنسبة 70 %، مما أدى إلى جفاف الأنهار الرئيسية مثل نهر بو، الذي يتدفق عبر قلب إيطاليا الزراعي والصناعى.

وتعاني العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا وألمانيا والبرتغال وفرنسا وهولندا وبريطانيا، من الجفاف هذا الصيف الذي أضر بالمزارعين والشاحنين ودفع السلطات إلى تقييد استخدام المياه.

الأشجار الصناعية تضر بالبيئة 

أوضح المهندس الزراعي سيد فرج أن نباتات وأشجار الزينة التي تستخدم بديلًا عن الطبيعية منها تضر بالبيئة، مشيرًا إلى أن أغلبها غير قابل لإعادة التدوير وينتهي بها الأمر في مدافن النفايات المحلية، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون.

وأضاف أنه في الولايات المتحدة، يتم شراء حوالي 10 ملايين شجرة اصطناعية كل موسم، يتم شحن ما يقرب من 90% منها حول العالم من الصين، بينما أوضح أنه يتم حصاد 30 مليون شجرة طبيعية فقط لعيد الميلاد كل عام، مشيرًا إلى أن  شراء أشجار حقيقية يساعد في الحفاظ على مزارع الأشجار من أجل الحفاظ على الأرض مغطاة بالموائل الحرجية الصحية التي تعتمد عليها الحياة البرية للبقاء على قيد الحياة، إذ يتم الحفاظ على ما بين 350-500 مليون شجرة تنمو في مزارع الأشجار في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

كما لفت إلى أنه من الوارد أن يتم بعد انقضاء أعياد الميلاد جمع الأشجار الطبيعية وإعادة تدويرها ومنحها حياة ثانية، موضحًا أنه يمكن تقليل أكثر من 30 في المائة من انبعاثات الكربون اللازمة للحد من تغير المناخ مع الحلول الطبيعية مثل استعادة غاباتنا وذلك من خلال شراء شجرة عيد الميلاد الحقيقية مما يساعد في الحفاظ على الغابات واستعادتها.

ويُعرف أن لكل شجرة يتم شراؤها يزرع المزارعون 1-3 شتلة بدلاً منها، وذلك وفقًا لجمعية شجرة عيد الميلاد الوطنية، وهذا يعني أن استخدام الأشجار الطبيعية بعيد الميلاد يعني المزيد من الأشجار لمكافحة تغير المناخ وتوفير المزيد من الفوائد الحيوية للناس والطبيعة، مثل الهواء النظيف والماء، وموائل الحياة البرية، والتربة الصحية.

وكان قد قال الأب إسطفانوس دانيال كاهن الكنيسة الكاثوليكية في سوهاج، إن اليونان كانوا يحبون شجرة عيد الميلاد لأنها رمز للحياة الأصيلة التى لا تزول أبدًا، ولأنّ أوراقها فى فصل الشتاء لا يتساقط أبدًا والأشجار الأخرى فى الفصل عينه تتساقط أوراقها، ويقال إنها ظهرت لأول مرة فى ألمانيا عام 732، ومن عادة اليونانيين بالاحتفال بهذه الشجرة، وكان يقوم بعضهم فى كل عيد يذبح لها طفلاً.